لماذا أصبحت آفاق الدولار أقل تشاؤماً من ذي قبل؟

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي المصدر: ألامي/ بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في أحدث اجتماع للجنة السوق المفتوحة أشار "الاحتياطي الفيدرالي" إلى أن الاقتصاد أحرز تقدما تجاه أهداف البنك المركزي بشأن العمالة والتضخم. وقدم المسؤولون - من وجهة نظري - تلميحا أساسيا هاما بأنهم يمكن أن يبدأوا تقليص مشتريات الأصول في وقت لاحق من العام الجاري.

ومع ذلك، قال "الفيدرالي" منذ نهاية 2020 إن مشترياته الشهرية من السندات والبالغة 120 مليار دولار سوف تستمر حتى يحقق الاقتصاد "المزيد من التقدم الكبير"، لكن هذه العبارة لم تستخدم في التصريحات السابقة والخاصة بأهداف الفيدرالي المرتبطة بالتضخم والعمالة.

اقرأ أيضا: استطلاع: "الفيدرالي" الأمريكي سيبدأ تخفيض مشتريات الأصول مطلع 2022

أفاد بيان الفيدرالي أمس أن "الاقتصاد قد حقق تقدما تجاه هذه الأهداف"، ومع ذلك، قال "باول" إن "اللجنة ستواصل تقييم التقدم في الاجتماعات المقبلة". ويكثّف المتداولون مفاوضاتهم حول كيف ومتى يبدأون تقليص مشترياتهم تدريجيا، والتي أطلقوها في مارس 2020 لتهدئة الفزع المبدئي في السوق.

أسعار المنازل

من وجهة نظري، أدى استقرار أسعار الفائدة الفيدرالية القياسية قصيرة الأجل بالقرب من الصفر، والتي يصاحبها اقتصاد ذو تضخم شديد الارتفاع، إلى قفزة في أسعار المنازل بسرعة كبيرة، وأظهرت أحدث بيانات الرهون العقارية للمنازل الجديدة ارتفاعا يزيد على 17% على أساس سنوي.

رغم ذلك، وبعد تحليل البيانات تبين أن هناك معاناة في تحمل التكاليف، خاصة لدى المشترين لأول مرة، وفي المقابل، من المرجح أن تهدأ وتيرة التسارع في الأسعار، لكن التراجع المستمر احتمال ضعيف بالنظر إلى ارتفاع التضخم وتفضيل الكثير من المستثمرين شراء العقارات باعتبارها أصل يدر دخلا وترتفع قيمته مع التضخم.

وتمتع الربع الثاني بموسم أرباح ممتاز، ما يمهد الطريق لذروة في النمو، لكنني ما زلت قلقة من الأسعار المرتفعة في القطاع الصناعي، إذ قد تمتد آثار الارتفاعات في الأجور والنقص في العمالة المؤهلة وعقبات التوريد إلى جميع القطاعات التي تستخدم التكنولوجيات، كما أنني قلقة بنفس القدر من احتمالية حدوث كل ما سبق في وقت واحد واحدا تلو الآخر أو معا، بما يقوض النمو، وبالتالي، سنواجه نقاط ضعف في الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث.

مخاطر دلتا

أعتقد أن انتشار متحول "دلتا" في الولايات المتحدة وعالميا بجانب انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية وتأخر سوق العمل، بمثابة أسباب جيدة للغاية للحفاظ على السياسة النقدية كما هي، وانتظار اجتماع سبتمبر لتقييم وضع الاقتصاد، وتعد ردة فعل السوق بمثابة مخاطر سلوكية.

ويبدو أن "الاحتياطي الفيدرالي" ليس في عجلة من أمره لتقليص المشتريات، ومع ذلك سيتعامل المسؤولون فيه مع هذه القضية في الاجتماعات المستقبلية. واليوم، انخفض الدولار، إذ كان الفيدرالي متساهلا للغاية، وارتفعت الأسهم وظلت السندات دون تغيير، بينما يمنحهم التضخم المؤقت المجال لاستغلال وقتهم الجميل واتخاذ قرار حازم بشأن خفض المشتريات التدريجي.

واستقر الميل نحو المخاطرة، بين عشية وضحاها، مع تبني اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة نهجا تدريجيا في الإشارة إلى التقليص، وتحسن المزاج في أسواق الأسهم الصينية. ولدى الدولار الأمريكي مجال لتقليص المكاسب إذا تحسنت معنويات المخاطر أكثر، ولكن وفقا للصورة الأكبر، فإن وجهة نظرنا هي أن آفاق الدولار الأمريكي الأوسع أصبحت أقل ميلا للاتجاه الهبوطي وإنما أكثر ميلا للأداء المتباين.