أسواق النفط تحبس أنفاسها ترقباً لنتائج اجتماع " أوبك +" اليوم

أوبك
أوبك المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أسعار النفط إلى نحو 62 دولاراً للبرميل، إذ يترقَّب المستثمرون نتيجة اجتماع سياسة تحالف "أوبك +" المهم في وقت لاحق من اليوم الخميس مع عدم وجود توجيه واضح لمقدار الإمدادات التي يقوم التحالف بضخِّها إلى السوق التي تشهد تراجعاً في المعروض النفطي.

ويضمُّ تحالف " أوبك +" الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدِّرة للنفط " أوبك" بالإضافة إلى منتجين آخرين بقيادة روسيا.

وقال وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في بنك "آي إن جي" ، الذي يتوقَّع زيادة الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، بما في ذلك استعادة التخفيضات الطوعية من جانب المملكة العربية السعودية: "من الواضح أنَّ نتائج اجتماع

"أوبك +" اليوم أساسية لاتجاه السوق".

استيعاب المعروض الإضافي

وأضاف: "يمكن للسوق بسهولة استيعاب المعروض الإضافي، وفي الواقع ستكون قادرة على استيعاب المزيد من الإمدادات النفطية".

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.8% بعد ارتفاعه 2.6% يوم الأربعاء، إذ تلقَّت الأسعار دعماً من انخفاض قياسي في مخزونات الوقود الأمريكية، كما ارتفع خام برنت أيضاً.

وأجرت السعودية وروسيا، الدولتان الأكثر نفوذاً في "أوبك+" محادثات يوم الأربعاء سعياً للتوصل لأرضية مشتركة بشأن الإنتاج، إذ تحثُّ الرياض على توخي الحذر ، لكن موسكو تسعى لزيادة الإمدادات، بحسب مندوب.

ويتابع المتعاملون أيضاً تطورات الأحداث في الشرق الأوسط، ووفقاً لتقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قال المتمردون الحوثيون في اليمن، إنَّهم قصفوا منشأة نفطية سعودية في مدينة جدة الساحلية بصاروخ يوم الخميس.

وارتفعت أسعار النفط حتى الآن من 2021 بعد أن خفَّض تحالف " أوبك +" الإنتاج جماعياً لدفع إعادة التوازن إلى السوق المضطرب بسبب تفشي وباء كوورنا.

وساعدت إدارة العرض القوية على استنزاف المخزونات، في حين يتعافى الطلب في جميع أنحاء العالم بفضل نشر لقاحات كورونا.

وقد أثار ذلك توقُّعات واسعة النطاق بأنَّ "تحالف +" أكبر لاعب منفرد في سوق الطاقة العالمية سيزيد الإنتاج.

ولا يزال مراقبو "أوبك" المخضرمين يتوقَّعون أنَّ التحالف سيضخُّ بعض البراميل الإضافية، وهناك فرصة ضئيلة لإبقاء الإنتاج عند المستويات الحالية.

وهناك عنصران يخضعان للمناقشة: هل يرفع التحالف الإنتاج الجماعي بمقدار 500 ألف برميل يومياً في أبريل؟ وثانياً، كيف ستلغي المملكة العربية السعودية تدريجياً التخفيض الإضافي بمقدار مليون برميل يومياً الذي كانت تقوم به طواعية؟

ويتوقَّع وارن باترسون، رئيس إستراتيجية السلع في بنك "آي إن جي" أن يقوم

" أوبك +" بتنفيذ كلا الأمرين.

تحركات الأسعار

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر أبريل بنسبة 0.8% إلى 61.79 دولاراً للبرميل الساعة 12:56 مساء في سنغافورة.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 27% حتى الآن من 2021.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت لشهر مايو 0.9 % إلى 64.67 دولاراً للبرميل بعد صعوده 2.2% يوم الأربعاء.

ومع اقتراب انطلاق اجتماع " أوبك +"، يدرك المتعاملون أنَّ المملكة العربية السعودية قد طوَّرت رغبة نحو التصرفات المفاجئة.

ودفع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الأسعار نحو الصعود أثناء اجتماع في يناير 2021 عبر إعلانه عن خفض الإنتاج من جانب واحد في سوق مطمئنة أو هادئة.

ونصحت مجموعة "سيتي غروب" عملاءها بعدم المراهنة على اجتماع التحالف المقرر في وقت لاحق اليوم، لأنَّ "هناك الكثير من السيناريوهات غير المتوقَّعة، وفقاً لـ"إد مورس"، الرئيس العالمي لأبحاث السلع.

وأوضح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك موقفه يوم الأربعاء قائلاً ، إنَّه في حين أنَّ هناك العديد من المخاطر بما في ذلك عمليات الإغلاق، فإننا "إذا دققنا النظر في وضع السوق، فهو أفضل بكثير مما كان عليه قبل عام، مما كان عليه في الخريف".

وينعقد اجتماع تحالف " أوبك +" في ظل توافر عدد كبير من المؤشرات على أنَّ استهلاك الطاقة يشهد تحسناً في الاقتصادات الرئيسية ، مع تراجع عدد المناطق التي تشهد إغلاقاً بسبب كورونا.

ومن بين الأرقام الإيجابية الأخيرة، أظهرت البيانات أنَّ رحلات السفر في الولايات المتحدة تعود ببطء إلى طبيعتها، والتنبؤات بأنَّ الطلب على الوقود في الهند سيصل إلى مستوى قياسي. في الوقت نفسه، لا تزال طرق أوروبا أكثر هدوءاً من المعتاد.

وأظهرت أرقام الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء انخفاض مخزونات البنزين بمقدار 13.6 مليون برميل إلى 243 مليون برميل الأسبوع الماضي، بعدما عطَّلت موجة الصقيع قطاع التكرير. في الوقت نفسه، تزايدت وتيرة شراء النفط الخام.