الولايات المتحدة تعلق الرسوم الجمركية على سلع بريطانية في نزاع إيرباص وبوينغ

ستعلِّق الولايات المتحدة الرسوم الجمركية الانتقامية على منتجات المملكة المتحدة التي وقعت ضحية نزاع طويل الأمد حول المساعدة غير القانونية لشركتي "بوينغ" و"ايرباص"، في خطوة تعطي دفعة لأجندة التجارة البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت حكومة المملكة المتحدة في بيان يوم الخميس، إنَّ تعليق الرسوم الجمركية سيستمر أربعة أشهر "للتركيز على التفاوض على تسوية متوازنة للنزاعات". ويعني القرار أنَّه يمكن توريد سلع مثل الشراب، والبسكويت، والقشدة المتخثَّرة إلى الولايات المتحدة من بريطانيا دون أن تخضع لرسوم إضافية بنسبة 25%.

وكانت إزالة التعريفات الجمركية عن التجارة بين المملكة المتحدة، والولايات المتحدة أولوية بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، لأنَّها تسعى إلى صفقة تجارية أوسع مع إدارة الرئيس جو بايدن. وأسقطت بريطانيا من جانب واحد الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأمريكية إلى أجل غير مسمى في يناير، في محاولة للحدِّ من التوترات التجارية، ولم ترد إدارة ترمب السابقة بالمثل على الخطة الإيجابية من المملكة المتحدة.

يمكن أن يساعد التراجع المؤقت للولايات المتحدة في حل جزء من نزاع منظمة التجارة العالمية بشأن المساعدة لـ"بوينغ" و"ايرباص"، مما أدى إلى فرض رسوم جمركية مرخَّصة من منظمة التجارة العالمية تستهدف ما يقرب من 12 مليار دولار من التجارة عبر المحيط الأطلسي.

يشمل النزاع، الذي استمر 17 عاماً، الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأربع التي تصنع طائرات "ايرباص" وأجزائها، وهي ألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت إدارة بايدن ستوافق أيضاً على تعليق التعريفات الجمركية مؤقتاً على سلع الاتحاد الأوروبي التي استهدفتها إدارة ترمب للانتقام في النزاع.

حركة "جريئة"

وأعلن الاتحاد الأوروبي في نوفمبر عن رسوم جمركية تستهدف ما قيمته 4 مليارات دولار من طائرات "بوينغ"، والمنتجات الأمريكية، بما في ذلك الشراب، والمكسَّرات، والجرارات كجزء من تصعيد متبادل ضد الولايات المتحدة. ومن جانبها، فرضت الولايات المتحدة رسوماً على 7.5 مليار دولار من منتجات الاتحاد الأوروبي، ابتداء من عام 2019.

على الرغم من أنَّ المفوضية الأوروبية طلبت من الولايات المتحدة مراراً وتكراراً تعليق الرسوم الجمركية لمدَّة ستة أشهر من أجل التفاوض على تسوية، إلا أنَّ الممثِّل التجاري الأمريكي السابق روبرت لايتهايزر رفض القيام بذلك، وزاد التعريفات الجمركية على سلع الاتحاد الأوروبي في أحد قراراته الأخيرة في منصبه.

وقالت المملكة المتحدة، إنَّ الخطوة الأخيرة كانت "جريئة ومشتركة" نحو حلٍّ واحدة من أطول القضايا في منظمة التجارة العالمية. وذكر البيان أيضاً أنَّ المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستركِّزان على "معالجة التحديات التي يفرضها الوافدون الجدد إلى سوق الطيران المدني من الاقتصادات غير السوقية، مثل الصين".