مؤشرات الأسهم الأميركية ترتفع مع بدء موسم نتائج الأعمال

يعلق المستثمرون آمالهم على أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى

لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك
لافتة تدل على شارع وول ستريت في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت مؤشرات الأسهم في وول ستريت بعد عمليات بيع بقيمة تريليوني دولار، إذ علق المستثمرون آمالهم على ما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى ستلبي التوقعات العالية للذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع الأكثر ازدحاماً في موسم الأرباح.

ومن المقرر أن تعلن حوالي 180 شركة مندرجة في مؤشر "إس آند بي 500" وتمثل أكثر من 40% من قيمته السوقية، نتائج أعمالها هذا الأسبوع. المخاطر كبيرة بالنسبة للشركات العملاقة التي يطلق عليها اسم "العظماء السبعة"، والتي من المتوقع أن ترتفع أرباحها بنسبة 40% تقريباً عن العام الماضي، وفقاً لـ"بلومبرغ إنتيليجينس".

يأتي التركيز على الأرباح بعد تراجع غذته المخاوف الجيوسياسية، وإشارات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يتعجل في البدء بخفض أسعار الفائدة.

قال مات مالي من شركة "ميلر تاباك كو" (Miller Tabak + Co) إن "التفوق على التقديرات المتفق عليها للأرباح لن يكون كافياً. سيتعين علينا أن نرى توجيهات أفضل بكثير من الشركات الأميركية، إذا كانت سوق الأسهم ستستأنف تقدمها".

ينقسم الاستراتيجيون في أكبر البنوك في وول ستريت حول ما إذا كانت الشركات قادرة على تقديم توقعات قوية. وبينما قال مايكل ويلسون، من "مورغان ستانلي"، إنه يتوقع أن يتحسن نمو الأرباح مع تعزيز الاقتصاد، يقول زميله في "جيه بي مورغان تشيس" ميسلاف ماتيجكا، إن التضخم العنيد، وقوة الدولار، والتوترات الجيوسياسية، تخيّم على التوقعات.

أعلى تصويت بالثقة

أشار ما يقرب من ثلثي المشاركين في استطلاع "بلومبرغ ماركتس لايف بالس" البالغ عددهم 409 أشخاص، إنهم يتوقعون أن تعطي الأرباح مؤشر الأسهم الأميركية دفعة. وهذا أعلى تصويت بالثقة في الأرباح منذ أن بدأ الاستطلاع بطرح السؤال في أكتوبر 2022.

تجاوز مؤشر "إس آند بي 500" مستوى 5000 نقطة، ليوقف بذلك موجة هبوط استمرت ستة أيام. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1%، مع قيادة شركة "إنفيديا" للمكاسب في شركات التكنولوجيا الكبيرة. تم تسمية شركة "أبل" كأفضل اختيار لعام 2024 في "بنك أوف أميركا" بسبب التفاؤل بشأن نتائجها المقبلة.

تذبذبت سندات الخزانة قبل موجة من مزادات السندات التي ستختبر شهية المستثمرين، بعد أن بلغت العائدات أعلى مستوياتها في عام 2024.

كما تعود صناديق التحوط إلى شراء الأسهم العالمية بأسرع وتيرة في شهرين، متجاهلة التقلبات الأوسع في السوق، وذلك من أجل أخذ حصة من أسهم التكنولوجيا، وفقاً لمكتب التداول التابع لشركة "غولدمان ساكس".

تجاوزت مراكز الشراء الجديدة عمليات البيع على المكشوف الأسبوع الماضي، بينما شهدت الأسهم الفردية "أكبر عملية شراء افتراضية منذ أكثر من عام"، كما كتب المتداولون في مذكرة، وهو ما يمثل تحولاً صعودياً في المعنويات بعد عمليات بيع من قبل صناديق التحوط خلال الأسابيع الثلاثة السابقة.

ستكون تحديثات الأرباح الأميركية هذا الأسبوع أمراً أساسياً لمعرفة ما إذا كان بإمكانها الاستمرار في تعزيز الرغبة في المخاطرة، في بيئة أسعار فائدة عالية لفترة أطول، وفقاً للتعليق الأسبوعي لـ"معهد بلاك روك للاستثمار".

وأشار المعهد إلى أنه سيزيد "من وزن الأسهم الأميركية، ونرى أن موضوع الذكاء الاصطناعي يتوسع".

"إس آند بي" أمام تحد

التحدي الذي يواجه عوائد مؤشر "إس آند بي 500" في موسم الأرباح الحالي، هو أنه سيتعين على الشركات إعلان أرباح وتوقعات، تدعم المضاعفات المرتفعة بالفعل، وفق ميغان هورنمان من شركة "فيردينس كابيتال أدفايزرز" (Verdence Capital Advisors).

بالنسبة لماركو كولانوفيتش، من بنك "جيه بي مورغان"، فمن المرجح أن عمليات البيع في السوق لا تزال مستمرة، في حين أن حركة السعر قد تعتمد على الأرباح، ويمكن أن تستقر على المدى القريب.

