الأسهم الأميركية تصعد لمستويات سعرية قياسية

"غولدمان ساكس": الصناديق قد تتجه لبيع أسهم بقيمة 32 مليار دولار لإعادة التوازن إلى مراكزها

متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة
متداولون في قاعة التداول ببورصة نيويورك في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دفع متداولو وول ستريت أسعار الأسهم الأميركية لأعلى في الأيام الأخيرة من الربع الذي ارتفعت فيه السوق حوالي 10%، وسط قيام العديد من المستثمرين من المؤسسات بإعادة موازنة محافظهم الاستثمارية.

وفي جلسة متقلبة أخرى، أغلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) التعاملات عند مستوى قياسي بعد أن تخلى تقريباً عن مكاسبه في وقت سابق من تعاملات الأربعاء. ارتفعت أسعار أسهم "أبل"، و"تسلا" –اللتين تخلفتا هذا العام عن نظرائهما من شركات التكنولوجيا الكبرى– بينما انخفض سعر سهم "إنفيديا كورب". وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1%، وكان أداء مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) ضعيفاً.

ارتفعت سندات الخزانة، ومن المقرر أن يغلق السوق في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت نيويورك يوم الخميس قبل العطلة.

قال كريس زاكاريللي من "اندبندنت أدفايزور أليانس" (Independent Advisor Alliance): "يواصل مؤشر (إس آند بي 500) تحدي جميع الرافضين وأغلق عند مستوى قياسي آخر.. رغم حقيقة أن التضخم ظل مرتفعاً بشكل راسخ، إلا أن المستثمرين معجبون بحالة الاقتصاد والاستهلاك القوي أكثر من قلقهم بشأن تأخير توقيت خفض أسعار فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى أبعد من ذلك".

الفيدرالي يلمح لاستعداده دعم سوق العمل ولو على حساب التضخم

موازنة المحافظ الاستثمارية

في نهاية تعاملات كل فصل، يفحص المستثمرون المؤسسيون مراكزهم بالسوق للتأكد من أنهم يستوفون حدود التخصيص الصارمة بين الأسهم والسندات، وكذلك بين الأسهم المحلية والدولية. ومع اقتراب أداء الأسهم من تسجيل ربع قوي آخر، يرجح أن تبيع الصناديق أسهماً بما يقدر بنحو 32 مليار دولار لإعادة التوازن إلى مراكزها، وفق "غولدمان ساكس غروب".

قال مات مالي من "ميلر تاباك + كو" (Miller Tabak + Co.): "اعتدنا في نهاية كل ربع عام تقريباً أن نسمع أحاديث في وول ستريت مفادها أنه سيكون هناك بعض عمليات إعادة التوازن الكبيرة.. ربما تكون عملية إعادة التوازن ربع السنوية التي يتحدث عنها الجميع في كل ربع سنة، ولكن نادراً ما يكون لها تأثير كبير، قد تؤدي إلى بعض التحركات الأكثر إثارة للاهتمام قبل انتهاء الأسبوع (والربع)".

اقترب مؤشر "إس آند بي 500" من مستوى 5250 نقطة. وقفز سعر سهم "ميرك آند كو" بعد أن حصل عقار جديد لعلاج شكل نادر من ارتفاع ضغط الدم على موافقة الولايات المتحدة. وصعد سعر سهم "ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب" التابعة للرئيس السابق دونالد ترمب بعد أدائها الرائع في جلستها الأولى في بورصة ناسداك. وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.19%.

رأي مغاير

يترقب التجار أيضاً تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر في فعالية بعد الإغلاق. ويرى تييري ويزمان من "ماكواري" أن والر ربما يقدم "رأياً مضاداً لنهج جيروم باول المائل للتيسير النقدي".

وأشار ويزمان إلى أنه "رغم عدم استبعاد احتمال خفض أسعار الفائدة في يونيو، إلا أن والر قد يشير إلى الطلب الإجمالي الأميركي القوي والتضخم "الراسخ" في بيانات يناير وفبراير لتبرير تخفيضات أقل في أسعار الفائدة عما يشير إليه أوسط مخطط النقاط".

التخفيضات الأقل في أسعار الفائدة يمكن أن تخلق بيئة داعمة إلى حد ما للأصول الخطرة، والتي يمكن أن يساعدها أيضاً المستوى المرتفع من السيولة خارج السوق، وفق كريستينا هوبر من "إنفيسكو".

