المستثمرون في الصين يترقبون إشارات سياسية لدعم الأسهم المتراجعة

ترقب لاجتماع المؤتمر الشعبي الوطني في الصين هذا الأسبوع
ترقب لاجتماع المؤتمر الشعبي الوطني في الصين هذا الأسبوع المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

من المرتقب أن تقدم أسهم قطاعات الطاقة المتجددة والدفاع والتكنولوجيا في الصين فرصاً للمستثمرين على وقع بدء المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في البلاد، لدورته السنوية خلال هذا الأسبوع، مما قد يساعد على منح زخمٍ جديدٍ للأسهم المتراجعة في أسواق البلاد.

وقد يجري الإعلان عن تدابير للمساعدة في تحقيق تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بإقامة اقتصاد محايد للكربون بحلول عام 2060 في الاجتماع الذي يبدأ اليوم الجمعة، وفقاً لشركات وساطة مالية بما في ذلك شركة "غوتاي جونان سيكوريتيز كو" (Guotai Junan Securities Co).

وقال محللون في شركة "تيانفنغ سيكوريتيز كو" (Tianfeng Securities Co) إنه من المرجح أيضاً أن يتم الإعلان عن خطة ميزانية دفاعية موسعة في الجلسة الافتتاحية للدورة الجديدة (للبرلمان) الصيني.

كما تتصدر قوائم مراقبة المحللين السياسات التي تدفع نمو الاقتصاد الصيني في فترة ما بعد انتهاء وباء كورونا.

خطة خمسية جديدة

ومن المتوقع الموافقة على خطة مدتها خمس سنوات، وتتضمن استراتيجيات لخفض الاعتماد على الدول الغربية في توفير مكونات مهمة مثل رقائق الكمبيوتر والمراهنة على التقنيات الناشئة مثل السيارات العاملة بالهيدروجين.

وأشارت بكين مراراً إلى رغبتها في تقليل الاعتماد على الصادرات وتوسيع الاستهلاك المحلي بموجب شعارها "التداول المزدوج" الذي يعني الاعتماد على النفس والاستفادة من العولمة.

ويمكن أن تساعد مثل هذه الخطط في وقف تراجع الأسهم في الفترة الأخيرة، وسط مخاوف المستثمرين بشأن التقييمات المرتفعة والتحذيرات الرسمية بشأن مخاطر الفقاعات.

وفي فبراير، تراجع مؤشر "سي.آس.آي 300" ( CSI 300 ) حوالي 7% منذ أن سجل أعلى مستوى في 2007، ليكون أحد أسوأ المؤشرات من حيث الأداء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال الشهر الماضي.

وارتفعت الأسهم يوم الأربعاء، مدفوعة بمكاسب في الأسهم المالية والمتعلقة بالطاقة، إذ يتناوب المستثمرون على الأسهم الدورية قبل انطلاق اجتماعات "البرلمان الصيني".

وكتب تشين جو المحلل في شركة "ايسنس سيكوريتيز كو" (Essence Securities Co) في مذكرة يوم الاثنين: "قد توفر اتجاهات السياسة الجديدة التي سيتم الإعلان عنها خلال الاجتماع نقاط تركيز جديدة للسوق، مما يعزز معنويات المستثمرين".

وأضاف تشين: "من الناحية التاريخية، يكون أداء الأسهم من الفئة "A" قوياً أثناء انطلاق اجتماع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وفي الأسبوع التالي لانعقاده".

حياد الكربون

وفي سبتمبر 2020، أعلن الرئيس "شي" هدفاً بوصول انبعاثات الصين إلى مستوى الصفر في أقل من 30 عاماً بعد أن تبلغ الذروة في عام 2030.

ويتوقع مراقبو السوق الإعلان عن تدابير محددة لتحقيق المستهدف الطموح المتعلق بحياد الكربون على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتحتاج الصين إلى استثمارات إجمالية تبلغ حوالي 100 تريليون يوان (15.5 تريليون دولار) للوصول إلى حياد الكربون بحلول عام 2060، وهو ما يعادل تقريباً الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبلاد في عام 2020، وفقاً لما كتبه محللو "غولدمان ساكس" بينهم "هوي شان" (Hui Shan) في مذكرة الأسبوع الماضي.

ولطالما شعرت السلطات الصينية بالقلق إزاء النشاط المفرط في قطاع الطاقة المتجددة في ضوء حماس المستثمرين لإحداث تراكم في الصناعة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الدعم الحكومي السخي.

