صعود عوائد السندات الأميركية بعدما قلصت أرقام التضخم رهانات خفض الفائدة

عقود مقايضة أسعار الفائدة تتوقع بالكامل إجراء الخفض الأول للعائد على الاقتراض في يوليو

متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة
متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تعرضت أكبر سوق للسندات في العالم لضغوط بيعية بعد ارتفاع أرقام تقرير آخر للتضخم عن التوقعات، ما عزز الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتعجل لخفض أسعار الفائدة حتى مع ظهور بعض علامات التباطؤ في بعض أنحاء الاقتصاد.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة بعدما أبرزت البيانات التحديات التي يواجهها الاحتياطي الفيدرالي في إنجاز "الميل الأخير" نحو هدف التضخم. وبعد أيام من بيانات أسعار المستهلك، أشار مؤشر أسعار المنتجين أيضاً إلى ارتفاع ضغوط التكلفة. وفي الوقت نفسه، كانت مبيعات التجزئة أضعف من المتوقع. في حين أنه ربما يكون من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات، إلا أن مجموعة البيانات الأخيرة أثارت بعض المخاوف من شبح الركود التضخمي.

أسعار المنتجين بأميركا تقفز في إشارة لاستمرار ارتفاع التضخم

بيانات "صادمة"

قال كريس لو من "إف إتش إن فاينانشال" (FHN Financial): "حسناً، البيانات جاءت صادمة.. ففي أعقاب تفوق ثاني مؤشر لأسعار المستهلكين على التوالي على التوقعات، وقبل أسبوع واحد فقط من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين لشهر فبراير بضعف الوتيرة المتوقعة. وكانت مبيعات التجزئة في أحسن الأحوال سيئة للغاية، إن لم تكن ضعيفة تماماً".

التضخم الأساسي في أميركا يفوق التوقعات للشهر الثاني توالياً

ارتفعت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 4.29%. وأعاد المتداولون ضبط رهاناتهم على تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي للفائدة في 2024، لتتوقع عقود المقايضة بالكامل إجراء الخفض الأول في يوليو. انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى حوالي 5150 نقطة قبل انتهاء صلاحية الخيارات يوم الجمعة، والتي قد تؤدي إلى تضخيم التقلبات. تراجعت أسعار اسهم "إنفيديا" و"تسلا"، كما هوت أسعار أسهم شركات بناء المنازل بعد توقعات شركة "لينار" (Lennar) الضعيفة. وارتفعت قيمة الدولار، ووصل سعر النفط إلى 81 دولاراً.

كريس لاركين، من "إي*تريد" (E*Trade) التابعة لـ"مورغان ستانلي" قال: "بطريقة ما، كان اليوم هو ملخص أرقام الشهر الماضي، تضخم مترسخ مقترن بعلامات ضعف في أماكن أخرى من الاقتصاد.. والسؤال الآن هو: هل سيعيد المتداولون التفكير في الموعد الذي سيخفض فيه الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة؟ وهل سيؤدي ذلك إلى إبطاء ارتفاع سوق الأسهم بأي طريقة ذات معنى؟".

الإبقاء على أسعار الفائدة للمرة الخامسة

قال أندرو برينر من "نِت أليانس سكيوريتيز" (NatAlliance Securities): "أرقام التضخم لا تعطي الاحتياطي الفيدرالي أي حافز لتيسير السياسة النقدية".

مسؤولو "الفيدرالي" يشيرون إلى اقتراب خفض أسعار الفائدة

ويتوقع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع 19-20 مارس للمرة الخامسة على التوالي. وفي أعقاب التقارير التي تحذر من استمرار ارتفاع معدلات التضخم، سوف ينصب التركيز على "مخطط النقاط" الجديد الذي سيضعه الاحتياطي الفيدرالي. أظهر متوسط ​​توقعات صناع السياسات النقدية الصادر في ديسمبر خفض أسعار الفائدة 3 مرات في 2024 بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منها.

المخطط النقطي

على مدى يومين في الكابيتول هيل في وقت سابق من الشهر الحالي، لم يقدم باول أي دليل على أنه منزعج من ارتفاع أسعار الأصول، والتي يمكن القول إنها تعمل ضد هدفه المتمثل في إبقاء الظروف المالية مشددة بما يكفي لتهدئة الاقتصاد.

قال خوسيه توريس من "إنترأكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "يراقب المضاربون على صعود الأسهم والسندات تقويماتهم ويرسمون "دائرة حمراء كبيرة" على يوم العشرين من هذا الشهر". وأضاف:"يشعر الناس بالقلق من أن الرئيس جيروم باول قد يضطر إلى التراجع بشكل خطير في رحلته على طريق السياسة النقدية السريع. وقد أدت رسائله الحذرة منذ ديسمبر إلى تيسيرٍ شديدٍ في الظروف المالية".

