المنظمون والشركات في أمريكا يبحثان إصدار عملة رقمية مستقرة تُرضي الهيئات الرقابية

أجرَتْ شركة البلوكتشين الناشئة "فيغر تكنولوجيز" (Figure Technologies Inc) وشركات أخرى محادثات مع المنظمين الأمريكيين حول كيفية إصدار عملة مستقرة تُرضي الهيئات الرقابية وسط شكوك عميقة في واشنطن بشأن الزاوية سريعة النمو في سوق العملات المشفرة.

في هذا الصدد، التقى كبار المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي ومكتب المراقب المالي لشركة تأمين العملات والودائع الفيدرالية الأسبوع الماضي مع شركة "فيغر" وشركائها لمناقشة سعيها الناشئ في مجال العملات المشفرة، والذي يُعرف باسم "كونسورتيوم يو إس دي إف" (USDF Consortium)، وفقاً لمصادر مطلعة على الاجتماعات طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات كانت خاصة. في حين رفض المتحدثون باسم الوكالات التعليق.

اقرأ المزيد: "كوين بيس" تتخلى عن وعد زائف بدعم العملات المستقرة بالنقد

مؤسسات إيداع مؤمنة

يأتي الاجتماع مع المنظمين بعد أن أوصت مجموعة عمل الرئيس المعنية بالأسواق المالية في وقت سابق من هذا الشهر بأن يصبح مصدرو العملات المستقرة مؤسسات إيداع مؤمنة تخضع لنفس الإشراف والتنظيم الذي تخضع له البنوك.

يُعدّ جهد "يو إس دي إف" من بين أولى الجهود التي بدأت في إثبات قضية العملات المستقرة التي تأمل الشركات في أن تُلبّي القواعد التي لم تُوضع بعد. كذلك من المتوقع أن يتبعها آخرون، بينما تحاول الوكالات اللحاق بركب سوق العملات المشفرة الذي ارتفع بالفعل نحو 3 تريليون دولار.

طالع أيضاً: كيف نمنع العملات المشفرة من هدم النظام المالي؟

من جانبها، قالت آشلي هاريس، المستشارة العامة لشركة "فيغر" في بيان لها: "مع تطور السياسة الخاصة بالعملة المستقرة، نعتقد أن "كونسورتيوم يو إس دي إف" في وضع جيد للامتثال والاستمرار في النمو". حيث يتماشى نهج المجموعة "مع توصيات مجموعة عمل الرئيس التي تقضي بسك العملة المستقرة حصرياً من قبل مؤسسات الإيداع المؤمنة".

يذكر أن العملة الجديدة للكونسورتيوم، "يو إس دي فوروورد" (USDForward)، تختلف عن العملات المستقرة المستخدمة على نطاق واسع مثل "تيذر" (Tether) و"يو إس دي سي" (USDC) لأنها ستُصدَر من قبل البنوك وتدعمها الودائع بالدولار في نظام يشرف عليه المنظمون المصرفيون بالفعل.

طالع المزيد: نموذج عملات مشفرة بـ100 مليار دولار يثير قلق المسؤولين في أمريكا

الاحتياطيات غير منظمة

في حين أن العملات المستقرة مثل "تيذر" مدعومة باحتياطيات تهدف إلى ضمان إمكانية استرداد كل عملة مشفرة مقابل دولار أمريكي، يؤكد النقاد أن هذه الاحتياطيات غير شفافة وغير منظمة. كما أن العملات المشفرة التي يصدرها البنك – مثل عملة "جيه بي إم كوين" (JPM Coin) الصادرة عن "جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co) - مدعومة بالدولار الذي يحتفظ به البنك بالفعل.

أما في حالة "يو إس دي إف"، فسيتلقى بنك "نيويورك كوميونيتي بانكورب إنك" (New York Community Bancorp Inc) والبنوك الشريكة الأخرى ودائع من العملاء الذين يرغبون في استخدام العملات المشفرة. كما ستعمل البنوك على سك العلامات الرقمية المرتبطة بهذه الودائع، ويمكن للعملاء استخدام العلامات للدفع مقابل المعاملات، والتي سيتم تسجيلها على "بروفينانس بلوكتشين" (Provenance Blockchain) العامة.

طالع أيضاً: لا تصدّقوهم.. أباطرة العملات المشفرة يجب أن يمتثلوا للضريبة

الإقراض عبر بلوكتشين

تُدير "فيغر"، الشركة الناشئة التي تُعنى بالإقراض عبر بلوكتشين، العمليات القائمة خلف الكونسورتيوم. كما أن هذه الجهود مدعومة أيضاً من قبل "جام فينتوب" (JAM FINTOP)، وهي شراكة بين "جام سبيشال أبورتيونيتي فينتشرز" (JAM Special Opportunity Ventures) - إحدى الشركات التابعة لمستثمر الخدمات المالية "جاكوبس أست منجمنت" (Jacobs Asset Management) - وشركة التكنولوجيا المالية "فينتوب كابيتال" (Fintop Capital).

اقرأ أيضاً: "الخزانة الأمريكية" لمستثمري العملات المشفرة: لن نقترب منكم

في الواقع، ما تزال الوكالات المصرفية الثلاث ومنظما الأسواق - هيئة الأوراق المالية والبورصات، ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع - في الأيام الأولى من العمل على ما يجب فعله بالعملات المشفرة. كما تدرس مجموعة من رؤساء الوكالات المعروفة باسم "مجلس مراقبة الاستقرار المالي" ما إذا كان ينبغي النظر إلى العملات المستقرة على أنها تشكل أي تهديد على النظام المالي الأوسع بحيث تستدعي التدخل.