وأصدرت إدارة الطاقة الوطنية ورقة استشارية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء تقترح مطالبة المقاطعات بتحديد "حصة مضمونة للتوصيل الشبكي" للمشاريع الجديدة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وانخفضت أسهم شركات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع يوم الأربعاء بعد نشر الورقة الاستشارية، إذ كانت شركة "تونغوي كو" (Tongwei Co) و"شينجيانغ جولدويند ساينس آند تكنولوجي كو" (Xinjiang Goldwind Science & Technology Co) و "لونجي غرين إنرجي تكنولوجي كو" (LONGi Green Energy Technology Co) من بين الأسوأ أداءاً في مؤشر"سي إس أي 300".

لكن لا يزال المستثمرون يتلقون نصائح بشراء الأسهم الرائدة في الصناعة عند الانخفاض نظراً لأنه من المتوقع أن تظل السياسة المتعلقة بالبيئة ودية على المدى الطويل إذ تسعى الصين جاهدة لتحقيق هدف حيادية الكربون، وفقاً لشركات الوساطة بما في ذلك "بي أو سي أي ريسيرش ليمتد" (BOCI Research Ltd) و "هايتونج سيكوريتيز كو" ( Haitong Securities Co).

وقال تشانغ ييتشي، المحلل في شركة "هايتونج سيكوريتيز كو" في مذكرة: "آفاق نمو الصناعة لا تزال إيجابية.. ننظر إلى أي تصحيح في أسعار الأسهم على أنه فرصة شراء".

ويشعر المحللون بالتفاؤل إزاء سلسلة التوريد للشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، مثل شركة صناعة البطاريات "كونتبرري أمبيركس تكنولوجي كو" (Contemporary Amperex Technology Co) والشركات المصنعة للمواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي مثل "كينغفا ساي آند تيك كو" (Kingfa Sci & Tech Co)، وشركات معالجة النفايات الكبيرة بما في ذلك "وإنغنينغ إنفيرومنت كو" (Wangneng Environment Co) و"تشونغتشينغ سانفنغ إنفيرومنت غروب كورب" (Chongqing Sanfeng Environment Group Corp).

الدفاع الوطني

كتب محللون في شركة "تيانفنغ سيكوريتيز كو" (Tianfeng Securities Co) بينهم "لي لوجينغ" في مذكرة يوم الاثنين، أنه من المرجح أن يتسارع الإنفاق العسكري من 2021 حتى 2025، بمعدلٍ نمو سنوي يتجاوز مستوى 7% تقريباً المتحقق في السنوات الخمس الماضية.

وقال المحللون: إن توجه الصين لضمان نمو قوة الجيش بما يتناسب مع الاقتصاد قد يعزز أسهم شركات مثل "أفيك شنيانغ إيركرافت كو" (AVIC Shenyang Aircraft Co) و "جيانغشى هونغدو أفييشن اندستري كو" (Jiangxi Hongdu Aviation Industry Co) و "إيه إي سي سي أفييشن باور كو" (AECC Aviation Power Co).

قطاع التكنولوجيا

وشدَّدت بكين على الحاجة الملحة إلى تحقيق طفرات في أحدث التكنولوجيا مثل الرقائق الدقيقة وغيرها من المكونات المهمة للحد من الاعتماد على المنتجات الأجنبية، لا سيما في وقت تصاعدت فيه التوترات مع الولايات المتحدة.

ويقول مراقبو السوق: إن الكفاءة الذاتية التكنولوجية يمكن رفعها إلى أولوية أعلى خلال اجتماع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

وسيصب الأمر في صالح أسهم شركات التصنيع عالية التقنية وصانعة الرقائق مثل شركة "أفاري هولدنغ شينزن كو" (Avary Holding Shenzhen) و"ماكسسيند ميكروإلكترونيكس كو" (Maxscend Microelectronics Co) و"ويل سيميكوندادكتور كو" (Will Semiconductor Co) و"وشينزن جودوكس تكنولوجي كو" (Shenzhen Goodix Technology Co).

التنمية الريفية

وفقاً للمحللين، فإنه من المحتمل أيضاً أن يكون إنعاش المناطق الريفية والزراعة على رأس جدول أعمال صانعي السياسات.

وأكدت التصريحات الحكومية الأخيرة على أهمية الأمن الغذائي والابتكار في تربية البذور والزراعة الحديثة، بالإضافة إلى زيادة الدخل الريفي لتعزيز القدرة الشرائية للسكان في الريف.