الأسهم الآسيوية تتراجع متجاهلةً خفض الفائدة بالصين

انخفاض مؤشر أسهم المنطقة 0.3% مع تراجع أسواق البر الرئيسي وهونغ كونغ وأستراليا وكوريا الجنوبية

أحد المشاة أمام المباني في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ في شنغهاي، الصين
أحد المشاة أمام المباني في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ في شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت الأسهم الآسيوية جنباً إلى جنب مع العقود الآجلة للأسهم الأميركية، حيث تجاهل المتداولون انخفاض سعر الفائدة المرجعي للرهن العقاري في الصين بحثاً عن محفزات شراء جديدة.

انخفض مؤشر الأسهم في المنطقة بنسبة 0.3%. وتراجعت الأسهم في البر الرئيسي وهونغ كونغ، في حين عكست الأسهم اليابانية مكاسبها المبكرة وتراجعت المؤشرات القياسية في أستراليا وكوريا الجنوبية أيضاً. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" بعد إغلاق الأسواق الأميركية أمس الاثنين بسبب العطلة.

جاءت التحركات في الأسهم الصينية بعد أن خفضت البنوك المحلية السعر المرجعي الرئيسي للقروض العقارية بمقدار قياسي، في إشارة إلى أن البلاد تزيد من دعمها لقطاع العقارات في محاولة لإنعاش الطلب. قفز مؤشر أسهم المطورين الصينيين في البداية، لكنه سرعان ما تخلص من الجزء الأكبر من المكاسب ليتم تداوله على ارتفاع متواضع.

بادرة جيدة

قال ويلر تشين، المحلل في شركة "فورسيث بار آسيا" إن التخفيض على سعر الفائدة الرئيسي على القروض لمدة خمس سنوات كان "بادرة جيدة من البنوك التجارية ولكن مشكلة العقارات لا تزال حتى الآن لا تتعلق بمعدل الرهن العقاري". وأضاف: "سيعزز التحرك الطلب على العقارات لكني لا أتوقع الكثير".

كيف غرق قطاع العقارات الصيني في هذه الفوضى؟

جاءت المكاسب التي حققتها الأسهم الصينية، أمس الاثنين، أقل من التوقعات في الجلسة الأولى بعد عطلة السنة القمرية الجديدة. قدم الارتفاع في حجم التداول للعديد من الصناديق المتداولة في البورصة في البلاد دليلاً على أن الصناديق المدعومة من الدولة تواصل دعم السوق.

انخفض مؤشر الأسهم العالمية بنسبة 1.1% فقط من ذروته بعد أن سجل مؤشر "إس أند بي 500" رقماً قياسياً جديداً الأسبوع الماضي، في حين أن مؤشر "يورو ستوكس 50" على مستوى المنطقة، يحوم بالقرب من أعلى مستوى له منذ عقدين. وكان تداول مؤشر "نيكاي 225" الياباني في حدود 1% بالقرب من ذروته التي بلغها في عام 1989.

خفض الفائدة في تايلاند

انخفض البات التايلاندي بعد أن دعت رئيسة الوزراء سريثا تافيسين إلى اجتماع غير مُجدول للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة. وارتفع الدولار مقابل معظم أقرانه في مجموعة العشرة.

صعدت عوائد سندات الخزانة مع استئناف التداول في الساعات الآسيوية بعد إغلاق السوق أمس الاثنين. كما ارتفعت عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية لأجل 10 سنوات.

الفقاعة العقارية تُطِلُّ برأسها في الصين ومخاوف من أزمة تمتد لأعوام

وفي أستراليا، أعلنت مجموعة "بي إتش بي"، أكبر شركة تعدين في العالم، عن أرباح أساسية بقيمة 6.57 مليار دولار، أي أقل من التقديرات التي أجمع عليها المحللون، وقالت المجموعة إن الطلب من أكبر العملاء في الصين كان جيداً على الرغم من الضعف في قطاع الإسكان.

وفي أخبار الشركات الأخرى، وافقت شركة "كابيتال وان فاينانشيال" (Capital One Financial Corp) على شراء "ديسكفر فاينانشيال سيرفسيس" (Discover Financial Services) في صفقة بقيمة 35 مليار دولار تشمل جميع الأسهم، والتي ستشكل أكبر شركة بطاقات ائتمان أميركية من حيث حجم القروض.

توقعات الفائدة الأميركية

لا تزال توقعات أسعار الفائدة محل تركيز بقوة من جانب الأسواق. ويقوم متداولو عقود المقايضة الآن بتسعير حوالي 90 نقطة أساس من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024 - هبوطاً من أكثر من 150 نقطة أساس في بداية فبراير. وفي أوروبا، تم تقليص الرهانات إلى حوالي 100 نقطة أساس، من 150 نقطة.

قال فنسنت جوفينز، استراتيجي السوق العالمية في "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" لتلفزيون "بلومبرغ": "تكيفت الأسواق مع فكرة أن تخفيضات أسعار الفائدة ستأتي لاحقاً وربما تكون أقل أهمية مما تم تسعيره في الأصل". وأضاف أن التحرك التصاعدي "مدفوع بالفعل بنمو الأرباح اللائق الذي شهدناه خلال الربع الرابع".

كيف سينهي الاحتياطي الفيدرالي برنامج التشديد الكمي؟

قد توفر أرباح شركة "إنفيديا" (Nvidia Corp) الرائدة، غداً الأربعاء، زخماً جديداً للأسهم، حيث يحاول المستثمرون قياس قوة الاقتصاد العالمي. تجاوزت شركة الرقائق العملاقة القيمة السوقية لشركة "أمازون" على أمل أن تكون الرابح الأكبر من تطورات الذكاء الاصطناعي.

تشمل المحفزات المحتملة الأخرى للأسواق هذا الأسبوع محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر يناير، والذي سيصدر غداً، وبيانات التضخم في منطقة اليورو المقرر صدورها يوم الخميس.

في مكان آخر، لم يتغير سعر الذهب كثيراً بعد ارتفاعه أمس ليُتداول حول 2018 دولاراً للأونصة. وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي على خلفية التوترات المستمرة في البحر الأحمر، وهو طريق تجاري حيوي.

آسيا والمحيط الهادئ