العقارات المكتبية في الرياض تحافظ على زخمها رغم الركود العالمي

مستويات الإيجارات والإشغال ارتفعت مدعومةً بزيادة الطلب

مبانٍ وأبراج مكتبية في مركز الملك عبدالله المالي (كافد) في الرياض، السعودية، يوم 27 مارس 2023
مبانٍ وأبراج مكتبية في مركز الملك عبدالله المالي (كافد) في الرياض، السعودية، يوم 27 مارس 2023 المصدر: أ.ف.ب
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في وقتٍ تعاني فيه العقارات المكتبية في العالم من ضغوط، واصلت إيجارات المكاتب في الرياض ارتفاعها خلال الربع الرابع من 2023، مدعومةً بالطلب القوي، وفقاً لتقرير جديد لـ"سي بي آر إي" (CBRE)، في حين توقع تقرير لـ"ديلويت" أن يتواصل هذا الزخم خلال العام الجاري.

بحسب تقرير "سي بي آر إي"، ارتفع متوسط الإيجارات في العاصمة السعودية للمكاتب الفاخرة بنحو 21% على أساس سنوي، أما إيجارات كل من الفئتين "أ" و"ب" فسجلت ارتفاعاً بنسبة 13.0% و 22.2% على التوالي.

المكاتب الواقعة في "مركز الملك عبدالله المالي" بدورها شهدت ارتفاعاً بالطلب من الشركات المحلية والعالمية، إذ أشار جوتام ساشيتال الرئيس التنفيذي للمركز في تصريح لـ"الاقتصادية" إلى أن 81% من المساحات المكتبية في المركز تم تأجيرها، مضيفاً أن نسبة إشغال الوحدات السكنية بلغت 98%، ونحو 44% من مساحات المحلات التجارية مؤجرة بالفعل.

ساشيتال أكد التقدم بطلب، بعد دراسته مع الجهات المعنية، لتحويل "كافد" إلى منطقة اقتصادية خاصة (SEZ)، مشيراً إلى أن المركز بانتظار الموافقات النهائية التي في حال إقرارها، "ستحدث تحولاً عميقاً في المشهد التنظيمي للمركز، وعمليات جذب الشركات العالمية".

وكان تقرير "سي بي آر إي" أشار إلى أن نسبة الإشغال زادت بنحو 6.4% في الربع الرابع مدفوعة بصفقة تأجير 15 ألف متر مربع لشركة خدمات متخصصة.

تتزامن هذه النتائج مع تجاوز السعودية مستهدفاتها المتعلقة بتأسيس الشركات الأجنبية مقراً إقليمياً في المملكة، بعد أن وصل عددها إلى 180 شركة في نوفمبر الماضي.

اقرأ أيضاً: السعودية تقدم حوافز جديدة لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية

كما تواصل المملكة تقديم حزم تحفيزية للشركات من بينها حوافز ضريبية لدعم برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية تتضمن إلغاء ضريبة الدخل على كيانات المقرات الإقليمية، وضريبة الاستقطاع للأنشطة المعتمدة للمقرات الإقليمية لمدة 30 سنة.

على الطرف الآخر، تعاني العقارات المكتبية في المدن الكبرى حول العالم من ضغوطات، إذ يكافح مالكو المكاتب هناك في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض وانخفاض معدلات الإشغال، وسط سماح العديد من الشركات لموظفيها بالعمل من المنزل، على الأقل لبعض الوقت.

سوق العقارات التجارية في الولايات المتحدة تضررت بشكل خاص وسط تأثير ارتفاع تكاليف الاقتراض على التقييمات. وواجهت العقارات المكتبية على وجه التحديد ضغوطاً منذ تفشي الجائحة، عندما تراجع طلب المستأجرين بسبب ارتفاع معدلات العمل عن بُعد. وانخفضت بسبب ذلك أسعار المكاتب في الولايات المتحدة بنسبة 25% في الأشهر الـ12 الماضية حتى ديسمبر، وفقاً لشركة التحليلات العقارية "غرين ستريت" (Green Street).

تواصل الزخم

الزخم الذي شهده أداء قطاع العقارات المكتبية في الرياض خلال الربع الرابع يُتوقع أن يستمر خلال العام الجاري، مدعوماً بموقع المدينة كوجهة أولى للعمل في المملكة، بحسب تقرير لـ"ديلويت".

"ديلويت" عزت هذا الزخم إلى ارتفاع عدد الشركات متعددة الجنسيات الراغبة بتأسيس مقار لها في المدينة، إلى جانب جميع المبادرات العامة والخاصة التي تهدف للترويج لها.