ناقلة نفط خام إيرانية محتجزة بامس "غريس 1" معتمة ترسو قبالة سواحل جبل طارق، السبت الموافق 20 يوليو 2019 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

أخفقت ناقلة نفط عملاقة احتُجزت في الصين في اجتياز فحص السلامة نتيجة احتوائها على أكثر من 20 عيباً، مما أبرز وجود مخاطر يشكلها أسطول يتوسع سريعاً من السفن القديمة التي تبحر عبر المحيطات حول العالم.

تدير السفينة، المسماة "تيتان" بعد إعادة تسميتها 7 مرات، شركة يعود عنوانها لصندوق بريد في جزيرة سيشيل. بينما يصعب تتبع ملكية السفينة، فمن غير الواضح أيضاً طبيعة التغطية التأمينية لـ"تيتان".

يمثل عدم كفاية الوثائق وعيوب السلامة وأصول الملكية المبهمة عناصر طبيعية تماماً لما يطلق عليه "ناقلات الأسطول الغامض" التي انتشرت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وازدهرت تجارة هذه السفن القديمة العاملة خارج نطاق رقابة الغرب نتيجة العقوبات المفروضة من قبل مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على النفط الروسي، علاوة على العقوبات الحالية المفروضة على شحنات التصدير الإيرانية والفنزويلية.

احتجاز السفن

زادت حالات احتجاز الناقلات العام الماضي في ظل مخاوف متنامية بشأن عوامل السلامة، مع احتجاز سفن أكثر بالموانئ الآسيوية خلال أبريل بوتيرة تفوق أي شهر آخر منذ يناير 2020 على الأقل.

صعّد ميناء في الصين من عمليات فحص السلامة خلال الأسابيع الأخيرة، مما يشكل تحولاً محتملاً في الموقف تجاه السفن القديمة التي ساعدت في إمداد البلاد بكميات هائلة من النفط الروسي والإيراني والفنزويلي.

تم بالفعل إيقاف "تيتان" - بُنيت قبل 20 سنة - في ميناء تشينغداو الشمالي الشرقي، ولم يكن ذلك بسبب حملها مليوني برميل تقريباً من النفط الإيراني، ولكن بسبب الخطر المحتمل الذي تمثله.

منتجو النفط الروسي يلجأون لاستخدام ناقلات لم يكن العالم يريدها

أحاطت الصين ودول بحرية أخرى بلمحة عن تلك المخاطر في وقت سابق من الشهر الحالي. بعد 10 أيام تقريباً من مغادرة شواطئ البلاد؛ انفجرت سفينة أخرى من الأسطول الغامض تسمى "بابلو" قبالة سواحل ماليزيا.

برغم أنَّ سبب وقوع الانفجار لم يتضح؛ لكنْ يُعتقد أنَّ أبخرة متصاعدة من بقايا شحنة نفط كانت سبباً في حدوثه.

من ضمن عيوب "تيتان" الـ23 تراكم النفط بغرفة محركاتها، فضلاً عن مشكلات مرتبطة بعوامل السلامة من الحرائق في نظام الغاز الخامل، وهي المعدات نفسها التي تساعد على الوقاية من انفجار الأبخرة.

بعد توقيفها في 29 أبريل الماضي؛ أُفرج عن السفينة في الثاني من مايو الجاري، وكانت قريبة من تايوان عندما شوهدت آخر مرة وهي تبحر.

منذ 2019، نقلت "تيتان" سلسلة من شحنات النفط الخام الإيرانية، بحسب شركة تحليل البيانات "كبلر". وشحنت السفينة 16 مليون برميل تقريباً من النفط الإيراني خلال 2022، وفق بيانات منظمة "متحدون ضد إيران النووية" (United Against Nuclear Iran)، التي تتعقب صادرات البلاد من النفط الخام.


ملكية غامضة

سُجلت شركة "سيبالم شيبينغ" (Seapalm Shipping) في قواعد بيانات جهات بحرية متعددة بوصفها مديرة لها، دون تحديد مالكين آخرين في الوقت الحالي مع وجود صندوق بريد سيشيل فقط، فضلاً عن عنوان بريد إلكتروني عام لتقديم تفاصيل الاتصال. لم نتلق أي رد فوري على رسالة بُعثت على عنوان البريد الإلكتروني.

كان آخر ما عُرف عن "تيتان" أنَّها تبحر تحت علم الكاميرون، الدولة الوحيدة المسجلة "عالية الخطورة" من قِبل "مذكرة تفاهم باريس" أو (Paris Memorandum of Understanding)، وهي منظمة تساعد في التأكد من توفر عوامل السلامة بقطاع الشحن.

من بين 211 سفينة متنوعة تستخدم علم البلاد رصدتها شركة "كلاركسون ريسيرش سيرفيسز" (Clarkson Research Services)؛ توجد 7 سفن فقط يقل عمرها عن 10 أعوام، بينما يبلغ عمر أصغر ناقلة نفط ضخمة 19 عاماً.

على النقيض من الأسطول التجاري العادي؛ تفتقر الناقلات الغامضة غالباً إلى التغطية التأمينية التي توافق معايير القطاع. ولم تُسجَّل "تيتان" لدى أي عضو بالمجموعة الدولية لأندية الحماية والتعويض (International Group of P&I Clubs) التي توفر تغطية تأمينية من هذا النوع.