باول: أرقام التضخم في فبراير لم تغير توجه الاحتياطي الفيدرالي

أوضحت هوبر: "بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن مثل هذه التخفيضات تتوقعها بالفعل أسواق الأسهم والدخل الثابت بالكامل، أود أن أزعم أن هناك محفزات أخرى.. يجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك مستوى مرتفعاً من السيولة الموجودة خارج السوق، والتي يمكن أن يتحول بعضها إلى أسهم ودخل ثابت، خاصة إذا بدأت أسعار الفائدة في الانخفاض و/أو أصبح لدى المزيد من المستثمرين خوف من فقدان الفرصة".

ولتوضيح وجهة نظرها، استشهدت بحقيقة أن الأصول النقدية بلغت ذروتها في الربع الرابع من 2008 قبل أن تنخفض بشكل ملحوظ.

وخلصت إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة أن السيولة بدأت تتحرك إلى السوق عندما بدأت الأسهم في ارتفاع قوي وطويل لعدة سنوات في مارس 2009".

مخاوف التقييمات

وبعد أن ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 25% منذ أواخر أكتوبر، أعرب الكثيرون عن قلقهم من أن المراكز الشرائية قد أجهدت وأن الأسهم باتت أكثر عرضة لجني الأرباح على المدى القصير.

أدى الارتفاع القوي في أسعار الأسهم الأميركية على مدى خمسة أشهر إلى ارتفاع التقييمات، لكن الكثير من القطاعات في المؤشر لا تزال تبدو رخيصة تاريخياً.

وعلى صعيد القطاعات، تشير بيانات "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن أسهم ثمان من 11 قطاعاً تُتداول بأسعار منخفضة مقارنة بمستويات ما قبل الوباء، في حين تتداول أسهم التكنولوجيا والمواد والصناعات فقط عند مستويات مرتفعة نسبياً.

صعود الأسهم الأميركية مهدد إذا تراجعت الأرباح

وفي الوقت نفسه، أظهر تحليل بلومبرغ إنتليجنس أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أسهم المؤشر تُتداول عند مستويات أقل من نسبة السعر إلى القيمة الدفترية المرجحة بالقيمة السوقية، وهو مقياس يقارن القيمة السوقية بالقيمة الدفترية ويستخدم للعثور على قطاعات السوق التي تُتداول دون قيمتها الحقيقية. وهناك حصة مماثلة من الشركات، 71%، تتداول بمكررات السعر إلى الأرباح دون مستوى المؤشر، مع ما يقرب من النصف أقل من متوسطها قبل كوفيد.

مكررات ربحية أسهم "إس آند بي 500"

قال فريق بلومبرغ إنتليجنس بقيادة جينا مارتن آدامز: "تبدو مكررات العام المقبل أعلى بكثير مما تبدو عليه لمؤشر (إس آند بي 500)، وهي متأثرة بتوقعات المحللين المحافظة لتعافي الأرباح من ركود 2022-2023".

تقلصت ربحية السهم الواحد على مدى 12 شهراً بمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 13% من أعلى مستوى في مارس 2022، أي أقل بكثير من متوسط ​​الانخفاض البالغ 25.8% من الذروة إلى القاع في الانكماشات الاقتصادية منذ ركود 1969-1970، و16.8% باستثناء قيم ركود 2007-2009 و2020 المتطرفة، وفق ما أشار إليه محللو بلومبرغ إنتليجنس. ولم تحدث انخفاضات أقل في ربحية الأسهم إلا خلال فترتي ركود 1980 و1969-1970.

التقييمات "الضخمة" لشركات التكنولوجيا الأوروبية تثير المخاوف من فقاعة

وأظهر التحليل أن متوسط ربحية الأسهم بمؤشر "إس آند بي 500" قفز بنسبة 15.6% في أول 12 شهراً بعد كل قاع ركود منذ 1969 (باستثناء 2007-2009 و2020).

وخلص الاستراتيجيون إلى أنه "ربما يعكس الانخفاض الأصغر من المعتاد الذي حدث في هذه الدورة، ويتوقع الإجماع زيادة 11.1% فقط في الأرباح خلال العام المقبل".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.9% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • صعد مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.4%.
  • قفز مؤشر داو جونز الصناعي 1.2%.
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار أربع نقاط أساس إلى 4.19%.
  • تراجع سعر "بتكوين" 1.5% إلى 68745.2 دولار.
  • انخفضت قيمة "إيثر" 2.2% إلى 3495.85 دولار.
  • ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 2194 دولار للأونصة.