أرباح "أرامكو" السعودية لعام 2023 تماشي التوقعات بتراجعها 24.7%

الشركة حققت أرباحاً صافية 454.7 مليار ريال وسط تراجع الإيرادات 17.6% إلى 1.65 تريليون ريال

خزانات وأنابيب نفط في مصفاة نفط رأس تنورة ومحطة النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، رأس تنورة، المملكة العربية السعودية
خزانات وأنابيب نفط في مصفاة نفط رأس تنورة ومحطة النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، رأس تنورة، المملكة العربية السعودية المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أرباح أرامكو السعودية بنسبة 24.71% خلال عام 2023 إلى 454.76 مليار ريال، لتكون بذلك دون التوقعات بشكلٍ طفيف. في حين هبطت إيرادات الشركة بنسبة 17.6% لتناهز 1.65 تريليون ريال، بحسب إفصاح الشركة اليوم الأحد على "تداول".

كان متوسط توقعات المحللين الذين تتبعهم بلومبرغ أشار إلى تراجع إيرادات الشركة 18.6% خلال 2023 إلى 1.84 تريليون ريال. كما توقعوا تراجع صافي الأرباح 24.5% إلى 455.8 مليار ريال. وأن تصل ربحية السهم إلى 1.9 ريال.

إيرادات وأرباح أرامكو السنوية منذ 2018
إيرادات وأرباح أرامكو السنوية منذ 2018 المصدر: الشرق

تضخ السعودية إلى السوق حالياً نحو 9 ملايين برميل يومياً، بموجب اتفاق "أوبك+". وتتوقع "إس آند بي غلوبال كومودتي إنسايتس" أن يتجه أعضاء التحالف لتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2024، في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار بسوق الخام ودعم الأسعار لمجابهة زيادة الإنتاج من خارج دول التحالف.

"إس آند بي": "أوبك+" قد يمدد تخفيضات إمدادات النفط إلى نهاية 2024

أقفل سعر خام برنت بنهاية تداولات الأسبوع الماضي عند 82.68 دولار للبرميل. واستقرت أسعار النفط قرب مستوى 80 دولاراً للبرميل، وتتحرك بنطاق ضيق منذ بداية العام الحالي، حيث قوبل تمديد تخفيضات "أوبك+" والتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، بعوامل معاكسة تتمثل في زيادة العرض من المنتجين خارج المنظمة بما في ذلك الولايات المتحدة، فضلاً عن المخاوف المستمرة بشأن النمو في الصين.

ونوّه أمين الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن الشركة "حققت ثاني أعلى صافي دخل على الإطلاق رغم الصعوبات التي واجهت الاقتصاد العالمي. كما حققنا لمساهمينا زيادة بنسبة 30% على أساس سنوي في إجمالي توزيعات الأرباح المدفوعة لعام 2023".

وأعلنت أرامكو، في إفصاح اليوم، عن توزيعات أساسية على المساهمين عن الربع الرابع بنحو 76.1 مليار ريال، بما يمثل زيادة بنسبة 4% مقارنة بالربع الثالث من عام 2023.

كما أعلنت الشركة عن ثالث توزيع للأرباح المرتبطة بالأداء على المساهمين بناءً على النتائج السنوية، بواقع 40.4 مليار ريال. ليصبح بذلك إجمالي التوزيعات الفصلية 116.5 مليار ريال، بما يرفع توزيعات عام 2023 بأكمله إلى 410 مليارات ريال.

زياد المرشد، نائب تنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين في أرامكو، أشار إلى أن توزيعات الأرباح المدفوعة في 2023 بلغت 367 مليار ريال، ما يمثل زيادة بنسبة 30% عن الأرباح المدفوعة بالعام الذي سبق.

