مؤشرات الأسهم الأميركية تفقد الزخم عند منطقة مقاومة فنية

"جيه بي مورغان": الأسهم مؤهلة لجني الأرباح في ظل الإجهاد الواضح على مراكز المستثمرين

قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة
قاعة التداول ببورصة نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

واجهت موجة الصعود التي رفعت مؤشرات الأسهم الأميركية في أوائل مايو صعوبات في اكتساب المزيد من الزخم، مع انقسام المستثمرين حول ما إذا كانت السوق قادرةً على الحفاظ على الصعود في ظل جميع الأرقام الاقتصادية المتقاطعة.

يرى استراتيجيو "جيه بي مورغان" أن الأسهم مؤهلة لجني الأرباح في ظل الإرهاق الواضح على مراكز المستثمرين. وعلى الجانب الآخر، يتحرك زوج من مؤشرات المشاعر المتضاربة من "بنك أوف أميركا" و"سيتي غروب" على أعتاب المستويات التي تشير إلى أن الوقت قد حان لاقتناص الأسهم. من جهة أخرى، قال "غولدمان ساكس" إن مستشاري تداول السلع زادوا تعرضهم للأسهم ومن المتوقع أن يواصلوا الشراء بغض النظر عن اتجاه السوق هذا الأسبوع.

تحاول مؤشرات الأسهم العودة لاستئناف لصعود بعد تراجعها في أبريل، مدعومة باحتمالات تخفيض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، والأرباح القوية. في حين أن مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) اخترق مؤخراً مستوى فنياً رئيسياً لأعلى، يقول مات مالي من "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co) إنه يود رؤية المزيد من استكمال الارتفاع لتأكيد "الاختراق".

مخاطر السياسة النقدية

من جهته، قال أنتوني ساجليمبيني من "أمير برايس" (Ameriprise): "ما زلنا نتوقع ارتفاع أسعار الأسهم طالما ظلت الظروف الأساسية مستقرة وظل نمو الأرباح في اتجاه إيجابي.. إن أسعار الفائدة المرتفعة والتضخم الثابت، إلى جانب إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على السياسة النقدية عند مستويات مقيدة لفترة أطول مما كان متوقعاً في بداية العام، يضيف بعض المخاطر".

باول: من غير المحتمل أن يلجأ الاحتياطي الفيدرالي لرفع الفائدة

وصل مؤشر "إس آند بي 500" لفترة وجيزة إلى مستوى 5200 نقطة. ارتفع سعر سهم "بيلوتون إنتر اكتف" (Peloton Interactive) بعد أن ذكرت قناة "سي إن بي سي" أن عدداً من شركات الأسهم الخاصة تفكر في الاستحواذ. هبط سعر سهم "والت ديزني" بسبب ضعف التوقعات لعدد المشتركين. وسجل سعر سهم "أبل" مكاسب صغيرة بعد الكشف عن جهاز "آيباد برو" جديد يركز على الذكاء الاصطناعي وجهاز "آيباد إير" أكبر.

وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.45%. وحظي بيع سندات مدتها ثلاث سنوات بقيمة 58 مليار دولار بطلب قوي. وتشمل عروض هذا الأسبوع أيضاً سندات مدتها 10 سنوات بقيمة 42 مليار دولار يوم الأربعاء وسندات مدتها 30 عاماً بقيمة 25 مليار دولار يوم الخميس.

تيارات متقاطعة

وعلى الرغم من قوة الاستهلاك وهوس الذكاء الاصطناعي، تراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة في الربع الأخير بينما ظل التضخم مرتفعاً. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، يوم الثلاثاء، إنه من المحتمل أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة "لفترة طويلة من الوقت" حتى يتأكد المسؤولون من أن الأسعار تسير على الطريق الصحيح نحو هدفهم.