أما إيان لينجن من "بي إم او كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets) فيرى أن مجموعة البيانات الاقتصادية التي ظهرت يوم الخميس لم تقدم أي شيء جديد لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي المنتظر الأسبوع المقبل. وأشار إلى أنها مجرد بيانات قليلة و"غير كافية" لاستخلاص أي استنتاج واسع النطاق.

ترجح إلين زينتنر، من "مورغان ستانلي"، إجراء تغيير طفيف في بيان الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته، مع بقاء متوسط توقعات مسؤولي السياسة النقدية عند خفض الفائدة 3 مرات.

وأشارت "الخطر الرئيسي: سيتطلب الأمر عضوين اثنين فقط لتغيير أوسط توقعات مسؤولي السياسة النقدية من خفض الفائدة 3 مرات إلى مرتين في 2024، مما يؤكد أن المخاطر تميل نحو عدد أقل (من تخفيضات أسعار الفائدة) وليس أكبر.. من غير المرجح أن يكون الرئيس باول في "معسكر خفض الفائدة مرتين" ونعتقد أنه سيضغط لإبقاء المتوسط ​​عند ثلاث مرات".

ومع توفر بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين لشهر فبراير، تشير تقديرات بلومبرغ إيكونوميكس إلى أن معامل انكماش نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي ــ مؤشر التضخم الأكثر متابعةً من قبل الاحتياطي الفيدرالي ــ والخدمات الأساسية باستثناء الإسكان، أي "الأساسية الفائقة"، سوف تكون معتدلة.

بلومبرغ إيكونوميكس: مؤشر أسعار المستهلكين لن يحث "الفيدرالي" على خفض سعر الفائدة

في حين أن مؤشر أسعار المنتجين لشهر فبراير كان أقوى من المتوقع، فإن التفاصيل التي تؤثر على تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي كانت على "الجانب الأضعف"، وفقاً للخبراء الاقتصاديين في "بنك أوف أميركا"، بما في ذلك مايكل غابن.

وقالوا: "ما زلنا نتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض الفائدة في يونيو.. ومع ذلك، سوف تحتاج إلى رؤية المزيد من التحسن في بيانات التضخم القادمة للحصول على ما يكفي من الثقة للبدء في تيسير" السياسة النقدية.

عقلية الفقاعة

وسط كل هذه الشكوك الاقتصادية والمتعلقة بالسياسة النقدية، كافحت الأسهم أيضاً للحصول على أي زخم.

في هذه الأثناء، دفعت التقييمات المرتفعة لعدد قليل من الشركات العملاقة بعض مراقبي السوق إلى القلق بشأن حدوث فقاعة.

تُظهر الأسواق خصائص الفقاعة في الارتفاع القياسي لأسهم "العظماء السبعة" التكنولوجية، وبلوغ العملات المشفرة أعلى مستوياتها على الإطلاق، وفق مايكل هارتنت من "بنك أوف أميركا".

"غولدمان": انتعاش السوق بقيادة أسهم التكنولوجيا الكبرى ليس فقاعة

وقال هارتنت لتلفزيون بلومبرغ إنه مع تسارع التضخم من جديد وضعف النمو قليلاً وعدم تضرر الأصول الخطرة، "فهذا مؤشر واضح على عقلية الفقاعة".

في حين أن الأسهم العشرة الكبرى في المؤشر القياسي هي في الواقع باهظة الثمن تاريخياً مقارنة ببقية السوق - فإن الـ490 سهماً الأخرى تُتداول أيضاً بمضاعفات أعلى بكثير من متوسطاتها طويلة الأجل، وفق إد كليسولد من "نيد ديفيس ريسيرش" (Ned Davis Research).

وإذا كانت الفقاعة تتشكل في الأسهم الأميركية، فإن لها مجال كبير للتوسع قبل أن تنفجر، وفقاً لاستراتيجيي "سوسيتيه جنرال".

قال فريق في البنك بقيادة مانيش كابرا إن مؤشر "إس آند بي 500" يمكن أن يرتفع إلى 6250 نقطة، أي ما يقرب من 20% من مستواه الحالي، قبل أن يصل إلى المضاعفات التي شهدناها في ذروة طفرة الدوت كوم في 2000. وهذا يشير إلى أن سوق الأسهم يمكن أن تواصل صعودها الحاد رغم المخاوف المتزايدة من أنها قد تجاوزت الحدود.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.3% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.3%
  • انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0.3%
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.3%
  • هبط سعر "بتكوين" 5.3% إلى 69284.01 دولار
  • قيمة "إيثر" تراجعت 5.3% إلى 3780.22 دولار
  • انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2163.19 دولار للأوقية