كالينينغراد

بحارة روس يقفون على متن السفينة الحربية من طراز "بارشيم كالميكيا" - المصدر: بلومبرغ

كالينينغراد الروسية: صورة مصغرة من معاناة أوروبا

تُشكّل مقاطعة كالينينغراد الروسية - المعروفة حتى عام 1946 باسمها الألماني كونيغسبرغ - صورة مصغرّة لكلّ الأحداث التيّ تردّت في أوروبا. لذلك ليس من المستغرب أن يصبح ذلك الشريط الضيق من اليابسة المُطلّ على بحر البلطيق أحدث نقطة اشتعال تدخل على ساحة الصراع الكبير بين موسكو والغرب.كالينينغراد منطقة روسية تقع بين بولندا وليتوانيا العضوتين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ويربط بينها وبين روسيا خطوط السكك الحديدية التي تمر بالضرورة عبر ليتوانيا التي بدأت تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، بما يعنيه ذلك من منع القطارات الروسية التي تحمل مواداً محظورة مثل الفحم والصلب و المعدات التي تحتوي على تكنولوجيا معينة. لذلك، ربما كان الصدام في هذه المنطقة أمراً حتمياً.ليتوانيا تصبح أول دولة من الاتحاد الأوروبي تتخلى عن الغاز الروسييقول الكرملين إن ذلك يبلغ حد "الحصار". وليس مستغرباً أن يترتب عليه عواقب وخيمة رغم أنّها غامضة حتى الآن. بالطبع، كالينينغراد مدججة بالسلاح حتى الأسنان، فهي المقرّ الرئيسي للأسطول الروسي في البلطيق فضلاً عن الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. (لم تؤكد موسكو ما إذا كانت هذه الصواريخ تحمل بالفعل رؤوساً نووية أم لا).رداً على ذلك، أوضحت فيلنيوس وبروكسل أنّ القيود الجديدة ليست حصاراً بل مجرد امتثال للعقوبات الغربية. وأن على ليتوانيا، بصفتها عضواً في الاتحاد الأوروبي، أن تطبق قواعد الكتلة، بما في ذلك العقوبات التي فرضتها على موسكو. ولم يصبح تطبيق هذه العقوبات ضروريّاً إلاّ بعد أن شنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرباً شرسة على أوكرانيا.لم يكن أحد غافلا عن حقيقة أن روسيا إذا أقدمت على الانتقام من ليتوانيا - بهجوم شاملٍ أو حربٍ هجينةٍ - فإنّ حلف الناتو قد يباشر بتنفيذ بند الدفاع المشترك على الفور. فاندلاع شرارة واحدة قد يدخل الطرفين في دوامة الهلاك.

بقلم: Andreas Kluth