دليل مستثمري الأسهم إلى زيارة شي لأوروبا وسط توترات تجارية

الأسهم الصينية عرضة لخطر التدهور في حال احتدام الخلافات مع الغرب

 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ في باريس خلال زيارة تعود لتاريخ 6 مايو 2024
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينغ في باريس خلال زيارة تعود لتاريخ 6 مايو 2024 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتعرض الشركات الصينية بداية من مجال السيارات الكهربائية إلى قطاع البنية التحتية لقدر كبير من المخاطر من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أوروبا الأسبوع الحالي مع احتدام التوترات التجارية.

تأتي الرحلة بوقت ينضم فيه الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأميركية في تصعيد اللهجة الحمائية وتحدي فائض السعة الإنتاجية في الصين، وتوسيع تحقيقاتها عبر مختلف القطاعات. رغم ذلك، تواجه أوروبا معركة أشد تعقيداً، إذ تسعى كذلك لجذب الاستثمار الصيني، بينما تعتزم المجر توقيع اتفاقيات حول توسيع مبادرة الحزام والطريق الخاصة بشي في البلاد.

لحظة حاسمة

تمثل أيضاً هذه لحظة حاسمة لسوق الأسهم الصينية. خرجت الأسهم مؤخراً من حالة الركود، إذ عاد المستثمرون الأجانب لفئة الأصول التي تجنبوها ذات مرة، بفضل التقييمات المنخفضة وبوادر تحسن الأرباح. رغم ذلك، لا يزال عدم القدرة على التنبؤ بالتوترات الجيوسياسية سبباً رئيسياً في عزوف البعض.

وزير المالية الفرنسي يدعو لتعاون تجاري أكبر مع الصين

كتبت مارتجي ويجفيلار، كبير خبراء الاقتصاد في بنك "رابوبانك إنترناشونال"، في مذكرة الأسبوع الماضي: "يدور السؤال الأساسي حول أين سينتهي بها المطاف؟ لفتت الألواح الشمسية وتوربينات طاقة الرياح والأجهزة الطبية انتباه أوروبا مؤخراً. أضافت أن أوروبا تحتاج للصين ليس فقط بوصفها سوقاً تصديرية، لكن "لأنها لا يمكنها أن تخسر الوصول إلى مدخلات إنتاج لا غنى عنها لعملية تحول الطاقة التي هي في أمس الحاجة إليها".

نستعرض فيما يلي بعض القطاعات التي ينبغي مراقبتها.

السيارات الكهربائية

جاءت السيارات الكهربائية في قلب التوترات. صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعد محادثات مع شي في باريس الأسبوع الحالي بأن المنتجات الصينية المدعومة بقوة تغمر القارة.

تقترب المفوضية من فرض رسوم جمركية إضافية بعد تحقيقها في دعم الصين، ويمكن إعلان النتيجة قبل يوليو المقبل. أشار محللو شركة "روديوم غروب" إلى أن الرسوم ينبغي أن تبلغ 55% لجعل أوروبا وجهة غير جذابة.

الصين تنتقد تحقيق الاتحاد الأوروبي بشأن سياراتها الكهربائية وصحيفة تحذر من الرد

تعني زيادة صادرات السيارات الصينية إلى أوروبا أنه دون إجراءات حمائية جديدة، قد يصبح الاتحاد الأوروبي مستورداً صافياً، بحسب مؤسسة المجلس الأطلسي. أوضح التقرير أن السيارات الكهربائية، بما فيها المصنعة من شركة "بي واي دي" وشركة "إم جي موتور" (MG Motor) المملوكة لشركة "إس إيه إي سي موتور"، أسهمت بثلاثة أرباع النمو منذ 2019. تعد شركة "جيلي أوتوموبيل هولدينغز" لاعباً مؤثراً آخر، إذ تجني 13% من إيراداتها على الأقل في أوروبا، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

لكن الخلافات يمكن أن تكون لعبة خاسرة. ذكر تريفور ألين، رئيس أبحاث الاستدامة في بنك "بي إن بي بارابيا"، أن شركات تصنيع السيارات الكهربائية بالقارة تحتاج إلى قطع غيار وعمليات تصنيع منخفضة التكلفة في الصين قبل أن تتمكن من "بدء عملية التجميع" في أوروبا، بينما تحتاج شركات تصنيع السيارات الصينية لها لتنفيذ خططها التوسعية.

تسعى الحكومة الفرنسية إلى تحقيق التوازن عبر نهج أكثر استقراراً للتجارة من خلال محاولة الحصول على الاستثمار الصيني. خلال حديثه بجانب ممثلين عن قطاع السيارات في فرنسا، أوضح وزير المالية برونو لو مير أن حكومة بلاده تؤيد فتح مصانع "بي واي دي" على أراضيها.

الطاقة المتجددة

تشمل تحقيقات الاتحاد الأوروبي المضادة للدعم المقدم للموردين الصينيين بمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إذ تجابه الشركات الإقليمية صعوبات جراء هبوط أسعار الخلايا الشمسية والخلايا الضوئية.

من بين شركات أخرى، تخضع وحدة ألمانية تابعة لشركة "لونغي غرين إنرجي تكنولوجي" للتحقيق حول عطاءات لتنفيذ محطة طاقة شمسية في رومانيا. انخفضت أسهم "لونغي غرين" بما يفوق 6% منذ الإعلان عن التحقيق أوائل أبريل المنصرم مقابل مكاسب إضافية 2% لمؤشر "سي إس آي 300" الصيني.

الصين تركز على التحول للطاقة المتجددة ضمن "الحزام والطريق"

بحسب "بلومبرغ إن إي إف" فإن أسعار توربينات الرياح المصنوعة في الصين المبيعة خارج البر الرئيسي للبلاد أقل 20% من أسعار الشركات الأميركية والأوروبية.

رغم ذلك، فإن شركة "غولدويند ساينس أند تكنولوجي" (Goldwind Science & Technology)، أكبر مورد لتوربينات الرياح على مستوى العالم، محمية نوعاً ما من عمليات التدقيق الأوروبية لأنها لا تملك الكثير من صادرات المولدات إلى المنطقة، وفق ما كتبه محللا "سيتي غروب" بيير لاو وإير ما في مذكرة الأسبوع الماضي. توصي شركة الوساطة بشراء أسهم الشركة.

البنية التحتية والأجهزة الطبية

ستتجه الأنظار في صربيا والمجر -آخر جولتين من الرحلة- إلى الإعلانات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق.

يتجاوز الاستثمار الصيني المباشر في دولتي وسط أوروبا فعلاً 15 مليار دولار، ويرغب كلاهما بجذب القدرة الإنتاجية الصينية عوضاً عن الشكوى من فائضها. قد تستفيد شركة "سي أر أر سي" أكثر بعد أن ظفرت وحدتها بعقد إنشاء قطار فائق السرعة مع السلطات الصربية أكتوبر الماضي.

تستمر شركة البطاريات الصينية العملاقة "كونتيمبوريري إمبيريكس تكنولوجي" بالعمل على خطة بناء منشأة في المجر ستشكل أكبر مصنع في أوروبا لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

في إطار منفصل، ربما تتعرض شركات تصنيع الأجهزة الطبية لضغط أكبر اعتماداً على نتيجة تحقيق الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ الشهر الماضي. انتعشت أسهم شركات على غرار "شنتشن ميندراي بيو- ميديكال إلكترونيكس" منذ ذلك الوقت، إذ ما زالت مبيعاتها في أوروبا صغيرة.