"أبل" ستُعفي بعض التطبيقات من رسم 30% بعد تدقيق عالمي

شعار شركة "أبل"
شعار شركة "أبل" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ستسمح شركة "أبل" لمطوري بعض التطبيقات مثل "نتفلكس" بربطها بمواقع خارجية لمدفوعات زبائنهم، مستجيبة لشكوى طال أمدها حول "متجر التطبيقات"، ما يسوّي تحقيقاً تُجريه لجنة التجارة العادلة اليابانية.

قال عملاق التكنولوجيا، الذي يتخذ في كوبرتينو في كاليفورنيا مقراً له، إن التغيير سيدخل حيز التنفيذ على مستوى العالم في وقت مبكر من العام المقبل لما يسمى بتطبيقات القارئ التي تغطي محتوى مثل المجلات، والصحف، والكتب، والصوتيات، والموسيقى، والفيديو. حتى الآن، أجبرت "أبل" مثل هذه التطبيقات على استخدام نظام الشراء داخل التطبيق، الذي يمنح "أبل" عمولة تصل إلى 30% على التحميل والاشتراكات عبر التطبيق. ستظل هذه القاعدة سارية على الألعاب، وهي الفئة الأكثر ربحاً من تطبيقات الأجهزة المحمولة، بالإضافة إلى عمليات الشراء داخل التطبيق.

كوريا الجنوبية تجبر "غوغل" و"أبل" على فتح أنظمة دفع بمتجر التطبيقات

يأتي هذا الإعلان فيما يتزايد التدقيق التنظيمي وانتقاد هيمنة "أبل" و"غوغل" التابعة لشركة "ألفابت" على منصات الأجهزة المحمولة. وأقرت كوريا الجنوبية الثلاثاء مشروع قانون يجبر المشغلين الأساسيين لمتجر التطبيقات على السماح للمستخدمين باختيار طرق الدفع عبر الإنترنت. يُعَدّ هذا أول تشريع من نوعه، وسيصبح مشروع القانون نافذاً عندما يوقعه الرئيس مون جاي إن. وينظر مشرعون أمريكيون في تدابير مماثلة.

تسوية يابانية

كسرت "أبل" في نوفمبر إصرارها التاريخي على استمرار حصتها البالغة 30% حين أعلنت أنها ستخفض رسومها إلى 15% على صانعي التطبيقات الذين لا تجاوز مكاسبهم مليون دولار سنوياً. وساعدت آخر الأخبار الشركة على التوصل إلى تسوية مع الجهة التنظيمية اليابانية، التي تغلق الآن تحقيقها بشأن متجر التطبيقات.

قال فيل شيلر، الذي يشرف على متجر شركة "أبل"، في بيان: "نكنّ احتراماً كبيراً للجنة التجارة العادلة اليابانية، ونقدر العمل الذي قمنا به معاً، والذي سيساعد مطوري تطبيقات القارئ على تسهيل إعداد وإدارة تطبيقاتهم وخدماتهم".

"أبل" تتصالح مع مطوري التطبيقات مقابل تنازلات محدودة وغير مؤثرة

لطالما اشتكت شركات مثل "نتفلكس" و"سبوتيفاي" من أن "أبل" لا تسمح لها بربط بوابات مواقعها على الإنترنت بالمستخدمين للاشتراك في خدماتها. رفضت "أبل" في السابق وأزالت تطبيقات الجهات الخارجية التي حاولت توجيه المستخدمين إلى طرق الدفع البديلة القائمة على الإنترنت، ورفضت "نتفلكس" بالنتيجة عرض خيار التسجيل من داخل التطبيق.