الإنفاق الاستثماري

في وقتٍ سابق من هذا العام، تخلّت أرامكو عن خطط لزيادة طاقتها الإنتاجية بمقدار 8% إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027، بما قد يحرر المزيد من الأموال، التي كانت ستُستثمر لزيادة الإنتاج، لصالح الحكومة السعودية التي تعمل على تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط وفقاً لرؤية المملكة 2030.

عن الأثر المالي لهذه الخطوة على التدفقات النقدية للشركة، توقّع المرشد أن يؤدي توجيه وزارة الطاقة السعودية بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يومياً، إلى تقليل الاستثمار الرأسمالي بنحو 40 مليار دولار بين عامي 2024 و2028.

رغم ذلك، تتوقع أرامكو أن تبلغ الاستثمارات الرأسمالية لعام 2024 ما بين 180 إلى 218 مليار ريال، بعد ان وصلت إلى 186.3 مليار ريال العام الماضي.

ما الذي دفع أرامكو لتجميد خطط تعزيز الطاقة الإنتاجية؟

وأشار أمين الناصر، في بيان الإفصاح، إلى أن "التوجيه الأخير من الحكومة بالمحافظة على طاقتنا الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل في اليوم يوفر مزيداً من المرونة، إلى جانب فرصة التركيز على زيادة إنتاج الغاز وتنمية أعمالنا في مجال تحويل السوائل إلى كيميائيات. وفي الوقت نفسه، نواصل إحراز تقدم في العديد من المشاريع الاستراتيجية لزيادة النفط الخام والتي ستسهم في تعزيز قدرتنا على اغتنام الفرص المتاحة في السوق".

ثروة الغاز

تتوقع أليستر سيم، من سيتي، انخفاض أرباح أرامكو بنسبة 6% في المتوسط بين عامي 2024 و2027 بسبب تعليق خطط التوسع في الإنتاج.

في حين يعتبر صالح يلماز، من "بلومبرغ إنتلجنس"، أن قرار الشركة بوقف خطط زيادة الطاقة الإنتاجية سيخفض الإنفاق ويسمح بتوزيع أرباح أعلى. لكنه رجّح أن تظل أرباح أرامكو تحت الضغط بسبب خفض الإنتاج وفقاً لاتفاق "أوبك+"، وانخفاض أسعار النفط، وهبوط هوامش التكرير، بالإضافة إلى محدودية المساهمة من سابك بفعل انخفاض أسعار البتروكيماويات بالأسواق العالمية.

السعودية تضيف 15 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز في الجافورة

في المقابل، تمكّنت أرامكو، كما أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في فبراير، من إضافة 15 تريليون قدم مكعب قياسي للاحتياطيات المؤكدة من الغاز وملياري برميل من المكثفات في حقل الجافورة غير التقليدي. ويرى وائل مهدي، محلل أسواق الطاقة في اقتصاد الشرق مع بلومبرغ، أن الإعلان عن زيادة احتياطيات الغاز في الجافورة له دلالات استراتيجية، لا سيما أنه جاء بعد إعلان السعودية تأجيل خطط رفع طاقة "أرامكو" الإنتاجية من النفط. ويمثل دليلاً جديداً على توجه السعودية للغاز من أجل دعم تحول الطاقة محلياً، كما أنه يشكل دافعاً إضافياً وراء توجه السعودية لتصدير الغاز الطبيعي المسال للعالم للمرة الأولى.

نقل حصة جديدة إلى الصندوق السيادي

شهدت أرامكو تطوراً بارزاً يوم الخميس الماضي، تمثل بإعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إتمام نقل 8% من إجمالي أسهم الشركة إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.

السعودية تنقل 8% جديدة من أسهم أرامكو إلى صندوقها السيادي

وأفصحت "أرامكو" على موقع "تداول" يومها، أنه بعد عملية النقل تظل الدولة المساهم الأكبر في الشركة حيث تملك 82.186% من أسهمها، موضحةً أن عملية النقل هي عملية خاصة، والشركة ليست طرفاً فيها ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها، ولا يترتب على الشركة أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل.