الإنفاق الأميركي يرتفع على الجيل الجديد من تكنولوجيا المناخ

استثمارات الولايات المتحدة في الطاقة النظيفة ووسائل النقل ارتفعت 38% خلال 2023

لافتة "خطر" خارج منشأة إنتاج الهيدروجين في محطة "كونستليشن ناين مايل بوينت"، نيويورك، الولايات المتحدة
لافتة "خطر" خارج منشأة إنتاج الهيدروجين في محطة "كونستليشن ناين مايل بوينت"، نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قفزت استثمارات الولايات المتحدة في الطاقة النظيفة ووسائل النقل بنسبة 38% خلال 2023 مقارنة بالعام السابق. يشير تقرير حديث إلى أن الاستثمارات ارتفعت إلى 239 مليار دولار بدعم من قانون المناخ الذي وقعه الرئيس جو بايدن. وهذا يتضمن زيادة كبيرة في تمويل التقنيات المتطورة، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالجيل التالي من الحلول.

سجلت الاستثمارات رقماً قياسياً قدره 67 مليار دولار في الربع الرابع، بزيادة 40% عن نفس الفترة من العام السابق، وفقاً لتقرير شركة الأبحاث "روديوم غروب" (Rhodium Group). ووُجد أن القطاع الأسرع نمواً، حسب ما حدده المحللون، هو تقنيات المناخ الناشئة، مثل الهيدروجين الأخضر ووقود الطيران المستدام واحتجاز الكربون.

وكان الاستثمار في هذه التقنيات أكبر بعشر مرات خلال العام الماضي، حيث بلغ 9.1 مليار دولار، ونصف هذا الرقم تقريباً كان مخصصاً للربع الرابع وحده. كما كان النمو مدفوعاً إلى حد كبير بقانون الاستثمار في البنية التحتية والوظائف الأميركية وقانون الحد من التضخم، اللذين تم التوقيع عليهما في 2021 و2022 على التوالي.

إنفاق قياسي عالمي على الطاقة النظيفة بنحو 1.8 تريليون دولار

وحول هذا الصدد، قال تريفور هاوزر، الشريك في مبادرة الطاقة والمناخ لدى "روديوم غروب"، إن القوانين "غيرت وتيرة النمو بشكل كامل، ولها تأثير محفز بالفعل".

تشجيع انتشار الطاقة المتجددة

تتمتع بعض التقنيات -التي ما تزال غامضة ومهمة للغاية في الوقت نفسه لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية- الآن بآليات مدعومة من جانب الولايات المتحدة ومصممة لتشجيع انتشارها.

خصصت وزارة الطاقة في بداية فبراير الجاري ما يصل إلى 304 ملايين دولار لأربعة مشاريع ستختبر البنية التحتية لاحتجاز الكربون في ولايات كنتاكي وميسيسيبي وتكساس ووايومنغ. وأسس قانون الحد من التضخم أول ائتمان ضريبي رئيسي للهيدروجين النظيف في الولايات المتحدة، كما أصدرت وزارة الخزانة في ديسمبر مسودة قواعد توضح كيفية عمل الحافز.

بغض النظر عن معدل نموها أو نجاحها النهائي، فإن هذه القوانين أرسلت إشارات توضح أن هذه التقنيات ستكون أدوات رئيسية تريد الحكومة الفيدرالية الاعتماد عليها لتحقيق أهداف المناخ الأميركية.

ماسك: العالم يحتاج إلى 10 تريليونات دولار للتحول الكامل إلى الطاقة النظيفة

هذه الصناعات الناشئة جذبت تمويلاً أكبر من صناعة الرياح هذا العام، والتي واجهت تحديات بسبب أسعار الفائدة المرتفعة، ومشكلات في تحديد مواقع مناسبة لمزارع الرياح، والانتظار لربطها بشبكة الكهرباء. كما أن بيئة أسعار الفائدة تعرقل مبيعات المضخات الحرارية، وسط تأثيرها على بناء المنازل بشكل عام.

الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة

مع ذلك، شهدت التكنولوجيات النظيفة المألوفة الأخرى ارتفاعاً في الاستثمارات. حيث كانت مبيعات السيارات الكهربائية التي نمت بنسبة 52%، بجانب إنفاق المستهلكين والشركات الأخرى، مساهماً في نحو نصف إجمالي استثمارات الطاقة النظيفة خلال العام الماضي.

وفي الواقع، جاء أداء مبيعات السيارات الكهربائية بمعدل يتناسب مع التوقعات السابقة الأكثر تفاؤلاً التي قدمتها "روديوم" والمؤسسات النظيرة، وفقاً لهاوزر.

استثمارات الطاقة النظيفة لم تعد أولوية شركات النفط الكبرى

تشكل التكنولوجيا النظيفة الآن 5% من الاستثمارات الخاصة الأميركية في الأصول الثابتة والسلع الاستهلاكية المعمرة، مقارنة بنسبة تقل عن 4% قبل عام. وقال هاوزر إن التكنولوجيا النظيفة أصبحت في النهاية "محركاً مهماً على المستوى الاقتصادي الكلي للنشاط الاستثماري الشامل في الولايات المتحدة. كما أنها تشكل حصة أكبر حتى من نمو الاستثمار".

الإنفاق على الحياد الكربوني

رصدت "بلومبرغ إن إي إف"، التي تستخدم منهجية مختلفة لتتبع الاستثمارات عبر الصناعات والقطاعات المتعلقة بتحول الطاقة، استثمارات أميركية تقدر بـ303 مليارات دولار خلال العام الماضي. كما ضخ العالم استثمارات قدرها 1.8 تريليون دولار في التكنولوجيا النظيفة، وهو مبلغ لا يزال أقل بكثير مما تتوقع "بلومبرغ إن إي إف" أن يكون مطلوباً لوضع العالم على طريق الحياد الكربوني.

اقرأ المزيد: تقرير: الطاقة النظيفة تستحوذ على 61% من استثمارات القطاع في 2023

إلى جانب ذلك، يمكن أن يكون لاحتمالية سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض والكونغرس تأثير على الإنفاق خلال العام المقبل، فقد تعهد الرئيس السابق دونالد ترمب بإلغاء قانون المناخ الذي أقره الرئيس الأميركي جو بايدن. لكن العديد من سكان الولايات التي تؤيد الجمهوريين لديهم مصلحة متزايدة في تحول الطاقة، خاصة أن تلك الولايات تستحوذ على نحو ضعف الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة والتخزين مقارنة بنظيرتها المؤيدة للديمقراطيين.

وأضاف هاوزر أن "الجمهوريين سيطلبون من الأعضاء وقف تدفق الاستثمارات الفيدرالية إلى مقاطعاتهم، التي تحفز بالفعل بناء منشآت تصنيع جديدة ومرافق جديدة لتوليد الكهرباء، وهي مرافق تخلق مئات الوظائف في منطقة الكونغرس فقط".