هبوط أسعار الأسهم الأميركية بحجم تداول مرتفع مع انتهاء صلاحية المشتقات

تسارع التضخم يفاقم الجدل حول إجمالي حجم التيسير النقدي المتوقع للعام الحالي

متداولون يتابعون أسعار الأسهم في قاعدة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة
متداولون يتابعون أسعار الأسهم في قاعدة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت أسعار الأسهم الأميركية في نهاية أسبوع متقلب وسط ضغوط بيعية على شركات التكنولوجيا، كما أدى تراكم الخيارات التي تنتهي صلاحياتها يوم الجمعة إلى تضخيم تقلبات السوق.

تواجه وول ستريت حدثاً ربع سنوي يُعرف باسم "السحر الثلاثي" (triple witching) حيث تنتهي صلاحية عقود مشتقات مرتبطة بالأسهم وخيارات المؤشرات والعقود الآجلة، مما يجبر المتداولين بشكل جماعي على تجديد مراكزهم الحالية أو بدء مراكز جديدة. إذ تنتهي صلاحية (عقود بـ) نحو 5.3 تريليون دولار، وفق روكي فيشمان، مؤسس شركة تحليل المشتقات "أسيم 500" (Asym 500).

قال مات مالي من "ميلر تاباك" (Miller Tabak): "إنه يوم يكون من الصعب للغاية التنبؤ فيه باتجاه السوق"، مضيفاً: "تتأثر مؤشرات السوق الداخلية بسبب انتهاء الصلاحيات لدرجة تصعب علينا استخلاص الاتجاه. سيكون من المهم ألا يستخدم المستثمرون حركة اليوم عند محاولة التنبؤ بما سيحدث في السوق الأسبوع المقبل وما بعده".

مسؤولو "الفيدرالي" يشيرون إلى اقتراب خفض أسعار الفائدة

ويأتي الحدث المرتبط بالخيارات في توقيت حرج لتحديد المراكز بالأسواق ترقباً لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لتحديد السياسة النقدية الأسبوع المقبل. وأدى الارتفاع الأخير في التضخم إلى تكثيف الجدل حول درجة التيسير النقدي التي سيتوقعها مسؤولو السياسة النقدية لعام 2024.

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى نحو 5115 نقطة، بحجم تداول أعلى من متوسط ​​الشهر الماضي. وتراجع مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1%. انخفض سعر سهم "أدوبي" (Adobe) بسبب توقعات المبيعات الضعيفة. وسجل سهم "إنفيديا كورب" (Nvidia) مكاسب للأسبوع العاشر على التوالي، مع انعقاد مؤتمر الشركة للذكاء الاصطناعي بعد أيام قليلة. وسجلت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أسوأ أسبوع لها هذا العام.

"أسبوع مربك"

قال فلوريان إلبو، من "لومبارد أودييه أسيت مانجمنت" (Lombard Odier Asset Management): "كان هذا الأسبوع مربكاً بشكل ملحوظ على جبهات متعددة.. أوضحت البيانات أن الاقتصاد الأميركي يتباطأ على نحو غير متوقع، في حين يتباطأ التضخم بوتيرة أقل. وبدلاً من التركيز على التباطؤ الاقتصادي، تنبهت الأسواق بشكل كامل إلى التضخم".

من جهة أخرى، أرجأ متداولو مقايضات أسعار الفائدة رهاناتهم على توقيت إجراء الاحتياطي الفيدرالي الخفض الكامل الأول لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة إلى اجتماع البنك المركزي المنتظر في يوليو.

باول: الاحتياطي الفيدرالي يحتاج لمزيد من الثقة حيال التضخم

أصدر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي توقعاتهم الربع سنوية آخر مرة في ديسمبر، وتوقعوا خفض الفائدة 3 مرات بمقدار ربع نقطة لكل منها في 2024، ويُنتظر أن يصدروا تحديثاً لتلك التوقعات -المعروف باسم المخطط النقطي- في 20 مارس.

تخفيضات أقل لأسعار الفائدة؟

عدّل اقتصاديو "جيه بي مورغان" توقعاتهم لتخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة على مدار 2024 بالكامل إلى 75 نقطة أساس، بدلاً من توقعهم السابق بإجمالي 125 نقطة أساس.

"مسار التقدم نحو هدف التضخم البالغ 2% الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي ليس سلساً على الإطلاق، ومن المرجح أن يستغرق الميل الأخير إلى خط النهاية بعض الوقت والمزيد من البيانات لقياس التقدم" وفق كارول شليف من "بي إم أو فاميلي أوفيس" (BMO Family Office).

بلومبرغ إيكونوميكس: مؤشر أسعار المستهلكين لن يحث "الفيدرالي" على خفض سعر الفائدة

وأشارت: "ربما يكون الخفض الأول للفائدة في يونيو، رغم أننا لن نتفاجأ برؤية ذلك يتأخر إلى وقت لاحق من العام إذا استمرت قوة البيانات على غرار الأرقام الأخيرة"، مضيفةً: "نتوقع في الأساس خفض الفائدة 3 مرات في 2024، على الرغم من أنه من الممكن أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرات أقل إذا جاءت بيانات الاقتصاد أقوى من المتوقع".

نبرة الاحتياطي الفيدرالي

يمكن أن يتوقف صعود أسعار الأسهم في السوق إذا دفع ترسخ التضخم الاحتياطي الفيدرالي إلى التحول لنبرة أكثر تشدد الأسبوع المقبل والإشارة إلى تخفيضات أقل من المتوقع في أسعار الفائدة، وفقاً لاستراتيجيي "باركليز" بقيادة إيمانويل كاو.

وكتبوا: "مع تأييد الاحتياطي الفيدرالي حتى الآن توقعات السوق الحالية لخفض الفائدة 3 مرات بدءاً من يونيو، لا يزال المستثمرون ينظرون لنصف الكوب الممتلئ بشأن قصة الهبوط السلس".

يتجاهل المستثمرون خطر الركود التضخمي، ما يولد تدفقات قياسية إلى الأسهم الأميركية، وفق "بنك أوف أميركا".

استقبلت صناديق الأسهم الأميركية استثمارات بـ56 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 13 مارس، حسبما كتب الخبير الاستراتيجي مايكل هارتنت في مذكرة نقلاً عن "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). واستقبلت أسهم التكنولوجيا أكبر التدفقات بين القطاعات، بواقع 6.8 مليار دولار، بعد أن سجلت سابقاً تدفقات خارجة قياسية.

قال هارتنت إن "النوبة الجديدة من الركود التضخمي تعني تفوق أداء الذهب والسلع والعملات المشفرة والنقد، وانحداراً كبيراً في منحنى العائد، ووجود تناقض شديد بين قطاعي أسهم الموارد ونظيرتها الدفاعية".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.7% في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1%
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي 0.5%
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.2%
  • صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطتي أساس إلى 4.31%
  • انخفض سعر "بتكوين" 2.9% إلى 68640.2 دولار
  • تراجعت قيمة "إيثر" 4.4% إلى 3672.6 دولار
  • هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 2157.30 دولار للأوقية