مطالب بالتحقيق في تعاملات كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي

قالت السيناتور إليزابيث وارن، وهي ديمقراطية من ماساتشوستس: "هذا السلوك يشير  إلى أن التربح الشخصي بات أكثر أهمية من الثقة التي أولاها الشعب الأمريكي لبنك الاحتياطي الفيدرالي"
قالت السيناتور إليزابيث وارن، وهي ديمقراطية من ماساتشوستس: "هذا السلوك يشير إلى أن التربح الشخصي بات أكثر أهمية من الثقة التي أولاها الشعب الأمريكي لبنك الاحتياطي الفيدرالي" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

طالبت السيناتور إليزابيث وارين من لجنة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية بالتحقيق فيما إذا انتهكت تداولات عدَّة مسؤولين كبار في بنك الاحتياطي الفيدرالي قواعد التداول.

قالت العضوة الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس في رسالة كتبتها إلى رئيس مجلس إدارة لجنة الأوراق المالية والبورصة غاري غينسلر: " تثير تقارير النشاط المالي لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي تساؤلات جسيمة حول تضارب المصالح المحتملة، وتظهر تجاهل الأمانة العامة". تابعت: "يكشف ذلك أيضاً عن التقييم السافر من قبل المسؤولين، والسلوك الذي يشير إلى أنَّ التربح الشخصي بات أكثر أهمية من الثقة التي أولاها الشعب الأمريكي لبنك الاحتياطي الفيدرالي".

اقرأ المزيد: فضيحة تداول الأسهم التي هزت الاحتياطي الفيدرالي توفر فرصة لإعادة تشكيله

أشارت وارن إلى تقرير وكالة بلومبرغ نيوز المنشور يوم الجمعة، الذي كشف أنَّ ملفات الإفصاح المالي لنائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ريتشارد كلاريدا عن عام 2020 تضمَّنت قيامه بعمليات تداول بقيمة تتراوح بين مليون و 5 ملايين دولار خرجت من صندوق استثمار في السندات إلى صناديق استثمار في الأسهم، وذلك قبل يوم واحد من إصدار رئيس البنك جيروم باول البيان الذي ينبه إلى إجراء محتمل يتعلَّق بالسياسة النقدية في ظل تفاقم أزمة وباء فيروس كورونا. أعلن اثنان من رؤساء مجلس الاحتياطي الفيدرالي للأفرع الإقليمية في الآونة الأخيرة عن مغادرتهما لمنصبيهما بعد عمليات كشف عن أنشطة التداول الخاصة بهما العام الماضي.

ورفضت متحدِّثة باسم لجنة الأوراق المالية والبورصة التعليق في هذا الشأن.

توزيع استثمارات !

أوضح متحدِّث باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي تحدَّث بالنيابة عن كلاريدا، في بيانٍ صدر في الأول من شهر أكتوبر الجاري أنَّ هذه التداولات كانت عبارة عن عملية "إعادة توزيع لاستثمارات في حساباته، وكان قد تمَّ التخطيط لها مسبقاً"، وجرى "تنفيذها قبل مشاركته في المناقشات المتعلِّقة بإجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي الطارئة للتصدي لفيروس كورونا، وليس خلال فترة الإغلاق".

أكَّدت وارن قائلة: "لا توجد قيم تبريرية، أو مبرر مالي له، أو لأي مسؤول حكومي آخر للتورط في دسائس السوق المثيرة للشكوك في ظلِّ إمكانية الوصول إلى معلومات غير معلنة، والتمتُّع بسلطة اتخاذ قرارات من المحتمل أن تكون لها تأثيرات غير اعتيادية على الأسواق والاقتصاد".

تداولات مشكوك فيها

أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بفرع دالاس، روبرت كابلان، و إريك روزينغرين رئيس فرع بوسطن في 27 سبتمبر الماضي أنَّهما بصدد التنحي عن منصبيهما بعد أن أثارت تداولاتهما خلال العام الماضي عمليات تدقيق. وفسَّر روزنغرين تقاعده المبكر بمعاناته جراء حالته المرضية طويلة الأمد والمتدهورة.

جيروم باول يواجه عالماً من المخاطر الاقتصادية في مسار رفع الفائدة الأمريكية

أفصح كابلان عن تداولات متعددة تجاوزت قيمتها المليون دولار خلال عام 2020. في حين أجرى روزينغرين تعاملات على صناديق للاستثمار العقاري، من بينها تلك التي استثمرت في أوراق الرهن العقاري، التي بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في شرائها عام 2020، وهي المسألة التي أثارت الشكوك أيضاً.

لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توجيهات واضحة حول أنشطة تداول صانعي السياسة. يقول دليل البنك التوجيهي الطوعي للسلوك الخاص بكبار المسؤولين: "يجب عليهم تفادي التورط في أيِّ تعامل مالي قد يسفر توقيته عن ظهور تصرُّف ما يُبنى على معلومات داخلية متعلِّقة بمشاورات وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي".

أعلن باول عن إجراء مراجعة للسياسات مع العزم على جعلها أشد صرامة. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده الشهر الماضي، إنَّ دليل المبادئ التوجيهية الحالي "غير كافٍ لتنفيذ مهمة الحفاظ على ثقة العامة".