تركيا تكافح لمحاربة تهريب الذهب مع اتساع فجوة الأسعار مع الأسواق العالمية

قوات الأمن ضبطت حوالي 350 كيلوغراماً من الذهب المهرب منذ بداية العام

مجموعة من سبائك الذهب غير المختومة
مجموعة من سبائك الذهب غير المختومة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه تركيا ارتفاعاً في تهريب الذهب، إذ يسعى الناس للتربح من فارق السعر الكبير بين السوق المحلية والسوق العالمية بسبب قيود الاستيراد.

ضبطت قوات الأمن حوالي 350 كيلوغراماً من الذهب المهرب على المعابر الحدودية حتى الآن هذا العام، وهو رقم يزيد بالفعل بنسبة 60% عما تم ضبطه في عام 2023 بأكمله، وفقاً لمسؤول مطلع على الأمر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام.

في عملية واحدة في محافظة فان الشرقية بالقرب من الحدود الإيرانية، تم ضبط 88 كيلوغراماً من سبائك الذهب بقيمة تزيد عن 6 ملايين دولار مخبأة تحت مقاعد سيارة، حسبما كتب وزير الداخلية علي يرلي قايا على "إكس" الأسبوع الماضي.

الأسعار أعلى بنحو 7%

يمكن للعصابات الإجرامية المنظمة، أو حتى السياح الذين يأتون إلى تركيا لتمضية عطلاتهم، ويستطيعون انتهاز الفرصة، بيع ذهبهم بسعر أعلى بنسبة 7% تقريباً عن الأسواق العالمية، أو 5000 دولار للكيلوغرام، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" بناءً على أسعار البازار الكبير التاريخي الذي يعود للقرن الخامس عشر في إسطنبول.

اقرأ أيضاً: سعر الذهب يتخطى مستوى 2200 دولار للأونصة للمرة الأولى

يسمح القانون للمسافرين بإدخال ذهب أو مجوهرات بقيمة تصل إلى 15000 دولار أميركي لكل منها إلى البلاد للاستخدام "غير التجاري" دون التصريح عنها، وفقاً لموقع وزارة التجارة.

نقص المعروض

أسعار الذهب العالمية مرتفعة بالفعل عند مستوى قياسي، ولكن ما يدفع السعر إلى الارتفاع في تركيا هو الزيادة الكبيرة في الطلب المحلي من جانب الأفراد، بالتزامن مع قيام الدولة بوضع قيود على العرض.

لطالما استخدم الأتراك الذهب في تقديم الهدايا ولحماية مدخراتهم، خاصة خلال فترات عدم استقرار، مثل ضعف العملة وارتفاع التضخم، التي اتسمت بها تجربة رئيس البلاد رجب طيب أردوغان الأخيرة في السياسة النقدية غير التقليدية.

ارتفع الطلب كثيراً لدرجة أن الحكومة أعلنت في أغسطس الماضي عن نظام حصص لاستيراد الذهب، في محاولة لتضييق عجز الحساب الجاري.

الطلب المرتفع

أدى ذلك إلى الحد من معروض الذهب، وبدأ السعر المحلي في الارتفاع. وفي المقابل ارتفع الطلب بلا هوادة، مدفوعاً بأسعار الفائدة الحقيقية السلبية، والتضخم الذي يفوق التوقعات، وعدم اليقين السياسي الذي يحيط بالانتخابات التي ستجرى في نهاية هذا الشهر.

اقرأ أيضاً: وتيرة تسجيل الأرقام القياسية لأسعار الذهب عقلانية للغاية

تضاعف دار سك النقود التركية، التي تحتكر إنتاج عملات "ذهب الجمهورية" الموحدة، ساعات العمل حتى الواحدة صباحاً طوال أيام الأسبوع لتلبية طلب المواطنين، حسبما قال نائب المدير العام محمد حكيم لـ"بلومبرغ" عبر الهاتف، الذي أضاف أن المؤسسة ضاعفت إنتاجها اليومي تقريباً في الأسابيع الأخيرة ليتراوح بين 700 و800 كيلوغرام اعتباراً من يوم الأربعاء.

المشترون الصغار

يتوقع حكيم أن يخف الطلب مع قضاء الناس لوقت أطول في المنزل خلال شهر رمضان، لكن التوقعات لا تزال إيجابية بالنسبة لنائب رئيس جمعية صاغة المجوهرات والذهب والصرافة في إسطنبول، محمد علي يلدرمترك.

وقال يلدرمترك: "في هذه الأيام لا يوجد تقريباً أي بائعين. عندما يكون هناك الكثير من هؤلاء المشترين الصغار، فإن هذا يخلق طلباً ويرتفع السعر بشكل كبير".