تلميحات باول ولاغارد ترفع أسعار الأسهم الأميركية لمستويات قياسية

الأسواق تراهن على خفض الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو

جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة، يوم الأربعاء، 6 مارس 2024
جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خلال جلسة استماع أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة، يوم الأربعاء، 6 مارس 2024 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت أسعار الأسهم أعلى مستوياتها على الإطلاق قبيل صدور تقرير الوظائف الأميركي، في ظل رهان المستثمرين على أن بعض البنوك المركزية الكبرى في العالم ستبدأ خفض أسعار الفائدة في يونيو.

شجعت هذه الرهانات المراهنين على صعود أسعار الأسهم على التوقع بأن تكاليف الاقتراض المنخفضة ستواصل تغذية أرباح الشركات. في حين واصلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى قيادة السوق، فإن النسخة ذات الأوزان النسبية المتساوية من مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500)- والتي تضم فيها شركة بحجم "إنفيديا كورب" وزناً مساوياً للذي تحمله "دولار تري" (Dollar Tree)- ارتفعت أيضاً إلى مستوى قياسي. ويعد هذا المؤشر أقل تأثراً بصعود أسعار أسهم الشركات الكبرى، مما يوفر بارقة أمل في أن الصعود آخذ في الاتساع بالسوق.

تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين وسعر صرف الدولار، إذ قال جيروم باول إن الاحتياطي الفيدرالي "ليس بعيداً" عن الثقة المطلوبة لتيسير السياسة النقدية. وأشار إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة "يمكن أن تبدأ وستبدأ" هذا العام، في حين قال إن صناع السياسات النقدية يدركون جيداً مخاطر التأخر في خفض المعدلات. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً إنه يمكن أن يرى مبرراً لتقصير فترة استحقاق حيازات البنك المركزي.

أبرز 5 استنتاجات من شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي أمام مجلس الشيوخ

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إلى أن مسؤولي السياسة النقدية قد يكونون في وضع يسمح لهم بتيسير السياسة النقدية في يونيو. وشأن الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، يدرس البنك المركزي الأوروبي الوقت المناسب ليعلن فوزه على التضخم والبدء في التراجع عن التشديد النقدي غير المسبوق الذي طبقه لترويضه.

قال فؤاد رزاقزادة من "سيتي إندكس"، و"فوركس دوت كوم": "استمرت أسعار الأصول الخطرة في الارتفاع بعد أن قدم مسؤولو البنوك المركزية الكبرى أقوى التلميحات حتى الآن بأنه سيتم تيسير السياسة النقدية قريباً".

تقرير الوظائف

وقبل يوم فقط من صدور تقرير كشوف الأجور الأميركية المهم للغاية، أظهرت البيانات أن طلبات إعانة البطالة استقرت عند مستويات منخفضة تاريخياً الأسبوع الماضي، في أحدث دليل على قوة سوق العمل.

ويتوقع أن يظهر تقرير الوظائف الشهري -الذي ستصدره الحكومة يوم الجمعة- تراجعاً في التوظيف ونمو الأجور في فبراير بعد أن تقدما بشكل ملحوظ في الشهر السابق. ويتوقع الاقتصاديون أن يضيف أصحاب العمل الأميركيون 200 ألف وظيفة الشهر الماضي.

استقرار طلبات إعانة البطالة الأميركية عند مستوى منخفض تاريخياً

قال فيل هارتمان من "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "باستبعاد أي مفاجآت كبيرة على صعيد خلق فرص العمل أو البطالة، فإننا نرى أن التركيز الأساسي للمستثمرين سينصب على متوسط ​​الأجر في الساعة. ففي نهاية المطاف، يفوق التضخم خلق فرص العمل وسط ميزان المخاطر الحالي".

على صعيد آخر، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إن البنك المركزي قد يتمكن من خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي، رغم أنها تريد أولاً رؤية المزيد من الأدلة على أن التضخم يتراجع بشكل أكبر.

تحديات تواجه سوق السندات

تواجه أسواق السندات العالمية تحديات كبيرة، إذ يتعين على الحكومات والشركات إعادة تمويل حوالي 40% من الديون المستحقة في السنوات الثلاث المقبلة، وربما بتكاليف أعلى، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي تقرير نُشر يوم الخميس، توقعت المنظمة -التي يقع مقرها في باريس- أن يرتفع إجمالي الدين الحكومي الصادر عن الدول الأعضاء الـ38 بمقدار تريليوني دولار ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 56 تريليون دولار هذا العام.

قال رزاقزاده: "من الواضح أن الضغوط تتصاعد على البنوك المركزية الكبرى لخفض أسعار الفائدة بسبب ارتفاع أعباء الديون في الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الأخرى. وتتصاعد المخاوف بشأن قدرة هذه الدول على الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة، إذ تتزامن زيادة تكاليف خدمة الديون مع احتمال حدوث تراجع اقتصادي، مما يستلزم المزيد من الاقتراض بمعدلات مرتفعة".

وبينما قالت لاغارد إن المسؤولين ليسوا "واثقين بما فيه الكفاية" في الوقت الحاضر لبدء التيسير النقدي، إلا أن هناك تباطؤاً واضحاً في أسعار المستهلك. وأضافت: "سنعرف المزيد في أبريل، لكننا سنعرف الكثير في يونيو".

رئيسة "المركزي الأوروبي" تلمح إلى خفض الفائدة في يونيو

التوقعات الفصلية المحدثة للبنك المركزي الأوروبي كانت مشجعة، إذ رجحت بلوغ التضخم 2.3% العام الحالي، مقارنة بتوقعاته في ديسمبر البالغة 2.7%- كما عدّل توقعات 2025 بالخفض إلى 2%.

ومن المؤكد أن البيانات المنتظر ظهورها حتى شهر يونيو قد تغير من الأمور، لكن "النتيجة الحقيقية" الوحيدة من قرار البنك المركزي الأوروبي والمؤتمر الصحفي كانت تعزيز الاعتقاد بالنية المبدئية لإجراء أول خفض للفائدة في يونيو، وفقاً للاستراتيجيي "تي دي سيكيوريتيز".

قالت كوينسي كروسبي من "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "يبدو أن البنك المركزي الأوروبي يسير في طريقه نحو بدء دورة تيسير السياسة النقدية ربما في يونيو"، وأضافت: "ونظراً للضعف المستمر في ألمانيا، فإن المركزي الأوروبي سيرغب في التحرك في أقرب وقت ممكن، ولكن سيحركه أيضاً الثقة في كبح التضخم واقترابه من هدفه البالغ 2%".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • صعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.6%
  • مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.3%
  • انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%
  • ارتفع سعر "بتكوين" 1.8% إلى 67699.9 دولار
  • قيمة "إيثر" تصعد 2.3% إلى 3939.05 دولار
  • زاد سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.5% إلى 2158.86 دولار للأوقية