الهند تعوض تراجع إنتاج أوبك+ بالنفط الخفيف

مصافي النفط في الهند ترفع معدلات التوريد الفورية من الخام.
مصافي النفط في الهند ترفع معدلات التوريد الفورية من الخام. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه مصافي تكرير النفط في الهند إلى تأمين صفقات توريد فورية من منتجين في أفريقيا وأمريكا الشمالية، وسط خفض الموردين الأساسيين في الشرق الأوسط للإنتاج، بسبب جائحة كورونا، والذي تزامن مع ارتفاع الطلب على البنزين في دول آسيا.

وبحسب شركة الاستشارات المتخصصة في النفط "فاكتس غلوبل إنرجي"، تشهد واردات الخام الفورية إلى ثالث أكبر أسواق النفط في العالم ارتفاعاً يتراوح بين 10 – 15% خلال العام الحالي مقارنة بواردات العام الماضي. وتتزامن تلك المشتريات مع قيام كبار الموردين مثل السعودية والعراق بتقليص إنتاجهم ضمن التزامهم بتطبيق اتفاقية أوبك+.

ويعكس ذلك التحول إمكانية استفادة منتجين آخرين من تلك التخفيضات خاصة مع عودة الاستهلاك لطبيعته في أسواق مثل الهند. حيث يستفيد مصدرون مثل الولايات المتحدة ونيجيريا خاصة مع إنتاج خام الدولتين عند تكريره لمزيد من البنزين، الذي زاد الطلب عليه في ظل اعتماد الناس على السيارات الخاصة، بدلاً من وسائل النقل العام نتيجة تداعيات الجائحة.

وقال سينتيل كوماران، رئيس قطاع النفط لجنوب آسيا في شركة الاستشارات إف جي إي: "تزامن تراجع الموردين التقليديين عن تزويد المصافي باحتياجاتها، التي زادت بشكل كبير في ظل تعافي الطلب المحلي". وأضاف "لقد أجبروا المصافي على التدافع للحصول على إمدادات فورية لسد النقص".

زيادة نسبة التعاقدات الفورية

أشار فيغايا غوبال، المدير المالي لشركة بهارات بتروليوم ثاني أكبر شركة حكومية لتكرير النفط في الهند إلى زيادة مشترياتها من الخامات الفورية كنسبة من إجمالي مشترياتها من 30 % في الأوضاع الطبيعية إلى 45% في الوقت الحالي، فيما تسعى الشركة إلى الحفاظ على متوسط يصل إلى 40% من إجمالي إنتاجها، معتمداً على الخامات الفورية في الآجل المتوسط.

وقال فيغايا غوبال: "نسعى لزيادة نسبة الخامات الفورية من إجمالي سلة الإنتاج".

وذكر مسؤولون في بهارات، أن الشركة رفعت طاقتها الإنتاجية إلى 113 % في يناير الماضي بالتزامن مع عمل باقي المصافي الحكومية الكبرى، مثل إنديان أويل، وهندوستان بتروليوم بأكبر من كامل طاقتها الإنتاجية.

وفي الوقت الذي انتعش فيه استهلاك البنزين وغاز البترول المسال المستخدم لأغراض الطهي المنزلي، يبقى انتعاش استهلاك الديزل أبطأ ووقود الطائرات نصف ما كان عليه قبل عام، وسط استمرار إغلاق المطارات الدولية ،ومنع السفر. ويؤدي ذلك إلى تغيير الهند خريطة وارداتها من النفط في ظل تكرير مزيد من الديزل من نفط الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتم فيه تكرير المزيد من البنزين وغاز البترول المسال من نفط بحر الشمال وغرب أفريقيا والنفط الصخري الأمريكي.


استخدام السيارات الخاصة يرفع الطلب على البنزين

ووفقاً لبيانات حكومية، قفزت واردات النفط الخام من نيجيريا 68 % في ديسمبر على أساس سنوي، كما ارتفعت واردات النفط الأمريكية بنحو 77 %.

وقال موكيش كومار سورانا، رئيس شركة هندوستان بتروليوم: "يتوقع استمرار نمو الطلب على البنزين حيث من الصعب العودة لاستخدام وسائل النقل العام، بعد التعوّد على وسائل النقل الخاص" وأكمل "سوف تبحث مصافي التكرير عن كافة الاحتمالات لزيادة إنتاجها من البنزين".

وبدأ أعضاء منظمة الأوبك وشركائها مثل روسيا العام الماضي خفضاً قياسياً للإنتاج قدره 9.7 مليون برميل يومياً، بعد تضرر الطلب بسبب تداعيات جائحة كورونا. ومع عودة بعض الإنتاج، قامت السعودية بتخفيضات إضافية في فبراير ومارس، لتحقيق مزيد من الاستقرار للسوق.

وقال وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار: إنه من غير المرجح تغيير أعضاء أوبك سياستهم الإنتاجية في الاجتماع المقبل المقرر انعقاده يوم 4 مارس، حيث من المحتمل الإبقاء على الإنتاج بشكلٍ ثابت خلال أبريل.

ووفقاً لشركة "إف جي إي"، سوف تستمر عمليات الشراء الهندية القوية، طالما يواصل الناس السفر باستخدام سياراتهم الخاصة والطهي في المنازل.

وقال كوماران: "سوف يستمرون في استيراد درجات أخف من النفط، طالما تسمح لهم الأوضاع الاقتصادية بذلك".