"تضامن وليس عملاً خيرياً".."كورونا" يُنشط برامج المساعدات حول العالم

أحد المشاة يرتدي قناعاً واقياً يعبر من أمام متجر للهدايا التذكارية في شارع أكسفورد في لندن
أحد المشاة يرتدي قناعاً واقياً يعبر من أمام متجر للهدايا التذكارية في شارع أكسفورد في لندن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

كان عام 2020 مليئاً بالأزمات، والعزلة، والشكاوى، لكنَّه كان عام المساعدات المتبادلة أيضاً، بداية من توصيل الوجبات إلى فرق الخياطة، ومنظمات رعاية الأطفال إلى المساعدات القانونية، إلى قيام الجيران والغرباء بتقديم مساعدات مادية لمن يحتاج، والتطوع بالمهارات، والوقت، والاشتراك سوياً في أعمال التضامن، والتكافل من أجل دعم بعضهم .

وقد ظهرت خلال عام 2020 عشرات الآلاف من شبكات ومشاريع المساعدة المتبادلة في جميع أنحاء العالم منذ أن بدأت جائحة (كوفيد -19)، بحسب مريام كابا، وهي مُعلمه وناشطة في مناهضة "العبودية الحديثة".

وخلال الأسبوع الأول من إغلاق الولايات المتحدة في مارس 2020، تعاونت كابا مع عضوة الكونغرس الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز لإنشاء برنامج "المساعدة المتبادلة 101"، وهو عبارة عن برنامج يضمُّ مجموعة أدوات تعمل عبر الإنترنت لتعليم لتمكين الناس من بناء شبكات المساعدة المتبادلة الخاصة بهم في جميع أنحاء المباني، والكتل، والأحياء، والمدن.

مشاركة سياسية أيضاً

ومع تأكيد التركيز على "التضامن، وليس الأعمال الخيرية"، فإنَّ المساعدة المتبادلة تدور حول التعاون، نظراً لأنَّنا- كما توضح كابا- "ندرك أنَّ رفاهيتنا، وصحتنا، وكرامتنا مرتبطة كلها بعضها مع بعض".

ويقول الناشط والكاتب والمتحدث دين سبيد: إنَّ "مشاريع المساعدة المتبادلة هي شكل من أشكال المشاركة السياسية التي يتحمَّل فيها الناس مسؤولية رعاية بعضهم، وتغيير الظروف السياسية؛ ليس من خلال الأعمال الرمزية أو الضغط على الممثِّلين لتلك المشاريع فقط، بل من خلال بناء علاقات اجتماعية جديدة أكثر قابلية للبقاء".

وفي حين أنَّ الكثيرين يشاركون في برامج المساعدة المتبادلة لأوَّل مرة خلال 2020، إلا أنَّ هناك تاريخاً حافلاً وتراثاً من تعاون المجتمعات المحلية- بعضها فشل بسبب أنظمة السلطة – فيما تتضافر هذه المجتمعات لمساعدة بعضها على البقاء والازدهار.