زخم النمو في الولايات المتحدة قوي، لكن من المحتمل أن يتباطأ، وقد يؤثر ذلك على الأسهم، التي انفصلت عن قرارات الاحتياطي الفيدرالي بافتراض أن تسارع النمو سيكون في المستقبل، حسبما كتب فريق "جيه بي مورغان" بقيادة ميسلاف ماتيجكا.

وقالوا إن ارتفاع مؤشرات الأسهم "خلق صورة فنية مرضية"، مع بقاء مؤشرات المعنويات والتمركز بالقرب من أعلى مستوياتها، على الرغم من بعض التراجع الأخير.

قال كريغ جونسون من "بايبر ساندلر" في مذكرة بعنوان "لم نخرج من الخطر بعد": "بينما تحسنت المؤشرات الداخلية، تظل مؤشرات اتساع السوق في إشارات بيع مؤكدة".

عودة أكبر مشتري الأسهم الأميركية

عاد أكبر مشتري الأسهم الأميركية، وهي الشركات الأميركية المتداولة أسهمها، إلى السوق وهي على استعداد لقيادة المرحلة التالية من ارتفاع الأسهم، وفقاً لمجموعة "غولدمان ساكس". ومن المتوقع حدوث حوالي سدس عمليات إعادة شراء الأسهم البالغة 934 مليار دولار هذا العام في شهري مايو ويونيو، وفق ما كتب سكوت روبنر، المتخصص الاستراتيجي بالشركة.

من جهة أخرى، قال الاستراتيجيون الكميون في "بنك أوف أميركا" يوم الثلاثاء إن جميع مجموعات العملاء الرئيسية لدى المصرف قامت ببيع الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي. وقال فريق بقيادة جيل كاري هول في مذكرة، إن العملاء من المؤسسات وصناديق التحوط والمستثمرين الأفراد باعوا صافي 4.6 مليار دولار من الأسهم الأميركية في فترة الخمسة أيام المنتهية يوم الجمعة.

وفي الوقت نفسه، فإن شراء خيارات للحماية من انخفاض سوق الأسهم هو الأرخص منذ تسع سنوات.

تقلب السوق

انخفض مؤشر الخوف "VIX"، الذي يقيس التقلبات المتوقعة في أسواق الأسهم، خلال الأسبوعين الماضيين، كذلك هبط مؤشر يتتبع التقلبات الضمنية لخيارات "VIX"، المعروف باسم "VVIX". لينهي جلسة يوم الاثنين فوق مستوى 73 بقليل، وهي أدنى قيمة إغلاق له منذ مايو 2015.

قال دان وانتروبسكي من "جاني مونتغمري سكوت": "على المدى القريب، يمكن أن تستمر مؤشرات الأسهم الأميركية في التراجع نحو قممها الأخيرة التي سجلتها في 2024.. ومع ذلك، فإننا لا نعتقد أن الإشارات لمزيد من التقلبات المقبلة قد تم إلغاؤها أو إبطالها في الوقت الحالي، وبالتالي فإننا نواصل مراقبة انخفاض محتمل آخر في الأسهم الأميركية خلال الأسابيع المقبلة".

أما سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، فنصحت المستثمرين بالبقاء يقظين بشأن مجموعة من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية التي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات السوق مرة أخرى.

وأشارت إلى أنه "يمكن للمستثمرين التخفيف من هذه التقلبات والحفاظ على محافظهم الاستثمارية على المسار الصحيح من خلال التنويع والتوازن بين فئات الأصول.. نحن نرى قيمة كبيرة في السندات عالية الجودة داخل المحافظ، نظراً لإمكانية تحقيق عوائد ضخمة إذا كان هناك خطأ في النمو، أو تزايد المخاوف بشأن عدم اليقين الجيوسياسي".

أداء أبرز المؤشرات:

  • ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.1% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
  • استقر مؤشر "ناسداك 100" دون تغيير يذكر.
  • ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.2%.
  • انخفض سعر "بتكوين" 0.4% إلى 63018.51 دولار.
  • هبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2315.07 دولار للأونصة.