"علي بابا" قادرة على النجاح بدون جاك ما

جاك ما مؤسس شركة علي بابا
جاك ما مؤسس شركة علي بابا المصدر: بلومبرغ
Tim Culpan
Tim Culpan

Tim Culpan is a Bloomberg Opinion columnist covering technology. He previously covered technology for Bloomberg News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تحتاج "علي بابا غروب هولدنغ ليميتيد" إلى تجاوز حقبة جاك ما سريعاً، وتشير أرباحها الأخيرة - لحسن الحظ - إلى أنها تمكنت من تحقيق ذلك فعلاً.

وسجلت الإيرادات والدخل التشغيلي في عملاق التجارة الإلكترونية ارتفاعات جديدة رغم انخفاض مبيعات التجزئة بنسبة 3.9% في الاقتصاد الصيني الذي تعرض لاضطرابات جراء جائحة كورونا العام الماضي. واستمر النمو القوي للأعمال الجديدة بشركة "علي بابا" مثل الحوسبة السحابية والخدمات اللوجستية.

والأهم من ذلك هو أن المجموعة قد تكون قادرة على الإفلات من أي تأثير كبير للإجراءات الصارمة المفروضة على شركة "آنت جروب" للخدمات المالية التابعة لها، والتي أدت إلى إلغاء إدراجها في هونغ كونغ، علماً بأن (ما) مؤسس "علي بابا" مساهم رئيسي في "آنت" أيضاً.

وفي سعيه لتهدئة المستثمرين، أوضح دانيال زانغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الحالي لشركة "علي بابا"، أن منتجات "آنت" لا تحرك الإنفاق على منصاتها بشكل كبير.

وتكتسب أهمية ذلك من مؤشرات قوية على أن نموذج أعمال "آنت" قد يذهب أدراج الرياح، وقد يشمل ذلك فصل المدفوعات عن القروض.

وتمتلك "علي بابا" 33% من شركة "آنت" وتحصل على حصة من أرباحها أيضاً.

إلا أن منتج "علي بابا" يعتبر جوهر شركة "آنت" لأنه كان المفتاح إلى إطلاق إمكانات التجارة الإلكترونية الصينية على مدار العقدين الماضيين.

وأدى توفير خدمات الائتمان مثل القروض الصغيرة إلى تعزيز القدرة الشرائية للمستهلكين بشكل أكبر، وساعد التجار على افتتاح المحال وتوسيع أعمالهم. لكن زانغ سعى إلى التقليل من أهمية هذا الدور مشيراً إلى وجود قنوات تمويلية أخرى.

"جاك ما" الزعيم الروحي لـ "علي بابا"

كان جاك ما القوة الدافعة وراء "علي بابا" لمدة 20 عاماً ويعتبر زعيمها الروحي حتى الآن.

إلا أنه استقال في سبتمبر 2019 ليترك لزانغ تولي منصبين مزدوجين؛ الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة.

وهذا لم يضر بـ "علي بابا" في أي شيء فلقد قفز رأسمالها السوقي إلى مستوى قياسي بلغ 352 مليار دولار في 12 شهراً بعد تنحيه، ولكن بعد ذلك فتح جاك فمه وعلق على سياسة الصين.

وخلال منتدى في شنغهاي بأواخر أكتوبر، انتقد ما اللوائح المالية الصينية في توقيت مريع لتترتب على ذلك تداعيات هائلة.

كانت "آنت" تستعد لاكتتاب عام أولي ضخم إلا أنه تم سحبه في اللحظة الأخيرة بناءً على طلب المنظمين الذين قرروا إعادة النظر في نموذج أعمال "آنت".

وعانت شركة "علي بابا" فانخفضت أسهمها بنسبة 30% في الشهرين التاليين، وبدا أنه قد تم تقييم "آنت" بالنصف.

أصبحت "علي بابا" في دائرة الضوء أيضاً؛ حيث تلقت إشعاراً في 24 ديسمبر يقضي ببدء المنظمين تحقيقاً بخصوص انتهاكات محتملة لقانون مكافحة الاحتكار. وكتبت "علي بابا" في بيان لها أنها تتعاون دون ذكر المزيد.

ومن المحتمل جداً أن نموذج أعمال "آنت" وقوة الاحتكار المتصورة لـ"علي بابا" كانتا ستلفتان الانتباه حتى وإن لم ينطق ما برأيه السلبي حول المنظمين. ولكن الحقيقة هي أن ما ابتعد عن الأنظار بعد تعليقاته لعدة شهور ثم تم استبعاده من قائمة الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا بوسائل الإعلام الحكومية، ما يشير إلى أن الأمر لم يكن مصادفة.

وفي حديثه عن الحياة بعد جاك، أشار زانغ في سبتمبر 2019 إلى أهمية شق طريقه الخاص وبناء أعمال تجارية جديدة مثل البقالة والحوسبة السحابية، حتى وإن أثر القيام بذلك على العروض القديمة .

وقال زانغ لـ "بلومبرغ نيوز": "إذا لم نقتل أعمالنا الحالية، فسوف يقوم شخص آخر بذلك"، وربما لم يتخيل زانغ أن "الشخص الآخر" قد يشمل المنظمين أو مؤسس تلك الأعمال.

ومع التحول الكبير في أداء القطاعات الاقتصادية وسط التباطؤ الاقتصادي، وتوافر المنصات التمويلية البديلة بعيداً عن "اَنت" لتغذية الإنفاق، والأمل في تجنب رد الفعل التنظيمي القاسي، بات من الواضح أن "علي بابا" يمكنها الاستغناء عن جاك.