ضغوط بيعية عنيفة تضرب أسهم التكنولوجيا الأميركية الكبرى

أسعار أسهم "إنفيديا" و"سوبر مايكرو كمبيوتر" تهبط بأكثر من 10% يوم الجمعة

متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك
متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ضربت ضغوط بيعية عنيفة أسعار أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إذ يستعد متداولو وول ستريت لطوفان من نتائج أعمال شركات القطاع التي غذت السوق الصاعدة.

واصلت مؤشرات الأسهم تراجعها من مستوياتها القياسية، ليهبط مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى ما دون مستوى 5000 نقطة، وانخفض مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) بأكثر من 2%. ويُنتظر أن تعلن أكثر من نصف شركات "العظماء السبعة" التكنولوجية عن نتائج أعمالها الأسبوع المقبل، مما يترك المستثمرين يتساءلون عما إذا كانت نتائج أعمال تلك الشركات سترقى إلى مستوى التوقعات المرتفعة بفضل الذكاء الاصطناعي. وفي يوم الجمعة فقط، انخفضت أسعار أسهم شركتين محبوبتين في مجال الذكاء الاصطناعي "إنفيديا"، و"سوبر مايكرو كمبيوتر" (Super Micro Computer) بما لا يقل عن 10%.

أسهم "إنفيديا" وشركات الرقائق في طريقها للتصحيح مع تغير توقعات الفائدة

يُتوقع أن تنمو أرباح شركات النمو السبعة الأكبر في مؤشر "إس آند بي 500"، وهي "أبل"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت"، و"أمازون"، و"إنفيديا"، و"ميتا بلاتفنرمز"، و"تسلا"- بنسبة 38% في الربع الأول، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس". وباستبعادهم، من المتوقع أن تتقلص أرباح بقية الشركات بالمؤشر الرئيسي 3.9%.

ذروة البيع

قالت كوينسي كروسبي، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial): "لا يتوقع المستثمرون نتائج أعمال قوية فحسب، بل يتوقعون توجيهات قوية. أي خيبة أمل من تقارير شركات التكنولوجيا الكبرى يمكن أن تدفع السوق أعمق داخل منطقة ذروة البيع".

هبط مؤشر "إس آند بي 500" لليوم السادس على التوالي، متكبداً أطول سلسلة خسائر منذ أكتوبر 2022. وأدى انخفاض سعر سهم "إنفيديا" إلى فقدان الشركة أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسجل مؤشر "ناسداك 100" (Nasdaq 100) أكبر نسبة انخفاض يومي خلال العام الحالي. تراجع سعر سهم "نتفلكس"، ليخفت بريق النتائج المالية الممتازة بعد قرار الإدارة بالتوقف عن الإبلاغ عن بيانات المشتركين الفصلية.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.62%، لتعوض هبوطاً سابقاً قدره 14 نقطة أساس. قلص سعر النفط الصعود الكبير ليغلق مرتفعاً بشكل طفيف فقط بعد أن بدا أن وسائل الإعلام الإيرانية تقلل من تأثير الضربات الإسرائيلية.

ضغوط على أسهم التكنولوجيا

تعرضت أسعار أسهم التكنولوجيا لضغوط شديدة هذا الأسبوع بعد أن خفضت شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" توقعاتها لنمو سوق الرقائق، وأعلنت شركة "إيه إس إم إل هولدينغ" (ASML Holding) عن طلبات مخيبة للآمال. وأثار هذا بعض القلق مما إذا كانت هذه التوقعات هي مقدمة لما سيتم الإعلان عنه بينما يستعد العمالقة الآخرون لنشر نتائج الأعمال. ومن المنتظر أيضاً إصدار أرباح "إنتل" (Intel) الأسبوع المقبل.

