بالأرقام.. خريطة توضح استغلال أمريكا لأراضيها اقتصادياً

لا يزال فهم الكيفية التي يستغل بها الأمريكيون أراضيهم للحصول على المال، أمرًا صعبًا حتى الآن، إذ إن مساحة الولايات الأمريكية موزعة على 48 ولاية، تبلغ 1.9 مليار فدان من المدن والمزارع والغابات والمراعي، التي يستخدمها أبناء هذا البلد في تأمين الغذاء وتعزيز اقتصادهم، والحصول على المال لإدارة أعمالهم والاستمتاع بوقتهم.

وبعد عمليات المسح وصور الأقمار الصناعية والتصنيفات المعتمدة من مختلف الهيئات الحكومية، نجحت وزارة الزراعة الأمريكية في تقسيم الأراضي الأمريكية إلى ستة أنواع رئيسية.

لا يمكن تحديد البيانات بدقة على مستوى المدن - كل مربع على الخريطة يمثل 250 ألف فدان من الأرض - ولكن يمكن تجميع البيانات على مستوى الولاية الواحدة للحصول على نظرة عامة عن طريقة استغلال الأراضي الأمريكية.

وكشفت عملية تجميع أنواع الأراضي الأمريكية، أن الأراضي الزراعية تشكل أكثر من خمس الولايات المتجاورة، بينما تعادل مساحة المراعي الطبيعية والصناعية معظم مساحة الغرب الأمريكي، وتتسع جميع المدن والبلدات الأمريكية في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أنّ المناطق الحضرية لا تشكل سوى 3.6 بالمئة من إجمالي حجم الولايات المتجاورة، البالغ عددها 48 ولاية، فإنّ أربعة من بين كل خمسة أمريكيين يعيشون ويعملون ويلعبون فيها، ولكون العدد الأكبر من سكان الولايات المتحدة يعيشون بالمناطق الحضرية، فمن غير المفاجئ أن تسهم هذه المناطق بقدر كبير من الاقتصاد الأمريكي، إذ حققت العشر الأكثر إنتاجية بما يقارب 40 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لهذا البلد عام 2016.

وتأخذ المناطق الحضرية بالتوسع في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعدل مليون فدان سنويًا، بما يعادل إضافة منطقة حضرية جديدة بحجم مدن لوس أنجلوس وهيوستن وفينيكس معًا، حيث إن مساحة المناطق الحضرية في الولايات المتحدة تضاعفت أكثر من أربعة أضعاف مساحتها عام 1945.

وتصنف وزارة الزراعة الأمريكية، الحدائق الوطنية والمناطق البرية والطرق السريعة والسكك الحديدية والقواعد العسكرية، كمناطق للاستخدامات الخاصة، يضاف إليها تصنيف آخر هو الاستخدامات المتنوعة، التي تشمل المقابر وملاعب الجولف والمستنقعات والصحاري وغيرها من المناطق ذات "القيمة الاقتصادية المنخفضة".

ولعل أكثر من 100 مليون فدان من مناطق الاستخدام الخاص، عبارة عن حدائق ومناطق برية لا يُسمح فيها بممارسة معظم الأنشطة التجارية، مثل قطع الأشجار والتعدين والرعي.

وتشكل الأراضي الزراعية حوالي خُمس مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك، تبقى المساحة الفعلية للأراضي المستخدمة في زراعة الغذاء الذي يتناوله الأمريكيون أصغر بكثير – ولا تتجاوز مساحة ولايتيّ إنديانا وإيلينوي ونصف ولاية آيوا معًا. ويخصص أكثر من ثلث إجمالي إنتاج الذرة لإنتاج الإيثانول، بينما تُستخدم معظم الأراضي الزراعية في تغذية المواشي أو التصدير أو تترك دون استخدام لإنعاشها وعدم استنزافها.

ورغم استفادة الولايات المتحدة الأمريكية من فائض التجارة الزراعية الإجمالي، استورد الأمريكيون 15 بالمئة من المنتجات الغذائية والمشروبات عام 2016، إذ يأتي أكثر من 30 بالمئة من الفواكه والخضار الطازجة التي يستهلكها الأمريكيون من دول أخرى، معظمها من المكسيك وكندا، في وقت تتجاوز فيه مساحة الأراضي الأمريكية المستخدمة في إنتاج الحمضيات مساحة ولاية رود آيلاند.

يُستخدم أكثر من ثلث الأراضي الأمريكية في الرعي – أكثر أنواع الاستخدام شيوعًا في الولايات المتجاورة البالغ عددها 48 ولاية – ويخضع ما يقارب 25 بالمئة منها لإدارة الحكومة الفيدرالية أكثرها في الغرب، وتستخدم في الرعي مقابل رسوم معينة.

تشكل الأبقار النسبة الأكبر من الحيوانات التي تعيش على هذه الأراضي، في وقت يُستخدم فيه ما يقارب 41 بالمئة من الأراضي الأمريكية الزراعية والرعوية في تربية الماشية وإنتاج الأعلاف لها.

وتمثل الغابات آخر فئة رئيسية من الأراضي، حسب تصنيف وزارة الزراعة الأمريكية، بحيث تشكل الغابات والمساحات المغطاة بالأشجار غير المحمية ربع مساحة الولايات المتحدة المتجاورة. ووفقًا لدائرة الغابات الأمريكية، تُقطع الأخشاب فيما يقارب 11 مليون فدان كل عام، ولكن بسبب النمو المستمر، ارتفع حجم مخزون الأخشاب في البلاد، بما يقارب 1 بالمئة سنويًا من عام 2007 إلى عام 2012.

وتُعدّ شركة "وايرهويزر"، أكبر شركة خاصة، تملك مساحات مغطاة بالأشجار في الولايات المتحدة، حيث تبلغ مساحة الأراضي التي تملكها 12.4 مليون فدان، في وقت تستحوذ فيه على ما نسبته 2.3 بالمئة من الأشجار المقطوعة المستخدمة في التجارة بمساحة تقارب مساحة ولاية فرجينيا الغربية.

وتوضح عملية جمع كل ما سبق سويًا، خريطة جميع أشكال استخدام الأراضي الأمريكية، حيث تُستخدم معظم تلك الأراضي لأغراض محددة، مثل استخدام مليوني فدان لملاعب الجولف أو 3 ملايين فدان للمطارات.

وينمو الزحف الحضري، بمعدل أسرع من جميع الفئات الأخرى لاستخدام الأراضي، إضافة إلى زيادة مساحة الأراضي المملوكة للعائلات الغنية. فوفقًا لمجلة "ذا لاند ريبورت"، ازدادت مساحة الأراضي المملوكة لأكبر 100 من ملاك الأراضي الخاصة، منذ عام 2008، من 28 مليون فدان إلى 40 مليونًا، بما يتجاوز مساحة ولاية فلوريدا.