دول آسيوية تتخذ إجراءات استثنائية لإنقاذ تجارتها من أزمة الحاويات

حاويات شحن بجانب رافعات جسرية في ميناء يانغ شان ديبووتر في شنغهاي في الصين يوم الإثنين 11 يناير 2021. وكان الرئيس دونالد ترمب نشر تغريدته الشهيرة "الحروب التجارية جيدة وسهلة الفوز" في 2018 عندما بدأ فرض تعريفات على حوالي 360 مليار دولار من الواردات من الصين، وتبين أنه كان مخطئاً في حساباته.
حاويات شحن بجانب رافعات جسرية في ميناء يانغ شان ديبووتر في شنغهاي في الصين يوم الإثنين 11 يناير 2021. وكان الرئيس دونالد ترمب نشر تغريدته الشهيرة "الحروب التجارية جيدة وسهلة الفوز" في 2018 عندما بدأ فرض تعريفات على حوالي 360 مليار دولار من الواردات من الصين، وتبين أنه كان مخطئاً في حساباته. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتدخَّل بعض الدول الآسيوية التي تُعدُّ من أكبر المصدِّرين في العالم، من أجل تخفيف تأثير أزمة نقص حاويات الشحن التي تهدد تجارتها الخارجية.

ونقلت سكك الحديد الهندية الصناديق الفارغة إلى المستودعات الداخلية في "دلهي" على سبيل المثال من الموانىء مجاناً، واستعانت كوريا الجنوبية بتسع سفن إضافية في طريق المحيط الهادئ لمساعدة الشركات الصناعية المحلية، في حين استخدم حوض بناء السفن الصيني الحكومي، "كوسكو شيبينغ هيفي اندستري" (Cosco Shipping Heavy Industry) سفينة مصنوعة حديثاً لنقل اللب والورق من أجل نقل الحاويات.

وتعمل الشركات الحكومية سريعاً على تقليل الاضطرابات في التجارة العالمية من جانب العرض، لتجنُّب فقدان الأعمال حتى في الوقت الذي لا تزال فيه تأخيرات الاستيراد، وتكاليف الشحن عالية في الموانىء المزدحمة، مثل: ميناء لوس أنجلوس.

ولا تزال الاقتصادات الآسيوية تعتمد بشدة على الصادرات إلى أوروبا، وأمريكا الشمالية، لملء الخزائن الحكومية.

وقال سيمون هيني، مدير أبحاث الحاويات في شركة "دروري" (Drewry) لاستشارات الشحن: "لدى الدولة دور أكبر بكثير في قطاع الشحن في آسيا، إذ تمتلك الحكومات حصصاً في شركات الشحن، وأحواض بناء السفن والموانئ.. ويقلُّ هذا التأثير بحدَّة في الأماكن الأخرى من العالم".

خدمات نقل مجانية

وتدرس سكك الحديد الهندية، فيما إذا كان الخصم بنسبة 25% الذي تقدِّمه على نقل الحاويات الفارغة إلى داخل الدولة عبر بعض الطرق، ينبغي تمديده بعد مارس، وفقاً لمانوج سينغ، المدير التنفيذي لحركة الشحن والنقل، الذي قال، إنَّ شركة النقل قدَّمت خدمات نقل مجانية مرتين على الأقل العام الماضي، ولا تستبعد التخلي عن كلِّ الرسوم مجدداً، إذا تراجع الوضع في نهاية الشهر.

وتنقل شركة "كونتينر كورب أوف إنديا ليمتد"، التي يترأس سينغ مجلس إدارتها، الحاويات أيضاً إلى الدول المجاورة، مثل سيريلانكا، وبنغلادش للمساعدة في تقليص النقص، بحسب قوله.

وأوضح أنَّه في الأوقات العادية تنقل الشركة الصناديق لتسهيل الشحنات محلياً.

ويتزامن ذلك النقص مع التحوُّل في التجارة الهندية في ظلِّ النمو المشهود في الصادرات والواردات للشهر الثاني على التوالي منذ ديسمبر، وذلك بعد التراجعات القياسية العام الماضي جرَّاء الوباء.

محاولات لفتح شرايين التجارة العالمية

وقال دانيال ريتشاردز، محلل كبير في "ماريتايم ستراتيجيز انترناشونال ليمتد" (Maritime Strategies International Ltd) لاستشارات الشحن: "يعدُّ المصدِّرون، وجماعات الضغط لصالح القطاع أكثر صخباً ونشاطاً في حلِّ هذه الأنواع من المشكلات، وعندما تضيف إلى ذلك أهمية قطاع التصدير لأغلب الاقتصادات الآسيوية، ستفهم لما بذلت هذه الحكومات جهوداً استباقية".

على أنَّ الدول الأقل اعتماداً على الصادرات من الصين أو كوريا الجنوبية، تبحث أيضاً عن طرق لفتح شرايين التجارة العالمية المسدودة.

وخفَّضت شركة الشحن "يونايتد ترانسبورت آند لوجيستكس كومباني يوراشيان ريل أليانس" (UTLC Eurasian Rail Alliance) التعريفات على نقل الحاويات الفارغة عبر خطها الأوروبي الصيني، في أبريل الماضي.

وقالت الشركة، التي تأسست بشكل مشترك من قبل السكك الحديدية الروسية، والكازاخستانية، والبيلاروسية، إنَّ هذا من شأنه أن يساعد على "إنهاء نقص الحاويات المطلوبة للتحميل في الصين".

وقد يتعارض التدخل الحكومي إلى حدٍّ ما مع الخطوات التي اتخذتها الشركات للاستجابة للاضطرابات الناتجة عن الوباء.

فعلى سبيل المثال، رفعت "هاباغ-لويد" أسعار الشحن اعتباراً من الشهر المقبل لنقل الحاويات من أوروبا إلى ميناء "نافا شيفا" الهندي، بحسب ما ذكرت الشركة الشهر الجاري.

وقال أجاي ساهاي، مدير عام في اتحاد منظمات التصدير الهندية، إنَّ دور الحكومة محدود، وستحكم القوى السوقية بالأخير كيفية سير الأمور.

وقال هيني: "أفضل شيء يمكن أن تقوم به الحكومات، هو ضمان توزيع سريع وفعَّال للأمصال لشعوبها حتى تعود العمالة والإنتاجية إلى مستويات ما قبل الأزمة..، وهو أمر سيفعل الكثير لتحسين دورة الحاويات".