دراسة: الرواتب سترتفع بشكل محدود في السعودية والإمارات العام المقبل

توقعت وكالة "كوبر فيتش"(Cooper Fitch) أن ترتفع الرواتب في السعودية والإمارات بشكل محدود في العام المقبل. ورشحت المؤسسة قطاعات الترفيه والسياحة والضيافة والثقافة والتراث لاجتذاب المزيد من الوظائف في السعودية، في الوقت الذي رجحت فيه استمرار قطاع التكنولوجيا في جذب العديد من المواهب في الإمارات.

قال تريفور ميرفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كوبر فيتش" أن الاستطلاع الذي أجرته الوكالة حول سوق العمل في الإمارات والسعودية كشف عن معاناة الكثير من المؤسسات في إدخال التغييرات الضرورية لتظل قادرة على المنافسة في السوق، ونرى هذا الأمر في الإمارات والسعودية؛ لأن هناك نسبة كبيرة من المؤسسات التي سوف تقلل أعداد موظفيها أو لن تزيد رواتب الموظفين للعام المقبل.

"لينكد إن" لـ"الشرق": التوظيف في السعودية والإمارات ارتفع 60% عمَّا قبل "كورونا"

القطاعات:

قال تريفور ميرفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كوبر فيتش" إنه يجب أن ننظر إلى السعودية والإمارات بوصفهما بلدين يختلف فيهما الطلب وتحديداً في 2022.

لفت ميرفي إلى أن قطاعات الترفيه والسياحة والضيافة والثقافة والتراث شهدت طلباً كبيراً في المملكة العربية السعودية على مدار 2021، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاتجاه في العام المقبل.

أما في الإمارات، فألمح ميرفي إلى أن هناك تركيزاً كبيراً على قطاع الاستشارات في المشاريع، ومن المتوقع أن يزيد التركيز على قطاع التكنولوجيا في العام المقبل، مؤكداً توافر الطلب الكبير لتوظيف أصحاب المواهب في جميع أشكال شركات التكنولوجيا وأنواعها، كما أن التطور الكبير الذي تشهده الإمارات ودبي يتطلب مواهبَ.

تعديل الإمارات أسبوع العمل.. فرص ومخاطر

استيراد المواهب:

حول النمو المتوقع في قطاعات الترفيه والسياحة والضيافة والثقافة والتراث في السعودية، قال ميرفي إن المملكة قد تتجه لاستقطاب نسبة كبيرة من أصحاب المواهب من أسواق شهدت مسارات نمو مشابهة أو أسواق متقدمة في مجال السياحة والترفيه، خاصة أن هناك الكثير من أصحاب المواهب العالميين الذين يريدون الدخول إلى السعودية، وهي سوق مثيرة للاهتمام، الكثير من الناس يأتون من أوروبا وأمريكا وآسيا وأستراليا للمساعدة في تلبية الطلب على أصحاب المواهب.

600 شركة عالمية جديدة تستأجر مكاتب في الرياض

وأكد ميرفي أن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة اِستُقطبت واندمجت مع أصحاب المواهب المحليين، كما أن هناك سجلاً حافلاً في فهم هذه القطاعات، وبالتالي سيكون هناك دعم أيضاً لأصحاب المواهب الدولية.

مفاجأة:

في الإمارات، تفاجأ ميرفي من نسبة توجه عدد من المؤسسات لخفض أعداد موظفيها العام المقبل، أو تلك التي لا تعتزم زيادة رواتبهم أو لا تريد دفع علاوات.

أوضح ميرفي: "وعندما ننظر إلى هذه البيانات، ونحن شملنا أكثر من 600 مؤسسة في هذا الاستبيان للاطلاع على هذه المعلومات والاتجاهات، نجد أن هناك الكثير من المؤسسات التي تعاني في إدخال التغييرات الضرورية لتظل قادرة على المنافسة في السوق، نرى هذا الأمر في الإمارات والسعودية؛ لأن هناك نسبة كبيرة من المؤسسات التي ستقلل أعداد موظفيها أو لن تزيد رواتب الموظفين للعام المقبل، وهذا أمر طبيعي لكن نحن فوجئنا بالأرقام وارتفاع نسبتها".

المفارقات:

وبالنسبة للمفارقات، قال ميرفي إنه على الرغم من اعتباره زيادة بـ3% في الرواتب في الإمارات وبـ4% في السعودية زيادة بسيطة، ومتوقعة، إلا أنه ربما تكون النتيجة النهائية أعلى. وقال: "في بعض الحالات قد نكون أمام زيادة بأكثر من 10%.

ألمح ميرفي، إلى أنه كما كان من الواضح أن الإمارات رسخت نفسها كمركز لأصحاب المواهب الدوليين على مدار عقود، تتجه السعودية في هذا الطريق وتحاول تأسيس نفسها كمركز مهم، وربما هي السوق الأكثر إثارة للاهتمام في العالم من حيث قيمة الاقتصاد السعودي وحجم وتعقيد المشاريع الضخمة، وبالتالي هناك استقطاب لأهم أصحاب المواهب في أنحاء العالم.

قال ميرفي إن نسبة زيادة الرواتب المتوقعة قد لا تتناسب مع حركة التوظيف في البلدين. وأوضح أن هناك العديد من الأشخاص في الإمارات يعيشون هناك منذ فترة طويلة، ويريدون البقاء فيها وربما الانتقال إلى وظائف أخرى، هذا الأمر ربما أدى إلى تراجع الأجور بشكل أكبر، ولكن أداء الإمارات ودبي وتحديداً في مجال التعافي الاقتصادي كان لافتاً للانتباه وكان التعافي قوياً.