طفرة في أسعار العقارات السكنية تعيشها مدن وقرى المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

اتسعت فجوة الثروة في بريطانيا بمقدار 300 ألف جنيه إسترليني (أي ما يُعادل 360 ألف دولار) خلال السنوات الـ14 حتى عام 2020 مع زيادة ثروة أغنى 10% من الأسر بفضل ارتفاع أسعار المنازل والأصول، وفقاً لمؤسسة "ريزوليوشن فاونديشن" للبحوث.

رغم أن نصيب هذه الشريحة من إجمالي ثروة البريطانيين ظل مستقراً منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلاّ أنّ الفجوة من حيث القيمة النقدية بينها وبين العشر الأوسط من الأسر اتّسعت من 900,000 جنيه إسترليني في عام 2006 إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني في عام 2020، بعد تحييد تأثير التضخم.

أشارت "ريزوليوشن" في تقريرها الصادر يوم الأربعاء إلى أنّ ارتفاع أسعار الأصول زاد الثروة بمبالغ متساوية بين الأسر جميعها، لكن ازدهار أسعار الأصول ترتب عليه أن أولئك الذين كانوا يمتلكون ثروة أكبر في البداية تقدموا إلى مستوى أعلى. ما قد يؤدي بدوره إلى اتّساع الفجوات في المجتمع عندما يواجه المواطنون الأكثر فقراً، تدهوراً في قيمة دخلهم الحقيقي.

مستقبل قاتم

أكّدت "ريزوليوشن" على أهمية متابعة فجوة الثروة لأنّها تُعيق الناس عن تكوين ثروة وعن امتلاك العقارات وتحسين مستوى المعيشة مدى الحياة. كما يمكن أن يحدّ نقص الثروة من قدرتهم على تحمل الصدمات وزيادة ضغوط التكاليف.

قال جاك ليزلي، اقتصادي أول في "ريزوليوشن": "أصبحت المملكة المتحدة مجزأة ومنقسمة بشكل متزايد في ظل وجود أعداد كبيرة من العائلات التي تواجه مستقبلاً قاتماً".

"مع تعمّق أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، يصبح المواطنون ذوو الدخل المنخفض هم الأكثر احتياجاً إلى احتياطي من المدخرات يساعدهم على مواجهة هذه الأوقات الصعبة. ومع ذلك، فهم أقل الناس الذين يحتمل امتلاكهم لأي أصول، ولم تحقق أي أصول يمتلكونها فعلاً نموّاً يُذكر ".

ازدهرت ثروة الأسر البريطانية في حين شهدت مستويات الدخل حالة ركود، ما يشكّل عائقاً أمام جيل الشباب في امتلاك المنازل.

زادت الثروة من حوالي ثلاثة أضعاف الدخل الوطني في عام ثمانينيات القرن الماضي إلى ما يقرب من ثماني مرّات حالياً. وترجع أكثر من نصف الزيادة في الثروة إلى عوامل سلبية، مثل ارتفاع أسعار الأصول.

التضخم يجعل الإفطار الإنجليزي أكثر رفاهية

تركز الثروة

توصلت دراسة "مخاوف المتأخرات" (Arrears Fears)، وهي مراجعة سنوية للثروة أجريت بالتعاون مع :"إي بي آر دي إن" (ABRDN Financial Fairness Trust )، إلى أن:

  • أغنى 10% من الأسر البريطانية يمتلكون حوالي نصف إجمالي ثروة البلاد.
  • النسبة التي يمتلكها أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق من إجمالي الثروة ارتفعت من 42% في عامي 2006-2008 إلى 51% في 2018-2020، في حين تجمع المجموعات الأصغر سناً ثروتها بمعدل أبطأ بكثير مقارنةً بالفئات العمرية الأكبر سناً، عندما كانوا في العمر نفسه.
  • لا يتساوى أيضاً "توزيع الثروة" جغرافياً، حيث إن لندن ومنطقة الجنوب الشرقي تتقدمان بمسافة بعيدة. فقد ارتفعت النسبة التي تمتلكها العائلات التي تعيش في جنوب إنجلترا ، بما في ذلك لندن، من إجمالي الثروة من 42% في 2006-2008 إلى 46% في 2018-2020
  • قبل تفشي الوباء، أشارت 43% من الأسر في العشر الأدنى من حيث الثروة إلى احتمال نفاد أموالها في غضون أسبوع إذا فقدت مصدر دخلها الرئيسي.