هذا ما ستراه عندما تحاول التسجيل في "نتفلكس" عبر "أيفون" اليوم، سيكون لديك خيار بداية من 2022 يوجهك إلى موقعها للتسجيل والدفع هناك. هذا تغيير هيكلي سيقي "أبل" كثيراً من التدقيق

الدخل من الألعاب

وافقت "أبل" الشهر الماضي، كجزء من تسوية أولية لدعوى جماعية مع مطوري "متجر تطبيقات"، على دفع 100 مليون دولار والسماح لصانعي البرمجيات في الولايات المتحدة بالإعلان عن طرق دفع خارجية للمستهلكين عبر البريد الإلكتروني. يبدو أن قرار اليوم جاء دعماً لهذا المنحى.

يمثل الإنفاق داخل الألعاب أكثر من نصف مبيعات "متجر التطبيقات"، إذ بلغ 26 مليار دولار من أصل 41.5 مليار دولار من إنفاق المستهلكين في النصف الأول من العام، وفقاً لـ"سينسور تاور" (Sensor Tower)، لكن ذلك لا يتأثر بهذا التغيير الجديد في السياسة. تمثل تطبيقات الاشتراك، التي من المرجح أن تستفيد من تخفيف قواعد "أبل" لتطبيقات القارئ، أقل من 13% من إنفاق المستخدم خلال نفس تلك الفترة في متاجر "آبستور" و"أندرويد".

كبار مسؤولي "أبل" يدلون بشهاداتهم في دعوى "إيبيك" القضائية

لن يؤدي تغيير "أبل" إلى حل نزاعها القانوني مع شركة "إيبيك غيمز" (Epic Games) حول الشراء من داخل التطبيق في لعبة "فورتنايت" العالمية الشهيرة، التي حققت وحدها أكثر من مليار دولار من المبيعات من خلال منصة "أبل" خلال وجودها على متجر التطبيقات منذ 30 شهراً. تريد "إيبيك" أن تكون قادرة على التعامل مع عمليات الشراء داخل التطبيق مباشرة. سبق أن اقترح القاضي المشرف على التجربة بين الشركتين أن تتنازل شركة "أبل" عن طريق إجراء تغيير مشابه للذي أعلنت عنه حول تطبيقات القراء اليوم.

رأي "بلومبرغ إنتليجنس"؟

قال المحلل ماثيو كانترمان: "يجري تفكيك احتكار متجر التطبيقات ببطء بما يضمن منافسة واختياراً أوسع للمستهلكين. تمكّن هذه الحركة المطورين من الربط بالمواقع الخارجية لتسجيل المستخدمين في عروض الاشتراك، وهي مجرد خطوة أخرى في هذه العملية. مع ذلك، لن يؤثر هذا في ألعاب الهواتف المحمولة التي تعتمد فقط على تعاملات ضئيلة داخل التطبيق وتمثل نحو 70% من الإنفاق في متجر التطبيقات.

"أبل" تخفض رسوم متجر تطبيقاتها إلى النصف لصغار المطورين

قال متحدث باسم لجنة التجارة العادلة اليابانية إن إجراءات التحسين الطوعية لشركة "أبل" كانت كافية لإغلاق تحقيقها. قد يكون أثر تسامح "أبل" أكبر وقعاً في اليابان وكوريا الجنوبية، إذ تدير شركات مثل "نافير" (Naver) أعمالاً كبيرة في مجالات تطبيقات القصص المصورة وخدمات الدفع، مقارنة بأسواق عالمية أخرى.

قالت شركة "أبل" في بيان: "نظراً إلى أن مطوري تطبيقات القارئ لا يقدمون سلعاً وخدمات رقمية داخل متجر التطبيقات، فقد اتفقت (أبل) مع لجنة التجارة العادلة اليابانية على السماح لمطوري هذه التطبيقات بمشاركة رابط واحد إلى موقعهم على الويب لمساعدة المستخدمين في إعداد حساباتهم وإدارتها". لا تسمح "أبل" بأنظمة الدفع البديلة داخل التطبيقات نفسها، قائلة إنها "ستساعد مطوري تطبيقات القارئ على حماية المستخدمين عند ربطهم بموقع ويب خارجي لإجراء عمليات شراء".