مؤشر "S&P 500" يتكبد أطول سلسلة تراجع منذ يناير

أسهم التكنولوجيا تقود تراجع السوق.. وعائد سندات الخزانة لأجل عامين ينخفض دون 5%

لافتة تشير إلى شارع وول ستريت في نيويورك
لافتة تشير إلى شارع وول ستريت في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تكبدت سوق الأسهم الأميركية أطول سلسلة خسائر منذ شهر يناير، تحت ضغط من تعرض عدد قليل من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى لضغوط بيعية رغم انخفاض عائدات السندات.

انخفضت أسعار الأسهم لليوم الرابع على التوالي، ليزيد مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) تراجعه من أعلى مستوى له على الإطلاق إلى أكثر من 4%. وشهدت أسهم شركات صناعة الرقائق ضغوط بيع كبيرة بعد تراجع طلبيات "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding). وقاد سهم "إنفيدييا كورب" هبوط أسعار أوراق الشركات الضخمة. وتفاقم الصراع بين القوتين الشرائية والبيعية وسط انتهاء صلاحية خيارات التقلب "VIX" - ليشهد مؤشر التقلب المفضل في وول ستريت تذبذبات.

بعد ارتفاع الأسهم 10% في الربع الأول، لتسجل أقوى بداية لعام منذ 2019، أصبح المستثمرون متشككين بشكل متزايد حول المدى الذي يمكن أن تصعد به السوق على المدى القريب، حتى مع الأخذ في الاعتبار استمرار قوة الاقتصاد.

قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "مزيج من عدم اليقين الجيوسياسي، وأسعار الفائدة المرتفعة، وتشدد الاحتياطي الفيدرالي، والإحباط من التضخم، منح اليد العليا مؤقتاً للمراهنين على الهبوط".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" إلى حوالي 5030 نقطة، وهبط مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1%. بعد يوم واحد فقط من تصريحات جيروم باول التي قلصت رهانات خفض أسعار الفائدة، ظهر المشترون في سوق سندات الخزانة، لينخفض عائد الأوراق المالية لأجل عامين إلى أقل من 5%، كما أدى 13 مليار دولار من السندات لأجل 20 عاماً إلى جذب طلب قوي.

تلميحات جيروم باول ترفع عوائد سندات الخزانة الأميركية

تقلص رهانات خفض الفائدة

قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في استطلاعه الذي أجراه "بيج بوك" إن الاقتصاد الأميركي "توسع بشكل طفيف" منذ أواخر فبراير، وإن الشركات أفادت بصعوبة أكبر في تمرير التكاليف المرتفعة (على المستهلكين).

أشار باول خلال الأسبوع الحالي إلى أن صناع السياسة النقدية سينتظرون لفترة أطول مما كان متوقعاً في السابق لخفض أسعار الفائدة بعد سلسلة من بيانات التضخم المرتفعة بشكل مفاجئ. وأظهرت أسواق العقود الآجلة أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي توقعوا بفارق ضئيل خفض الفائدة مرات في التوقعات التي نشرت الشهر الماضي، لكن المستثمرين يراهنون الآن على خفض الفائدة مرة واحدة أو اثنتين فقط هذا العام.

باول يلمح إلى تأخير خفض أسعار الفائدة بسبب رسوخ التضخم

قال وين ثين وإلياس حداد من "براون براذرز هاريمان" (Brown Brothers Harriman): "كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول متشدداً تماماً. يريد الاحتياطي الفيدرالي أن تقوم السوق بالتشديد نيابةً عنه. لا تزال الظروف المالية متساهلة للغاية، وبالتالي هناك حاجة إلى مزيج من العائدات المرتفعة، والفروقات على نطاق أوسع، والدولار الأقوى، وانخفاض أسعار الأسهم لتشديد الظروف".

توقعات بعودة ارتفاع الأسهم

في حين تواجه الأسهم العالمية تحديات معاكسة تكتيكية، فهذه مجرد مرحلة تجميع، ومن المتوقع أن تواصل أسعار الأسهم الارتفاع هذا العام، وفقاً لاستراتيجيي "يو بي إس" بقيادة أندرو غارثويت.

وأشاروا إلى التطورات الإيجابية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الذي يدفع الإنتاجية والأرباح لأعلى، وانخفاض علاوة مخاطر الأسهم المضمونة، وانخفاض تكاليف العمالة على الأرجح، وتقليل المخاوف بشأن ضغوط الهامش.

رئيس "بلاك روك": الأسهم مستعدة للعودة إلى الصعود بقوة

علاوة مخاطر الأسهم للسوق الأميركية، وهو مقياس للفرق بين العائدات المتوقعة للأسهم والسندات، أصبحت الآن في عمق المنطقة السلبية، وهو أمر لم يحدث منذ أوائل الألفينيات.

وفي حين أن هذا ليس بالضرورة مؤشراً سلبياً لسوق الأسهم، إلا أن الأمر كله يعتمد على الدورة الاقتصادية. ويمكن النظر إلى انخفاض علاوة مخاطر الأسهم على أنه وعد بتعزيز أرباح الشركات في المستقبل، أو أن هناك فقاعة في طور التكوين.

لا تزال العوامل الأساسية والاتجاهات الفنية لأسواق الأسهم تبدو داعمة، مما يشير إلى أن التراجع الأخير قد يكون مؤقتاً، وفقاً لاستراتيجيي "إتش إس بي سي" بقيادة ماكس كيتنر، الذين يستغلون الهبوط للإضافة إلى تمركزهم الصعودي.

نظرة إيجابية

كتب محللو "إتش إس بي سي": "المعنويات والمراكز لا تبعث بإشارة تحذير، رغم أن مستثمري الأموال الحقيقيون بدأوا في زيادة توجههم الإيجابي للأسهم في الآونة الأخيرة".

يتوقع أن تسير أرباح الشركات الأميركية في "مسار أكثر صحة" خلال 2024، وتزداد ثقة المستثمرين في قدرة الشركات على تلبية التوقعات، وفقاً لاستراتيجيي "مورغان ستانلي".

تترقب السوق وصول الأرباح إلى القاع في الربع الأول قبل أن تنتعش بشكل متتابع في الربع الثاني، على أن تتوسع في نهاية المطاف في النصف الثاني من العام، حسبما كتب فريق يضم ميشيل ويفر ومايكل ويلسون.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.2%.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي 0.1%.
  • مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري تراجع 0.4%.
  • انخفض سعر "بتكوين" 3.1% إلى 61112.01 دولار.
  • قيمة "إيثر" هبطت 2.2% إلى 3004.54 دولار.
  • تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2373.16 دولار للأونصة.