"بنك أوف أميركا": مخاوف أسعار الفائدة المرتفعة تثير هروب المستثمرين من الأسهم

تكبد مؤشر "إس آند بي 500" أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس 2023، معمقاً تراجعه من أعلى مستوى له على الإطلاق إلى أكثر من 5%. بعد ارتفاعه 10% في الربع الأول -مسجلاً أقوى بداية لعام منذ 2019 – أصبح المستثمرون متشككين بشكل متزايد حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه الأمر على المدى القريب، حتى مع الأخذ في الاعتبار القوة المستمرة في الاقتصاد.

مخاوف السياسة النقدية

تأثرت المعنويات بشكل كبير بسبب تصريحات مسؤولي السياسة النقدية المتشددة وتصاعد المخاوف بشأن التضخم. وبينما بدا أن التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط قد تم احتواؤها، لجأ المتداولون إلى الحذر.

"لا يمكن اعتبار أي شيء أمراً مفروغاً منه، وقد تظل الأسواق في حالة من التوتر، خاصة بالنظر إلى مخاطر عطلة نهاية الأسبوع التي تلوح في الأفق"، وفق فؤاد رزاقزادة من "سيتي إندكس" و"فوركس.كوم"، مضيفاً أن التضخم لا يزال يمثل نقطة محورية بسبب تأثيره المحتمل على السياسة النقدية.

استبيان الاحتياطي الفيدرالي: ترسخ التضخم على رأس المخاطر المالية

من جهته، قال مارك هاكيت من "نيشن وايد" (Nationwide): "عدم اليقين الجيوسياسي ينضم إلى التضخم وأسعار الفائدة وبنك الاحتياطي الفيدرالي في الضغط على الأسواق، مما يؤدي إلى تحول سريع ومثير في طبيعة الأسواق وموقف المستثمرين".

أسعار فائدة أعلى لفترة أطول

يسحب المستثمرون أموالهم من الأسهم إذ يغذي الاقتصاد الأميركي القوي والتضخم الراسخ المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وفقاً لاستراتيجيي "بنك أوف أميركا كورب".

كتب فريق الاستراتيجيين، بقيادة مايكل هارتنت، في مذكرة أن الأنباء الاقتصادية الجيدة أصبحت الآن أخباراً سيئة بالنسبة للأسهم، وهو تحول في التفكير عن الربع الأول عندما كانت "الأخبار الجيدة جيدة بالفعل (أي ترفع أسعار الأسهم)". والدليل على ذلك هو استرداد المستثمرين 21.1 مليار دولار من صناديق الأسهم خلال أسبوعين حتى الأربعاء، وهو أكبر قيمة في أسبوعين منذ ديسمبر 2022، حسب ما نقله "بنك أوف أميركا" عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global).

على صعيد آخر، ترى سينيد كولتون غرانت، كبير مسؤولي الاستثمار في ذراع إدارة الثروات في بنك "نيويورك ميلون" أن تراجع الأسهم الأميركية من أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها في أواخر الشهر الماضي يمنح المستثمرين خارج السوق فرصة للشراء.

وأشارت إلى أن انخفاض مؤشر "إس آند بي 500" المتواصل لـ3 أسابيع يُعد بمثابة جني أرباح صحي للمتداولين بعد أن ارتفع 10% في الربع الأول، وصعوده 24% في 2023. من هنا، تتوقع كولتون غرانت ألا تستأنف السوق الارتفاع فحسب، بل يتسع نطاق الصعود أيضاً بناءً على نمو قوي في الأرباح واستمرار الزخم الاقتصادي، مما قد يدفع مؤشر "إس آند بي 500" لتجاوز الحد الأعلى للنطاق المستهدف الذي يتراوح بين 5000 و5400 نقطة قبل نهاية 2024.

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.9% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك
  • هبط مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.1%
  • انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.62%
  • صعد سعر "بتكوين" 1.2% إلى 64297.01 دولار
  • ارتفعت قيمة "إيثر" 1% إلى 3101.31 دولار
  • سعر الذهب ارتفع في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2387.75 دولارا للأونصة