منصة نفطية بحرية في حقل نفط سلمان في الخليج العربي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

وصل مقياس الطلب على النفط في آسيا، الذي تتم مراقبته عن كثب، لأدنى مستوياته منذ أكثر من عامين، مما يبرز انتعاش اقتصاد المنطقة في الوقت الذي يتوقَّع فيه المستثمرون تباطؤاً في أوروبا والولايات المتحدة في أعقاب الاضطرابات الأخيرة التي ضربت أنظمتهم المصرفية.

انخفضت علاوة مزيج برنت في لندن وخام دبي إلى 1.54 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2021، متراجعاً من 9.30 دولار في نوفمبر.

يعتبر هذا التطور، الذي اكتسب المزيد من الزخم في الأيام الماضية على خلفية إضرابات المصافي في فرنسا، وهو ما خفّض الطلب على الخام في أوروبا، إشارة أخرى إلى قوة آسيا مقارنة بالمناطق الأخرى فيما يتعلق باستهلاك الطاقة.

من المتوقَّع أن تمثل آسيا 76% من نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، أي 1.3 مليون برميل يومياً، بفضل انتعاش اقتصاد الصين إلى حد كبير بعد إنهاء إغلاقات فيروس كورونا، بحسب "جيه بي مورغان". وتوقَّع محللو البنك، بمن فيهم ناتاشا كانيفا، في مذكرة الأسبوع الماضي، أن تحقق أوروبا والولايات المتحدة ارتفاعاً بـ30 ألف برميل يومياً فقط.

يعمل السعر الفوري لخام دبي بمثابة مؤشر للنفط شديد الحموضة الذي يتم إنتاجه بكميات كبيرة في الخليج العربي. كما أنَّه يُباع بشكل عام بسعر أقل من مزيج برنت الأخف وزناً والأقل حموضة والأسهل في تكريره إلى وقود مثل البنزين.

توجه دول الخليج العربي مثل السعودية والعراق والإمارات الجزء الأكبر من نفطها إلى آسيا، وتُعدّ الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أكبر المشترين.

ومع ذلك؛ ربما يكون ارتفاع مؤشر دبي قد وصل إلى مقصده، فالخصم من خام برنت منخفض للغاية، وفقاً للمحللين في شركة استشارات الطاقة "إف جي إي" (FGE).

وتوقَّعت "إف جي إي" أن يتلقى الفارق دعماً في الأجل المنظور، خاصة مع استقرار مزيج برنت مع الأسواق المالية. فقد عوّضت أسهم البنوك جزءاً صغيراً من خسائرها الأسبوعية بعد جهود إنقاذ "كريدي سويس" التي قادتها الدولة خلال عطلة نهاية الأسبوع.