لماذا لا يجب عليك النوم خلال الرحلات الجوية الطويلة؟

"أكشاي نانافاتي" (Akshay Nanavati)، جندي سابق في حرب العراق، نجح في الانضمام لقوات المارينز ، بعد تغلبه على إدمان المخدرات في المدرسة الثانوية، حيث كانت مهمته في هذه الحرب المشي أمام القوافل العسكرية لإيجاد العبوات الناسفة.

وبعد تسريحه، تبيّن أنه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، حتى أنه فكر في الانتحار قبل اللجوء إلى رياضة المغامرات كطريقة لتجاوز أزمته، ومنذ ذلك الحين، شارك في سباقات الألترا ماراثون ومارس رياضة التزلج على ثاني أكبر مسطح جليدي في العالم، وتسلق جبال الهيمالايا أيضاً.

وتشكّل هذه التجارب معاً أساس مهنته الحالية كمدرب ومحاضر تحفيزي والجزء المهم في كتابه الجديد، "فيرفانا: العلم الثوري لتحويل خوفك إلى صحة وثروة وسعادة".

ويقضي نانافاتي معظم وقته خلال العام في السفر، إما بين الولايات المتحدة والهند الدولتين اللتين ينتمي إليهما، أو في رحلاته الاستكشافية إلى غرينلاند وألاسكا وبوليفيا. أما شركتا الطيران المفضلتين لديه فهما "ساوث ويست" (Southwest) و"لوفتهانزا" (Lufthansa).

ويقول عن الخطوط الجوية الألمانية: "تقدم هذه الشركة خدمة رائعة فهي تسيّر رحلات محلية إلى نيوآرك (Newark)، كما أنها مناسبة للسفر إلى دول مثل الهند حيث تقيم عائلتي". ويعيش نانافاتي في باسكينغ ريدج (Basking Ridge) في نيوجيرسي برفقة زوجته.

استغل رحلتك الجوية لممارسة التمارين الرياضية

يقول "نانافاتي": "عندما تسافر مع قوات المارينز، لن تجد أي وقت للاسترخاء والراحة، فسواء كنت متجهاً إلى معسكرات تدريب قوات المارينز في سان دييغو أو في أي دولة أخرى، عليك أن تكون مستعداً للتحرك فوراً. ومن هنا تعلمتُ بعض الدروس".

ويضيف: "عندما أسافر إلى وجهة محددة ليلاً، أجبر نفسي على البقاء مستيقظاً طوال الليل كي أتغلب على الاضطراب المصاحب للسفر لأتمكن من العودة إلى طبيعتي، وأفعل ذلك بمساعدة مكملات غذائية أتناولها عادة قبل ممارسة التمارين الرياضية تحتوي على الكافيين، كمنتجات نارلي ماكسيماس (Gnarly Maximus)".

ويواصل جندي المارينز السابق حديثه: "بدأتُ بفعل أمر آخر لأبقى مستيقظاً وأحافظ على طاقتي وتدفق الدم في جسمي، وهو ممارسة تمارين الضغط بين حين وآخر في زاوية فارغة على متن الطائرة. وحولتُ الأمر إلى ما يشبه اللعبة، إذ أصبحت أمارس تمارين الضغط حسب عدد الأميال التي تقطعها الطائرة، فأقول لنفسي مثلاً: سأقوم بتمرين ضغط واحد كل 10 أو 100 ميل من الرحلة. وبالطبع سينظر إليك بعض الأشخاص باستغراب أثناء تأدية هذه التمارين، لكنهم غالباً ما يبتسمون لك إعجاباً بما تقوم به".

احمل معك مجموعة أدوات متعددة الاستخدامات

يحرص نانافاتي دائماً على أداته المفضلة متعددة الاستخدامات من "بير غريلز غيربر" (Bear Grylls Gerber) في جميع الرحلات، فهي تتميز بصغر حجمها وبساطتها، كما أنها مفيدة دائماً في إصلاح الأشياء الصغيرة التي يمكن أن تتعطل أثناء مغامراته. فيقول: "مثلاً، تحتوي هذه الأداة على سكين وكماشتين، والكماشة مفيدة للكثير من الأشياء، فعندما ارتخى سحّاب حقيبتي، استخدمت الكماشة لإعادة إغلاقه ويمكنك استخدامها لفتح العبوات الزجاجية".

أحضر زجاجة ماء فارغة إضافية عند التخييم في الجو البارد

من المفيد بشكل كبير أن تحضر زجاجة فارغة للتبول خصوصاً في الأجواء الباردة، كما حصل معي أثناء تسلق الجبال في ولاية ألاسكا، فعندما سمعت بهذه النصيحة للمرة الأولى استغربت كثيراً ولم اقتنع، لكنني غيرت رأيي تماماً عندما حاولت الخروج من خيمتي في الأجواء الجبلية الباردة للتبول، ومن الأفضل أن تأخذ زجاجة صفراء اللون من العلامة التجارية "نالجين" (Nalgene) وتضع عليها علامات "X" كبيرة تغطيها بالكامل لتميزها عن زجاجة الماء العادية.

اجلب معك أدوات خاصة برياضة الركض

كنت مسافراً إلى كيرالا في الهند وبمجرد وصولي إلى هناك، ذهبت فوراً للركض لمسافة 16 كم تحت الأمطار الغزيرة، وكانت تجربة رائعة استمتعتُ بها كثيراً. تضم أدواتي الخاصة برياضة الركض كيساً محكم الإغلاق يحتوي على جهاز "الآيبود" (iPod) و"جل" الطاقة من نوع (Gu Gel) الذي تحتوي كل عبوة منه على 100 سعرة حرارية، ويستخدمه العدّاؤون خلال ممارسة الرياضات التي تحتاج إلى قدرة عالية على التحمل. واتبع طريقة محددة في تناول هذا الجل، فمن المفترض أن تتناول حوالي 250 إلى 300 سعراً حرارياً في الساعة، لذلك أتناول عبوتين من هذا الجل في الساعة.