وأشار إلى "أننا ما زلنا نشعر بالقلق إزاء استمرار الرضا عن تقييمات الأسهم، وبقاء التضخم مرتفعاً للغاية، وإعادة تسعير خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أكبر، وتوقعات الأرباح، إذ قد ينتهي التسارع الضمني هذا العام إلى اكتشاف أننا كنا متفائلين بشكل أكبر مما كان يفترض".

قال كريس لاركين من "إي ترايد" في "مورغان ستانلي" إن "المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة، والتضخم العنيد، والمخاطر الجيوسياسية لن تذهب إلى أي مكان، ولكن هذا الأسبوع، ربما يكون قطاع التكنولوجيا هو صاحب القرار".

في الواقع، فإن المخاطر كبيرة بالنسبة لشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة للبدء في الوفاء بوعودها في مجال الذكاء الاصطناعي، مع اقتراب أرباحها من التباطؤ، وفقاً للاستراتيجيين في "بنك أوف أميركا كورب".

تعلن شركات "أبل" و"الفابت" و"ميتا" و"تسلا" عن نتائجها هذا الأسبوع، لتبدأ أرباح ما يسمى بـ"العظماء السبعة".

كتب فريق من "بنك أوف أميركا" يضم أوهسونغ كوون وسافيتا سوبرامانيان في مذكرة، أنه مع اعتبار الذكاء الاصطناعي مفتاح الأرباح المستقبلية، فإن مساهماته في مزيج الأرباح هي محور التركيز الرئيسي للمتداولين.

بدأت قوة شركات التكنولوجيا الكبرى تنفد، حيث يواجه زخم الأرباح الذي كان يتمتع به القطاع في السابق تباطؤاً، وفق جوناثان غولوب من "يو بي إس غروب".

خفض غولوب توصية بشأن أسهم التكنولوجيا "الستة الكبار"، أي "أبل" و"ألفابت" و"أمازون" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"إنفيديا" إلى الحياد، مشيراً إلى أن "زخم الأرباح يتحول إلى سلبي بالتأكيد، بعد ارتفاع نمو الأرباح".

يتم دعم الأسهم الأميركية من خلال أساسيات الشركة، لكن ارتفاع توقعات النمو الضمني والمعنويات أصبحا الآن بمثابة رياح معاكسة، وفقاً لاستراتيجيي "سيتي غروب".

يقول الفريق بقيادة سكوت كرونرت إن تحليلهم يتوقع احتمالاً بنسبة 76% لتجاوز أرباح الربع الأول الإجماع. ومع ذلك، فإن احتمالية ارتفاع الأرباح تنخفض إلى 49% للفترة المتبقية من عام 2024، مما يشير إلى أن الشركات قد تكون متحفظة بشأن رفع التوجيهات.

أسبوع مهم للأسواق

يعد هذا الأسبوع مهماً للأسواق، حيث إن أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى وبيانات التضخم الرئيسية يوم الجمعة، لديها القدرة على إعادة تحديد مسار السوق على المدى القريب، وفق جيريمي ستروب من "كوستال ويلث" (Coastal Wealth).

وأشار إلى أنه "إذا كانت أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى وبيانات التضخم الصادرة يوم الجمعة مخيبة للآمال، فقد يؤدي ذلك إلى تمديد مدة وعمق التصحيح الحالي لسوق الأسهم"، مضيفاً أنه ما يزال متفائلاً بالنسبة لعام 2024، على الرغم إمكانية وجود مجال أكبر أمام السوق للانخفاض.

لا يوجد ما يدعو للخوف

أدت التوقعات المخففة بشأن البدء بتخفيض أسعار الفائدة، إلى هز سوق الأسهم الأميركية في الأسابيع القليلة الماضية. لكن التاريخ يظهر أنه ربما لا يوجد ما يدعو للخوف: فإذا كان الماضي دليلاً على ذلك، فمن المرجح أن يكون أداء أسواق الأسهم جيداً في عصر أسعار الفائدة العالية لفترة أطول.

خلال الفترات السابقة التي شهدت عوائد مرتفعة على السندات، سجل مؤشر "إس آند بي 500" متوسط عائد سعري قدره 13.9%، مقارنة بمتوسط ربح قدره 6.5% خلال الأوقات التي كانت فيها أسعار الفائدة تنخفض، وفقاً لبيانات من "بي أم أو كابيتال ماركيتس" (BMO Capital Markets) تعود إلى عام 1990.

قال أنتوني ساغليمبيني من "أميريبرايز" (Ameriprise): "نعتقد أن اتجاهات النمو الأقوى من المتوقع في الولايات المتحدة مؤخراً، يجب أن تكون إيجابية للاقتصاد وأرباح الشركات، على الأقل خلال النصف الأول من هذا العام"، مضيفاً: "ومع ذلك، فإن الثمن المدفوع لهذه القوة قد يكون تضخماً مرتفعاً وأسعار فائدة عالية لفترة أطول مما كان متوقعاً في بداية العام".