استطلاع: الصين تتفوق على أميركا كشريك مفضل لدول جنوب شرق آسيا

تراجع دور واشنطن في مجموعة من القضايا الرئيسية بدءاً من المشاركة الاقتصادية الإقليمية وصولاً إلى الحرب بين إسرائيل وحماس

حاويات شحن بالقرب من محطة قطار بالقرب من الحدود بين الصين ولاوس
حاويات شحن بالقرب من محطة قطار بالقرب من الحدود بين الصين ولاوس المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أطاحت الصين بالولايات المتحدة لتصبح الخيار الأول أمام دول جنوب شرق آسيا، حيث تراجع دور واشنطن في مجموعة من القضايا الرئيسية، في مقدمتها المشاركة الاقتصادية الإقليمية، بالإضافة إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقاً لاستطلاع جديد.

أظهر استطلاع شمل 1,994 شخصاً من جنوب شرق آسيا من قبل معهد "يوسف إسحاق" (ISEAS-Yusof Ishak) للأبحاث يوم الثلاثاء، أن شعبية الصين في سباق مباشر مع الولايات المتحدة ارتفعت من 38.9% العام الماضي إلى 50.5% في عام 2024. ومن بين الدول الفردية، حصلت بكين على نحو ثلاثة من أصل أربعة أصوات في ماليزيا وإندونيسيا وبروناي ذات الأغلبية المسلمة.

اقرأ أيضاً: يلين تجري جولة أفريقية طويلة لمواجهة النفوذ الصيني

رأى الاستطلاع أن ثقة الدول في الولايات المتحدة "تراجعت"، مشيراً إلى أن ذلك قد يعود جزئياً "إلى التنافس المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة، ما أدى إلى زيادة القلق بشأن النفوذ الاستراتيجي والسياسي المتزايد للولايات المتحدة".

تراجع مكانة الولايات المتحدة

اعتمدت دول جنوب شرق آسيا إلى حد كبير على الولايات المتحدة كوجود أمني ضروري، حيث تكثف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التعاون العسكري، في محاولة لمواجهة قوة بكين المتنامية. لكن المنطقة تعتمد أيضاً على الصين كممول رئيسي وشريك تجاري، في وقت يسعى زعماء المنطقة إلى استثمارات جديدة لتعزيز اقتصادات دولهم.

اقرأ أيضاً: أميركا تقود اتفاقاً اقتصادياً مع 13 دولة في المحيطين الهندي والهادئ

تعتبر المخاوف بشأن المشاركة الاقتصادية جزءاً من هذه الأزمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، إذ أن سكان دول جنوب شرق آسيا "غير متأكدين بشكل متزايد" من فعالية "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، يمثل الإطار جهوداً تقودها الولايات المتحدة لتعزيز التجارة التي تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب افتقارها إلى القدرة للوصول إلى الأسواق بشكل هادف.

اقرأ أيضاً: تقدم ملموس في اتفاق اقتصادي بين أميركا ودول آسيا والمحيط الهادئ

وينظر إلى الصين مرة أخرى على أنها القوة الاقتصادية والسياسية الاستراتيجية الأكثر نفوذاً في المنطقة، "متفوقةً بذلك على الولايات المتحدة بهوامش كبيرة في كلا المجالين"، كما ورد.

كما يضع الاستطلاع الأخير الصراع بين إسرائيل وحماس على رأس قائمة المخاوف الجيوسياسية في المنطقة، حيث تشعر نسبة كبيرة من المشاركين في الاستطلاع بالقلق من أن "الهجوم الإسرائيلي على غزة قد طال جداً".

أعرب ثلث المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم من أن الحرب القائمة في الشرق الأوسط ستحفز صعود الأنشطة المتطرفة، في حين شكل تراجع الثقة في القانون الدولي والنظام القائم على القوانين ثاني أكبر مصدر قلق.

الحرب في غزة

"برز الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس كقضية مثيرة للجدل في جنوب شرق آسيا، ويحظى باهتمام كبير في السياسة الداخلية للمنطقة"، وفقاً للاستطلاع. وعلى الرغم من بعده الجغرافي، ترددت أصداء الصراع بقوة في جميع أنحاء هذه المنطقة المتنوعة متعددة الأعراق والأديان".

قالت بوني غلاسر، رئيسة برنامج المحيطين الهندي والهادئ في "صندوق مارشال الألماني" إنه "من غير الواضح ما إذا كانت هذه المشاعر مسؤولة عن تراجع مكانة الولايات المتحدة بين دول المنطقة". وأضافت خلال عرض النتائج: "بدون وجود المزيد من البيانات، من المستحيل الإجابة على ذلك".

دعمت الولايات المتحدة إسرائيل دبلوماسياً وعسكرياً في سعيها للقضاء على حماس، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.

اقرأ أيضاً: بلومبرغ: حرب غزة تعيق ممر التجارة الأكثر طموحاً في العالم

وفي حين تحولت المشاعر على نطاق واسع نحو الصين، شكلت التوترات في بحر جنوب الصين ثاني أكبر مصدر قلق جيوسياسي خلال الدراسة الأخيرة. وفي اختيار افتراضي بين الولايات المتحدة والصين، لا تزال واشنطن تحظى بدعم الأغلبية في الفلبين بنسبة 83.3% وفيتنام بنسبة 79%، التي تعتبر في طليعة النزاعات الإقليمية مع بكين.

بشكل عام، "هناك شعور متزايد بالتفاؤل بين مواطني دول جنوب شرق آسيا في ما يتعلق بعلاقات دولهم المستقبلية مع الصين"، وفقاً لما جاء في التقرير. وبرزت الفلبين باعتبارها "الدولة الأكثر حذراً".