الأسهم الآسيوية تهبط وسط تراجع آمال خفض الفائدة

المؤشرات الأساسية في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ تقود تراجعات المنطقة والصين تستأنف رحلة الانخفاض

شريط إلكتروني يعرض بيانات الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ، شنغهاي، الصين
شريط إلكتروني يعرض بيانات الأسهم في منطقة لوجياتسوي المالية في بودونغ، شنغهاي، الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انخفضت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء بعدما أدت البيانات الاقتصادية القوية وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى ظهور توقعات بأن البنوك المركزية الكبرى ستبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

قادت المؤشرات الأساسية في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ تراجعات المنطقة. كما استأنفت أسهم البر الرئيسي في الصين انخفاضها بعدما أظهر تقرير أن التوسع في مؤشرات مديري المشتريات "كايشين" (Caixin) لم تنتج عنه دفعة كبيرة في المعنويات.

وهوت عقود الأسهم الأميركية كذلك بعد هبوط مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.7% في تعاملات الثلاثاء.

لماذا تراجعت الأسهم؟

جاء تراجع الأسهم في تايوان بعد أنباء عن تعرض المنطقة لأقوى زلزال منذ 25 عاماً. وانخفضت أسهم شركة "تايوان سيمي كوندوكتور مانوفاكتشورينغ" مع إخلاء الشركة لمناطق المصانع في أعقاب الزلزال، مما أثار شكوكاً حول الإنتاج في أكبر شركة لتصنيع الرقائق المتقدمة في العالم.

اقرأ المزيد: واشنطن تضغط على سول لتشديد القيود على صادرات الرقائق للصين

فيما نجم انخفاض الأسهم الأميركية عن نشر بيانات أفضل من المتوقع حول فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة، وطلبات شراء البضائع في المصانع، مما أضعف توقعات بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في تيسير سياسته النقدية قريباً.

ويقدر متداولو عقود المقايضات الآن تطبيق تخفيضات على أسعار الفائدة بنحو 65 نقطة أساس خلال العام الحالي، بانخفاض عن 75 نقطة أساس التي تمت الإشارة إليها بعد نشر آخر مخطط نقطي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

توقعات أسعار الفائدة الأميركية

قد تقدم تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المقرر إذاعتها في وقت لاحق يوم الأربعاء مزيداً من المؤشرات حول توقعات خفض أسعار الفائدة. وتأتي تصريحات باول بعدما أيدت مسؤولتان أخريتان في الفيدرالي، يوم الثلاثاء، توقعات خفض الفائدة هذا العام، ويحق لكل منهما التصويت على قرارات السياسة النقدية هذا العام.

الفيدرالي بصدد تقديم مؤشرات جديدة حول مسار خفض الفائدة الأميركية

وقال غارجي تشودوري، من شركة "بلاك روك" (BlackRock): "توقعاتنا الأساسية تشير إلى أن الفيدرالي يخطط لهبوط سلس، وأنه سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام، وبعد تراجع المخاطر السلبية على النمو الاقتصادي، فإن احتمال إجراء الفيدرالي خفضين فقط لأسعار الفائدة يبدو الآن أعلى من 4 تخفيضات".

من جانبها، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، ونظيرتها في كليفلاند، لوريتا ميستر، إنهما ما تزالان تتوقعان خفض المركزي الأميركي لأسعار الفائدة ثلاث مرات في 2024، رغم عدم وجود حاجة ملحة لاتخاذ هذه الخطوات بسرعة.

ولم تتغير سندات الخزانة كثيراً خلال جلسات التداول في آسيا اليوم، وذلك بعدما أدى تزايد عمليات البيع إلى ارتفاع العائدات بالأمس، مع وصول العائد على السندات ذات أجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر. كما انعكست هذه التحركات على عوائد السندات الأسترالية والنيوزيلندية، التي ارتفعت بصورة ملحوظة يوم الأربعاء.

أداء العملات

لم يشهد مؤشر الدولار الأميركي تغيرات كبيرة، واستقر سعر الين الياباني أيضاً عند حوالي 151 يناً مقابل الدولار، ليظل بذلك بالقرب من أضعف مستوياته خلال العام الحالي، مما يبقي على إمكانية تدخل الجهات الرسمية لدعم العملة.

قال تاتسو ياماساكي، نائب وزير المالية الياباني السابق للشؤون الدولية، في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء، إن الحكومة "يمكن أن تتدخل إذا ما انخفض الين عن نطاقه الحالي".

اقرأ المزيد: سعر الين ينخفض لأدنى مستوى في 34 عاماً

في الوقت نفسه، تم تداول اليوان الصيني بالقرب من الحد الأدنى للسعر المرجعي الذي حدده البنك المركزي في البلاد، وهو ما يعد أحدث علامة على أن سلسلة البيانات الاقتصادية المتفائلة الأخيرة لم تكن كافية لدعم العملة الصينية.

أسعار السلع وأسهم الشركات

بالانتقال إلى سوق السلع الرئيسية، استقر سعر النفط عقب ارتفاعه يوم الثلاثاء بعدما أشار تقرير من جهة فاعلة في القطاع إلى انخفاض مخزونات الخام الأميركية، وجاء ذلك قبيل اجتماع "أوبك+" الذي من المتوقع أن يعلن فيه التحالف عن استمرار تخفيضات الإمدادات الحالية.

اقرأ المزيد: أسعار النفط تصل لأعلى مستوى منذ أكتوبر وسط تفاقم الاضطرابات الجيوسياسية

في زاوية أخرى من السوق، استقر سعر الذهب محافظاً على مستواه المرتفع الذي بلغه في الجلسات الست الماضية، فيما لم يتغير سعر عملة بتكوين المشفرة كثيراً، وظل يحوم بالقرب من 65500 دولار.

ويرى فؤاد رزاقزادة الذي يكتب تقاريراً لصالح شركتي "سيتي إندكس" (City Index) و"فوركس دوت كوم" (Forex.com) أن "ارتفاع أسعار النفط الخام يشكل خطراً إضافياً على توقعات التضخم". وتوقع رزاقزادة ظهور تقلبات في التداولات نتيجة صدور العديد من تقارير الوظائف على مدار الأسبوع الجاري.

ختاماً، بالنسبة لأخبار الشركات، سلمت شركة "تسلا" 386810 سيارة فقط في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ما يقل عن متوسط تقديرات الخبراء الذين شاركوا في استطلاع بلومبرغ بأكبر هامش على الإطلاق، وفق البيانات التي تعود إلى سبع سنوات. وانخفضت أسهم شركة صناعة السيارات بنسبة 4.9% يوم الثلاثاء في بورصة نيويورك.

آسيا والمحيط الهادئ