عام آخر من الرياح المعاكسة في مواجهة التوربينات

توربينات الرياح (GE-Alstom) قبالة بلوك آيلاند، رود آيلاند، الولايات المتحدة. خفضت شركة "فيستاس" توقعاتها لنتائج الأعمال يوم الأربعاء الماضي، وتتوقع حالياً أن يبلغ هامش الربح قبل مدفوعات الفائدة والضرائب والبنود الخاصة على مدى العام 4%، متراجعاُ عن نطاق متوقع سابق بلغ 5-7% ،ويقل بنسبة 50% عن توقعات الشركة في بداية هذا العام
توربينات الرياح (GE-Alstom) قبالة بلوك آيلاند، رود آيلاند، الولايات المتحدة. خفضت شركة "فيستاس" توقعاتها لنتائج الأعمال يوم الأربعاء الماضي، وتتوقع حالياً أن يبلغ هامش الربح قبل مدفوعات الفائدة والضرائب والبنود الخاصة على مدى العام 4%، متراجعاُ عن نطاق متوقع سابق بلغ 5-7% ،ويقل بنسبة 50% عن توقعات الشركة في بداية هذا العام المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتوقع عدد من كبرى شركات إنتاج توربينات الرياح في العالم مواجهة سنة قاسية أخرى قادمة.

توقعت شركتا "فيستاس لأنظمة الرياح" (Vestas Wind Systems) و"سيمنز غاميسا للطاقة المتجددة" (Siemens Gamesa Renewable Energy)، أن تستمر موجة ارتفاع أسعار السلع الأولية والرياح المعاكسة في سلاسل التوريد العالمية للعام القادم.

يترتب على ذلك زيادة صعوبة الحفاظ على الربحية بالنسبة لهذا النشاط الذي يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق الأهداف المناخية العالمية.

أكبر منتج لطاقة الرياح في العالم ينتقل إلى إنتاج الهيدروجين

تظهر هذه التحديات في وقت حرج، إذ يجتمع قادة العالم في مدينة جلاسكو بأسكتلندا في محاولة للاتفاق على خطط طموحة، حتى نتجنب أسوأ تداعيات الاحتباس الحراري، وأصبحت إقامة محطات إضافية لتوليد الطاقة من مصادر متجددة أشد صعوبة وأعلى تكلفة.

بيئة صعبة

قال أندرياس ناون، الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنز غاميسا": " نعمل في بيئة صعبة، في ظل تحديات ديناميات السوق على المدى القصير وعدم وضوح الرؤية حول عودة سلاسل التوريد إلى طبيعتها. غير أنه لا ينبغي أن تلقي الصعوبات الحالية بظلالها على المستقبل المشرق لطاقة الرياح، على أساس دورها في تخفيض مستوى الكربون في كوكبنا".

أكبر شركات تصنيع توربينات الرياح بالعالم ترفع أسعارها

تواجه صناعة توربينات توليد الكهرباء صعوبات وعراقيل عند كل نقطة تقريباً في سلاسل التوريد، من صعوبة الحصول على المكونات إلى عدم كفاية سفن الشحن والحاويات لنقل المنتجات النهائية، وفي بعض المناطق لا يستطيع العمال الوصول إلى مواقع العمل بسبب القيود المفروضة على الحركة لاحتواء جائحة كورونا العالمية.

في مقابلة في وقت سابق من الأسبوع الحالي، قال هنريك أندرسون، الرئيس التنفيذي لشركة "فيستاس": "إننا منخرطون في حرب الكل ضد الكل للحصول على المواد الخام والمكونات، مما يؤدي إلى عدم استقرار في الأسعار وهو ما يؤثر سلباً على النشاط".

ارتفعت أسعار السلع الأولية في العام الحالي نتيجة انتعاش الاقتصاد العالمي من أزمة انتشار الجائحة، لتصعد أسعار كل السلع من النفط إلى الغاز الطبيعي إلى الصلب. ويعتبر هذا المعدن أهم وأكبر مدخلات الإنتاج بالنسبة لمصانع التوربينات، إذ يمثل حوالي 84% من وزن التوربينة.

