المتداولون بملل من الحجر المنزلي يمثلون خطراً على أنفسهم

"غايم ستوب" أغرت صغار المتداولين
"غايم ستوب" أغرت صغار المتداولين المصدر: بلومبرغ
Mark Gilbert
Mark Gilbert

Mark Gilbert is a Bloomberg Opinion columnist covering asset management. He previously was the London bureau chief for Bloomberg News. He is also the author of "Complicit: How Greed and Collusion Made the Credit Crisis Unstoppable."

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أن جنون التداول المستوحى من "ريديت" (Reddit) قد أغرى المستثمرين الأفراد، بالاستثمار في "غايم ستوب" (GameStop) و"إيه إم سي إنترتينمنت" (AMC Entertainment Holdings). وحتى المعادن الثمينة في الأيام الأخيرة بدأت في التراجع. لكن من المحتمل أن المتداولين المحجوزين في منازلهم، والذين يشعرون بالملل، سيستمرون في التخلص من اكتئاب الحجر من خلال التداول بالأوراق المالية. ويكمن الخطر في أنهم سوف يقوضون قيمة محافظهم الاستثمارية بسبب التداول المفرط.

و شهدت "هارغريفيز لانسدون" (Hargreaves Lansdown)، التي تدير أضخم منصة استثمار استهلاكي في المملكة المتحدة، ولديها حوالي 1.5 مليون عميل، تضاعف عدد الصفقات اليومية،التي تتعامل معها في ذروة الوباء، لتصل إلى حوالي 40.000 معاملة. كما شهدت الشركة أياماً في قلب حالة الإغلاق في البلاد، تمت فيها أكثر من 100.00 صفقة. فعندما يتم تقييد الحركة يزداد نشاط التداول.

تراجع أعمار المتداولين

في العام الماضي، تمتعت "هارغريفيز لانسدون"، التي تمتلك حوالي 40% من سوق المملكة المتحدة لعمليات شراء وبيع الأسهم بالتجزئة، بزيادة قدرها 57% في عدد العملاء الذين يسجلون دخولهم إلى تطبيق الهاتف المحمول. والمذهل هو أنهم يتحققون من استثماراتهم 10 مرات في الأسبوع في المتوسط.

ولعل القفزة في نشاط البيع والشراء لا تعود إلى الملل أثناء الإغلاق فحسب. فربما تلعب النقلة في ديموغرافية عملاء "هارغريفيز لانسدون" دوراً أيضاً.

وترى الشركة أن متوسط عمر عملائها الجدد قد تراجع إلى 37 عاماً، بعد أن كان 45 عاماً في 2012. ويشكل العملاء الأصغر من 55 عاماً الآن 63% من قاعدة عملائها، بعد أن كان 54% قبل تسع سنوات. ونظراً لأن التقاعد لا يزال بعيداً بالنسبة للجيل الأصغر، فلديهم مخاطر أقل في محاولة تحسين الأداء من خلال التغيير المتكرر للمحفظة الاستثمارية، ما يشكل إغراء يجب مقاومته.

إفراط مؤذٍ

وقد يؤدي الإفراط في التداول إلى إلحاق الأذى بالعائدات. لقد قام براد إم. باربر من جامعة كاليفورنيا، ودايفس وتيرانس أوديان من جامعة بيركلي بكاليفورنيا بتحليل 67.000 حساب تداول، وقسموا المستثمرين إلى خمس فئات، بناءً على وتيرة التداول. ووجدوا أن غالبية المستثمرين الصبورين تفوقوا من ناحية الأداء على غالبية البائعين والمشترين الأكثر نشاطاً بحوالي سبع نقاط مئوية في العام.

وحسب الرياضيات المركبة، فإن تأثير كل نقطة مئوية مفقودة من الأداء يكبر مع مرور الوقت. إضافة إلى ذلك، هناك ظاهرة تُعرف باسم أثر التصرف، وهي تدفع الأشخاص لبيع أسهم رابحة لصالح الاحتفاظ باستثمارات خسروا فيها أموالاً بالفعل. نحن مبرمجون نفسياً للتداول بشكل سيء. ويعد الصبر أكثر من مجرد فضيلة أثناء بناء المدخرات على المدى الطويل، إنه ضرورة، لا ينبغي لأحد أن يخلط بين الاستثمار والتداول، بغض النظر عن مدى الإغراء لمطاردة الأسهم المرغوبة بشدة التي ستظهر تالياً على لوحات رسائل الإنترنت.

قد يكون ما يُسمى بإضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل أمراً جيداً. فالأفراد يصبحون أكثر مسؤولية نحو بناء مدخراتهم التقاعدية، ويتولون هذه المهمة بدلاً من الحكومات والشركات كأوصياء على مدخرات المستقبل اللازمة لتخفيف الضائقات المالية الناتجة عن مغادرة مكان العمل. لكن التحقق من محفظتك الاستثمارية 10 مرات في الأسبوع أمر سيء للغاية بالنسبة للعائدات الطويلة الأمد، إلى جانب الصحة النفسية القصيرة الأمد.