اخرج من منطقة الراحة

عليك أن تبحث عن تحدٍ يستحق العناء في كل رحلة تقوم بها، فأنا لا أعتقد أن تجربة السفر إلى مكان جديد والتعرف على أشخاص جدد ستحقق هدفها إذا كنت غير مستعد للخروج من منطقة راحتك، كأن تبقى داخل المنتجع الفاخر الذي تقيم فيه أو أن تأكل نفس الوجبات التي تتناولها في بلادك مثلاً. أحيانًا يكون هذا التحدي بأن تختار الإقامة في أحد الأماكن المعروضة عبر موقع "إير بي إن بي" (Airbnb) بدلاً من فندق فاخر.

هذا ما فعلته عندما ذهبت إلى أندورا، فقد ركضتُ دون توقف من أقصى الشمال لأقصى الجنوب لمسافة 32 كم تقريباً، وبالتالي شاهدتها كاملة. وبفضل طبيعتها الساحرة يمكنك أن تستمتع جداً بممارسة رياضة المشي في بعض المواقع، كما أنها مدينة صغيرة وجميلة تحيط بها بعض البلدات. ومع ذلك فقد دفعت ثمناً مقابل جرأتي، فعندما ذهبت إلى جبال الهيمالايا الهندية بعد عودتي من رحلة تسلق، قالت لي أمي: "لا تأكل الخضراوات هناك، فربما تكون نيئة". لكنني ظننت أنني: "سأكون على ما يرام"، ثم أصبت بالتهاب شديد في الأمعاء دام أربعة أيام.

خطّط لرحلاتك بشكل استراتيجي

تعلمتُ أمرًا آخر من قوات المارينز: عندما تعيش أجواء رحلتك بكل حواسك إلى أقصى حد بما يشمل عقلك وجسدك وروحك، ستشعر بقيمة أكبر للاسترخاء. وهكذا، أخطط لعطلاتي بشكل استراتيجي، فأمزج بين تجارب تتطلب تفاعلاً جسدياً أو عاطفياً وأخرى تسمح لك بأخذ قسط من الراحة.

تعلمت كذلك أن ترتاح وتسترخي خلال إجازتك بعد قضاء رحلة شاقة، هو أفضل شعور في العالم، إذ لا توجد راحة أفضل من تلك التي استحققتها عن جدارة. ففي إحدى المرات، تزلجت حول غرينلاند لمدة شهر، قطعتُ مسافة 560 كيلومتراً وأنا أسحب مزلاجاً يزن 85 كغ. وبعد عودتي، كنت مستعداً للاسترخاء، لذا خططت لقضاء إجازة برفقة عائلتي في جنوب أفريقيا وذهبت في رحلة سفاري وزرت مدينة كيب تاون.

استعد للرتابة

عندما ذهبت لأول مرة في رحلة استكشافية إلى القطب المتجمد، لم أكن مستعدًا للرتابة، فقد وجدت نفسي أتزلج كل يوم في مساحة يملؤها الثلج فقط ولا شيء آخر لمدة 8 إلى 12 ساعة.

ستضطر في هذه الحالة لمواجهة أفكارك وسوف يتلاعب بك عقلك كثيرًا لأنك تملك وقتاً كبيراً للتفكير، ولذلك أصبحت أتدرب على الذهاب في رحلات استكشافية وذلك عن طريق ممارسة البقاء في حالة سكون. ونصحني أحد أصدقائي، الذي يمارس رياضة قيادة الدراجات لمسافات طويلة، بالجلوس والتحديق في حائط دون سماع الموسيقى أو مشاهدة التلفاز أو حتى دون وجود لوحات معلقة على الحائط أي دون وجود أي محفز لإلهائي.

صديقي قال لي أيضاً إنه يفعل ذلك لمدة 24 ساعة ثم يركب دراجته لمدة 24 ساعة، وهذا أمر صعب للغاية، لأنه يدفعك للتفكير في جميع الأشياء السلبية، لكنك تعتاد عليه لاحقاً.

تعرّف على المجموعات التي تشاركك نفس الاهتمامات

هناك موقع إلكتروني يسمى (Explorers Web)، حيث أتابع المجموعات التي تقوم بالنشاطات التي أرغب في المشاركة بها، وعندما أجد أفضل مجموعات المستكشفين أو متسلقي الجبال، أتابعهم على موقع "تويتر" (Twitter) أو "إنستغرام" (Instagram) وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.

مثلاً، أرغب حقاً في زيارة باتاغونيا (Patagonia)، لذا وجدت مستكشفاً نرويجياً اسمه "بورغ أوسلاند" ينظم رحلات إلى المناطق الجليدية فيها.

اجلب معك صلصتك السرية

أثناء خدمتي في العراق، كنا نستخدم مسحوق بهارات الكاجن "توني تشاتشرز كريول سيزونينغز" (Tony Chachere’s Creole Seasoning)، وكنا نتبل به كل شيء تقريباً. ولا أزال أقوم بذلك حتى الآن، وكذلك بعض أنواع بودرة الخضراوات مثل "أثليتيك غرينز" (Athletic Greens)، لأنه من الصعب أحياناً تناول الطعام الصحي خلال السفر.