لماذا لا ننشئ مصانع جديدة لحل أزمة نقص الرقائق الإلكترونية؟

تكلفة بناء مصنع جديد للرقائق الإلكترونية تصل إلى 4 مليارات دولار
تكلفة بناء مصنع جديد للرقائق الإلكترونية تصل إلى 4 مليارات دولار المصدر: بلومبرغ
Anjani Trivedi
Anjani Trivedi

Anjani Trivedi is a Bloomberg Opinion columnist covering industrial companies in Asia. She previously worked for the Wall Street Journal.

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

لا أحد يريد حقاً صنع الرقائق التي يحتاجها صانعو السيارات، فمن الناحية النظرية، يمكن لمصنعي الرقائق بناء مرافق تصنيع أشباه الموصلات، لتلبية الطلب والمساعدة في سد الفجوة، لكن تكاليفها ستكون باهظة، حيث يحتاج إلى 4 مليارات دولار تقريباً لإنشاء مثل هذا المصنع لإنتاج أنواع الرقائق التي تحتاجها شركات صناعة السيارات.

بعد عامين من البناء، سيكون الهدف الأولي هو ضخ أكبر عدد ممكن من الرقائق لخفض تكلفة الوحدة.

وقال بيتر هانبري من شركة "باين أند كومباني" (Bain & Company) في مقابلة معه، فإن تكاليف هذا التنويع تبدأ من حوالي 4 آلاف دولار لكل طبقة.

بعد خمس سنوات - مع وضع الاستهلاك في الاعتبار - تنخفض التكلفة إلى ما يقرب من ألفي دولار لطبقة الرقائق.

كما أن المنتجات تتحسن أيضاً: تعمل حوالي نصف الرقائق فقط في البداية، لكن في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، يرتفع العائد إلى 90%.

إنه بالفعل مسار لنصف عقد من الزمن لصنع أجهزة أشباه الموصلات منخفضة الهامش بشكل مربح والتي تحتاجها شركات صناعة السيارات الآن. تمكنت الشركات القائمة والتي تعمل الآن من خفض التكاليف، لكن الوافدين الجدد لن يكونوا قادرين على المنافسة.

إضافة إلى ذلك، فليس لديهم حافز مالي كبير لتوسيع التصنيع وزيادته لأن شركات صناعة السيارات لا تزال تعتمد إلى حد كبير على الرقائق التي توفرت لأول مرة قبل عقد من الزمن، حيث لم ينمُ سوق التقنيات المتطورة بشكلٍ عام.

التوسع لصالح التقنيات الجديدة

على مدى الجزء الأطول من العقد الماضي، توسعت القدرة التصنيعية الحالية لفئتين من التقنيات الأقدم والأكثر نضجاً بنسبة 3% و6% فقط على أساس سنوي مركب، مقارنة مع 14% للرقائق المتطورة، وفقاً لشركة "باين أند كومباني".

وارتفعت سعة ما يسمى بأشباه الموصلات ذات الحافة النازفة بنسبة 83% من 2018 إلى 2020. تعمل معظم منشآت تصنيع الرقائق عند الاستطاعة الكاملة أو بالقرب منها.

ليس من الصعب معرفة سبب عدم قيام صانعي الرقائق - الذين يسابقون حالياً نحو تكنولوجيا أكثر تقدماً وتكلفة (في الواقع، بعضها للسيارات ذاتية القيادة) - بصرف مليارات الدولارات لملء الفراغ الحالي في التكنولوجيا القديمة.

بالنظر إلى المستقبل، فإن تكاليف مواكبة التكنولوجيا آخذة في الارتفاع. حيث أصبح تصميم شريحة من أحدث جيل أغلى 10 مرات من الأقدم.

وفي الوقت نفسه، وفقاً لتقرير نشرته رابطة صناعة أشباه الموصلات العام الماضي، فإن الأمر يتطلب الآن ما يصل إلى 20 مليار دولار لبناء مصنع رقاقات كبير بمعدات أكثر حداثة. وهو أكثر من مجرد حاملة طائرات جديدة أو محطة طاقة نووية.

على مدى عقد من الزمان، يمكن أن يكلف مصنع أشباه الموصلات ما يصل إلى 40 مليار دولار رغم أن الحوافز التي توفرها الدولة يمكن أن تخفض ذلك بما يصل إلى 13 مليار دولار.

يمكن للحكومات أن تساعد وتدعم صناعة الرقائق. أقر الكونجرس الأمريكي تشريعاً لتعزيز الحوافز، لكن لم يتم تمويله بالكامل بعد.

وحث ائتلاف واسع، يضم رابطة صناعة أشباه الموصلات ومجموعات تجارية أخرى، الرئيس جو بايدن على تعزيز الدعم الفيدرالي للتصنيع والبحث من خلال خطة التعافي والبنية التحتية.

وتحاول واشنطن إقناع تايوان، إحدى أكبر مصنعي الرقائق، لتقديم المساعدة. لكن تعقيدات المنافسة التكنولوجية والجغرافيا السياسية تعني أن أي استثمار جديد من المرجح أن يتم توجيهه نحو التقنيات الجديدة وليس القديمة.

أشارت شركة "باين آند كومباني" إلى أن هناك حلولاً مؤقتة ولكنها غير مستدامة وقد تحتاج إلى حوالي ستة أشهر. وتتراوح بين شركات صناعة السيارات التي تزايد على عملاء الرقائق الآخرين وتقوم بتعليق إنتاج بعض الطرازات أو إعادة تصميم جزء منها والحصول على موردين جدد. يمكنهم أيضاً محاولة الترقية إلى الجيل الجديد من أشباه الموصلات، لكن هذه الخطوة مرتبطة بتحديات أكبر في التكنولوجيا والتكلفة.