خسائر

خفضت شركة "فيستاس" توقعاتها لنتائج الأعمال يوم الأربعاء الماضي، وتتوقع حالياً أن يبلغ هامش الربح قبل مدفوعات الفائدة والضرائب والبنود الخاصة على مدى العام 4%، متراجعاُ عن نطاق متوقع سابق بلغ 5-7% ،ويقل بنسبة 50% عن توقعات الشركة في بداية هذا العام.

اقرأ المزيد: تضخم أسعار الخامات يضغط أرباح عملاقة طاقة الرياح "فيستاس"

أعلنت "سيمنز غاميسا" يوم أمس الجمعة تكبدها صافي خسائر للعام الثاني على التوالي. وبلغت خسائر أكبر شركة لصناعة توربينات الرياح البحرية في العالم 627 مليون يورو (725 مليون دولار) في العام المنتهي في سبتمبر الماضي. ويأتي ذلك فوق خسارتها البالغة 918 مليون يورو في السنة الماضية.

مع ذلك، تتوقع الشركة تعافي الأرباح في العام القادم، وتحول توقعات هوامش الربحية إلى اتجاه إيجابي.

انهارت أسعار أسهم الشركتين الأسبوع الحالي، إضافة إلى ملايين الدولارات التي فقدت من القيمة السوقية لكل منهما على مدى العام.

قال ناون في مكالمة هاتفية مع المحللين يوم أمس الجمعة: "تتوقع السوق تغيراً في الموقف وعودة الأمور إلى طبيعتها، ولكننا لا نعرف حقاً متى قد يحدث ذلك".

بالنسبة إلى شركة "سيمنز غاميسا"، كان تأثير الأزمة عنيفاً بشكل خاص. فحتى قبل قائمة المشاكل الحالية، كانت الشركة تجتهد فعلاً لتحسين أحوال نشاطها المتعثر. وقد عينت ناون رئيساً تنفيذياً لها في العام الماضي في إطار عملية إصلاح لاستعادة ربحية نشاط إنتاج التوربينات البرية التابع لها.

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها نشاط إنتاج التوربينات صعوبات، إذ تورطت الشركات في منافسة قاسية فيما بينها، مع سعي مطوري المشروعات بشراسة إلى خفض التكاليف بهدف الفوز في مناقصات بناء مزارع طاقة الرياح.

المستقبل

قال محلل قطاع طاقة الرياح في "بلومبرغ إن إي إف" أوليفر ميتكالف : "تعرضت هوامش الربحية لضغوط قوية نسبياً على مدى سنوات قليلة. وتزداد الأمور تدهوراً بسبب أزمات سلاسل التوريد الحالية".

إذا استطاعت شركات صناعة التوربينات تجاوز هذه العاصفة، سيكون أمامها مستقبل مشرق. فسيصعد الطلب على منتجاتها في الأعوام المقبلة مع زيادة اعتماد العالم على طاقة الرياح في توليد الكهرباء. ويحتاج العالم أيضاً إلى المزيد من مصادر الطاقة المتجددة ليقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع ارتفاع أسعار كل مصادر الطاقة من فحم ونفط وكهرباء خلال السنة الحالية.

"سيمنز إنرجي" تتلقى سيلاً من الطلبات العالمية لبناء محطات توربينات الرياح

في مقابلة خلال الأسبوع الحالي، قال كريستيان رايننغ-تونيسين، الرئيس التنفيذي لشركة إنتاج الكهرباء النرويجية "ستيتكرافت" (Statkraft): "إن ما نحتاجه الآن هو التأكد من اندفاعنا بقوة في تطوير المزيد من مصادر الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، بما فيه أوروبا. هذا ضروري بهدف زيادة المعروض، وهو أيضاً هام لمواجهة تغير المناخ. ففي ذلك يكمن حل مشكلة المناخ طويلة المدى".