مؤشرات الأسهم الأميركية تتكبد أكبر هبوط شهري منذ سبتمبر ترقباً لـ"الفيدرالي"

توقعات بنبرة أكثر تشدداً من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورفاقه

متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك
متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هبطت مؤشرات الأسهم الأميركية في ختام تعاملات أبريل وارتفعت عائدات السندات وسط مخاوف من أن التضخم الراسخ سيجبر الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

عشية قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي، سجل المؤشر الواسع لتكاليف العمالة في الولايات المتحدة، الذي يراقبه صناع السياسات النقدية عن كثب، أكبر ارتفاع خلال عام واحد. أشارت البيانات إلى ضغوط الأجور، مما عزز الرهانات على أن مسؤولي السياسة النقدية سيبقون أسعار الفائدة دون تغيير عند أعلى مستوى لها منذ عقدين يوم الأربعاء، ومن غير المرجح أن يخفضوها في أي وقت قريب. هذا التصور إلى جانب انخفاض ثقة المستهلك أثر بشكل كبير على مؤشرات الأسهم التي تكبدت أسوأ أداء شهري منذ سبتمبر.

باول يلمح إلى تأخير خفض أسعار الفائدة بسبب رسوخ التضخم

قال أندرو برينر من "نات أليانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities): "الأسواق في حالة خوف كامل قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب غداً.. ليس من المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، كما تواجه الأسهم صعوبة في تبرير أسعارها".

في المرة الأخيرة التي تحدث فيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أشار إلى عدم إحراز المزيد من التقدم في خفض التضخم، وإلى استمرار قوة سوق العمل. من غير المرجح أن تدفعه أحدث بيانات الأسعار، جنباً إلى جنب مع التوقعات بتقرير التوظيف القوي يوم الجمعة، إلى تغيير لهجته.

أكبر هبوط منذ يناير

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) بنسبة 1.6%، متكبداً أكبر خسائر منذ يناير. في التداولات المتأخرة بعد إغلاق السوق، أعلنت "أمازون" عن تسجيلها مبيعات قوية لوحدتها السحابية وسط ارتفاع الطلب على الذكاء الاصطناعي. أعطت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices)، ثاني أكبر مصنعة لمعالجات الكمبيوتر، توقعات فاترة للإيرادات للفترة الحالية.

"أمازون" تسجل أقوى نمو بمبيعاتها من الخدمات السحابية منذ عام

ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى 5%، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر. وسجلت قيمة الدولار ارتفاعها للشهر الرابع على التوالي، مسجلة أطول ارتفاع متواصل منذ سبتمبر 2022.

قال خوسيه توريس من "إنترأكتف بروكرز" (Interactive Brokers): "الأسهم والسندات والدولار كلها تستبق احتمالية ظهور باول متجهماً في قرار سعر الفائدة غداً.. بيانات هذا الصباح تبرر تشدد اللجنة بشكل متزايد".

هبوط "مؤجل"

أظهر استطلاع أجرته شركة "تت في ريسرش" (22V Research) أن 16% فقط من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون رد فعل "يقبل على المخاطرة" على قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، بينما توقع 44% منهم "تجنب المخاطرة"، و40% "ضئيل/مختلط". وكشفت الحصيلة أيضاً أن ثلثي المشاركين في الاستطلاع ما زالوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة في 2024.

قال جو ديفيس من "فانغارد": "مع استمرار ارتفاع بيانات التضخم بشكل مفاجئ خلال الربع الماضي، أصبح من الصعب الحفاظ على الاعتقاد بأن هذه المفاجآت تعزى جميعها إلى عناصر فردية.. الوقت كفيل بإثبات ذلك، لكن البيانات تشير إلى أن ما نسميه (الهبوط المؤجل) هو الأكثر احتمالاً من (الهبوط السلس) الذي طال انتظاره".

باول: الاحتياطي الفيدرالي يحتاج لمزيد من الثقة حيال التضخم

أما كريشنا جوها من "إيفركور"، فيرى أن خيبة الأمل بشأن الأجور ستجعل بنك الاحتياطي الفيدرالي أقل ثقة في توقعات التضخم.

وقال: "سيظهر هذا في لهجة أكثر صرامة، مع انفتاح صناع السياسات النقدية بشكل واضح على تعليق أكثر أمداً يتجاوز التأخير الأولي للخفض الأول من يونيو إلى يوليو/سبتمبر، إذا لم يحدث تراجع واضح في التضخم في الأشهر المقبلة".

نمو قوي

رسوخ التضخم في الولايات المتحدة هذا العام ليس بالضرورة خبراً سيئاً لسوق الأسهم، حيث إن ارتفاع العائدات هو انعكاس للنمو الاقتصادي القوي، وفقاً لاستراتيجيي بنك "إتش إس بي سي"، بقيادة ماكس كيتنر. وكتبوا: "إذا تبين أن تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي تشبه إلى حد كبير عملية إعادة المعايرة في منتصف التسعينيات وعام 2019، فقد لا يكون ذلك بالضرورة أخباراً سيئة بالنسبة للأصول الخطرة".

من جهة أخرى، سجل عملاء "بنك أوف أميركا" أكبر استثمارات واردة إلى الأسهم الأميركية خلال ثمانية أسابيع خلال فترة الخمسة أيام المنتهية يوم الجمعة.

قال الاستراتيجيون الكميون بقيادة جيل كاري هول في مذكرة للعملاء يوم الثلاثاء إن جميع مجموعات العملاء الرئيسية –المؤسسات وصناديق التحوط والمستثمرين الأفراد– سجلوا صافي مشتريات الأسبوع الماضي. بلغ صافي الاستثمارات الداخلة 3 مليارات دولار، وهو الأكبر في شهرين، وفق "بنك أوف أميركا".

كتب استراتيجيو "سيتي غروب" بقيادة كريس مونتاغو أن الارتفاع الأخير في أسواق الأسهم لم يكن مدفوعاً بتغيير في تدفقات المستثمرين، بل بسبب تراجع المراكز المراهنة على الهبوط الرابحة.

وأشاروا أيضاً إلى أن الارتداد لا يمكن أن يستمر بفضل التدفقات المخففة للمخاطر وحدها، ويتوقع أن يدعمه استثمارات جديدة مراهنة على الصعود.

شهر إيجابي للأسهم

على الرغم من سمعته، كان شهر مايو تاريخياً إيجابياً لسوق الأسهم، علماً بأن المكاسب تميل للظهور بالأسبوع الأخير من الشهر، وفقاً لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).

وقالت الشركة إن شهر مايو يميل إلى أن يكون إيجابياً، بمتوسط ​​مكاسب 0.93% يعود تاريخياً إلى عام 1983، و0.68% على مدى السنوات العشر الماضية.

وأشارت "بيسبوك" إلى أن "الأشهر الستة من مايو إلى أكتوبر لم تكن بالضرورة سلبية للأسهم، ولكنها تاريخياً أضعف فترة ستة أشهر في العام".

أداء أبرز المؤشرات:

  • انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6% في الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • تراجع مؤشر "ناسداك" 100 بنسبة 1.9%.
  • هبط مؤشر داو جونز الصناعي 1.5%.
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.6%.
  • ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سبع نقاط أساس إلى 4.68%.
  • تراجع سعر "بتكوين" 5.5% إلى 59476.83 دولار.
  • قيمة "إيثر" هبطت 7.4% إلى 2941.03 دولار.
  • تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 1.8% إلى 2292.50 دولار للأونصة.