يبدو أن الأسبوع الرائع الذي شهد مبيعات السندات الخضراء في أوروبا سيتحول إلى شهر مليء بالازدهار بالنسبة لمصدري السندات السيادية في المنطقة، حيث باعت إسبانيا ما قيمته 5 مليارات يورو (5.9 مليار دولار) في أول صفقة سندات خضراء لها يوم الثلاثاء الماضي، جذبت طلبات شراء تغطي قيمة الطرح 12 مرة.
تزامنا مع ذلك، جمعت جزيرة "مان" – التي تتبع التاج البريطاني، و لجأت إلى السوق آخر مرة قبل عقدين - نحو 400 مليون جنيه إسترليني (550 مليون دولار).
ستقوم بريطانيا بطرح أول سندات خضراء في وقت لاحق من سبتمبر، وهو الطرح الذي من المتوقع أن يكون أكبر إصدار سندات سيادية في التاريخ، في حين يبدأ الاتحاد الأوروبي في أكتوبر برنامج إصدار سندات خضراء بقيمة 240 مليار يورو.
يستمر الازدهار في إصدار الديون أو السندات الخضراء على قدم وساق رغم القلق من القواعد المرتقبة من قبل الاتحاد الأوروبي والمتعلقة بتصنيف ما يعد صديقاً للبيئة، التي قد تؤدي إلى تجزئة السوق بين الجهات المصدرة للسندات الخضراء التي تلتزم بهذه المعايير وغير الملتزمين.
اقرأ أيضاً: السندات الخضراء تشعل المنافسة بين بريطانيا وأقرانها الأوروبيين
بالنسبة للمستثمرين الذين يتخوفون من عمليات الغسيل الأخضر المحتملة، فإن ذلك يربك التوقعات. ومع ذلك، و على الرغم من المعوقات، لا يزال الطلب قوياً، في ظل ازدهار الاستثمار بالمشروعات التي تراعي معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، ما دفع المستثمرين الذين يراعون الحفاظ على البيئة الخضراء، لسداد الديون الأخلاقية، وفقاً لـمصرف "دويتشه بنك".
كتب كريس إيجو، كبير مسؤولي الاستثمار للاستثمارات الأساسية في "أكسا إنفستمنت مانجرز" (AXA Investment Managers)، بمذكرة: "المشكلة ليست ديون كثيرة، لكنها ليست كافية... يحتاج مالكو أصول المؤسسات ومديرو أصولهم إلى التخلص من محافظ الكربون عن طريق زيادة حصة الأصول الخضراء ".