وداعاً سيارة "أبل"..لن نعرف أبداً ما فاتنا

قرار الشركة التخلي عن السيارة يرسم نهاية مخيبة وإن كانت متوقعة للمشروع

تواجد "أبل" على الطرق سيظل مقتصراً على  تطبيق "كار بلاي" المُدمج في الهواتف الذكية
تواجد "أبل" على الطرق سيظل مقتصراً على تطبيق "كار بلاي" المُدمج في الهواتف الذكية المصدر: أ.ف.ب
Dave Lee
Dave Lee

Dave Lee is Bloomberg Opinion's US technology columnist. Previously, he was a San Francisco-based correspondent at the Financial Times and BBC News.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ماذا كانت "أبل" ستفعل بالسيارة المتواضعة؟

تتقاطر الأفكار منذ عقد، بعضها معقول والبقية أقل منطقية. لفترة ما، انتشرت شائعات عن عمل الشركة على تطوير مركبة صغيرة تعتمد على طراز "بي إم دبليو آي 3" (BMW i3)، وبعدها، قيل إنها ستكون في الواقع شاحنة مزودة بالواقع المعزز وبطارية من نوع جديد وأحزمة أمان ذكية.

أشارت التقارير الإخبارية إلى رغبة الشركة في تخطي "تسلا"، والاتجاه مباشرة إلى المركبات ذاتية القيادة بالكامل، وحصلت على تصريح باختبار تقنيتها على طرق كاليفورنيا. كما سعت الشركة إلى تشييد بنية تحتية للشحن. لذلك، كان هناك نهم لا يتوقف للحصول على أي أخبار بشأن السيارة، وبدأ مراقبو "أبل" الاهتمام بأنواع السيارات التي يشتريها المديرون التنفيذيون في الشركة، ليروا ما إذا كانت هناك أي إشارات إلى أذواقهم، والاتجاه المحتمل للمشروع.

اقرأ أيضاً: "أبل" لديها ثلاثة خيارات لاقتحام عالم صناعة السيارات .. فما هي؟

كان الخبر المفضل لديّ هو أن "أبل" تدرس صفقة مع مجموعة السيارات الشهيرة "مكلارين" (McLaren)، ما يشير إلى أن سيارة "أبل" قد تصبح يوماً ما سيارة خارقة حقيقية، لا تقل عن كونها مركبة بمواصفات وجودة بريطانية.

تصورتُ أول ظهور لها في فيلم من سلسلة جيمس بوند؛ عندما يغازل دانيال كريغ مرتدياً حُلة السهرة الرسمية (توكسيدو) "سيري" (Siri) لتفتح له باب السيارة وتسمح له بالدخول.

مصدر تشتيت

للأسف، لن نعرف مآل الأمر. فقرار "أبل" التخلي عن مشروع السيارة، وفق التقرير الذي نشره مارك غورمان على "بلومبرغ"، يرسم نهاية مخيبة، وإن كانت للأسف متوقعة، للشائعة التي فضلها الجميع عن "وادي السيليكون". تواجد "أبل" على الطرق سيظل مقتصراً على "كار بلاي" (CarPlay)، وهو برنامجها المدمج في الهواتف الذكية.

عمل على المشروع الذي أطلق عليه اسم "تيتان" (Titan) 2000 موظف في الشركة، سيُعاد تكليف بعضهم بالعمل على الذكاء الاصطناعي، وفق غورمان، فيما سيتقدم آخرون لشغل وظائف أخرى، وسيُستغني عن خدمات البعض.

خلال الحقبة الحالية التي تشهد خفض النفقات في شركات التكنولوجيا، مثلت سيارة "أبل" مصدر تشتيت لم يعد له ما يبرره، بالأخص عندما ينبغي أن تُعطي الأولوية إلى احتياجات الذكاء الاصطناعي، حيث يُنظر إلى "أبل" على أنها غير مواكبة للرَكب.

مشروع حافل بالمصاعب

حقيقةً، أن تهتم "أبل" بصنع سيارة طالما كانت فكرة صعبة على أفضل تقدير. فالأرباح الضخمة التي تحققها من أجهزتها لا يمكن تكرارها، والتجربة القاسية لإنتاج مركبة كانت ستحبط حتى تيم كوك، المتخصص في سلاسل التوريد المعقدة. فالعقبات الأولية التي واجهتها "تسلا"، والتخلي عن تكاليف باهظة في مشروعات سيارات أخرى، كما حدث لشركة "دايسون"(Dyson)، كانت مصدر القلق الأكبر. كما أن تباطؤ نمو القطاع جعل المضي قدماً يمثل خطراً أكبر.

اقرأ أيضاً: استطلاع: المستهلكون يتوقون لشراء سيارة "أبل" التي لم تُصنع بعد

يبدو أن التردد إزاء المسار الذي كان يجب أن يسلكه مشروع سيارة "أبل" هو أصل مشكلاتها، إذ تكررت تغييرات الإدارة، فانضم المدير التنفيذي الشهير في "تسلا"، دوغ فيلد، إلى "أبل" ليغادرها بعد 3 سنوات فقط ليشغل منصباً في "فورد".

كان مشروع "تيتان" مليئاً بالصعوبات، وهناك رأي قاسٍ يفيد بأن الشركة أهدرت مليارات الدولارات من خلال سوء الإدارة والافتقار إلى رؤية واضحة. في ذلك الوقت، كان سعر سهم "أبل" يشهد ارتفاعاً كبيراً كلما تسرب نبأ عن وجود السيارة، ولم ينخفض عندما لا تتحقق تلك الشائعات. بالكاد تحركت أسهم الشركة عندما كُشفت تفاصيل إلغاء المشروع يوم الثلاثاء الماضي.

رغم الأنباء الجديدة، أظن أنه ستكون هناك شائعات دوماً حول تطوير سيارة "أبل" في مكان ما داخل مقر الشركة في كوبرتينو أو موقع سري، وسنتحدث عن التفاصيل الغامضة بنفس طريقة تكهننا بوجود العينات في "المنطقة 51" (Area 51)، أو محل تواجد اللورد لوكان. لكن في الفترة الحالية، تبددت أي توقعات بأن تطرح "أبل" سيارة قبل نهاية العقد الجاري. فسيارة "أبل" أُلغيت للأسف.