استثمارات تحت الضوء: "فايزر" و"غايم ستوب" و"روكو"

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

الجرعة الثالثة

كشفت شركة "فايزر" يوم الأربعاء الماضي عن وجود حاجة ربما إلى إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لمرض كوفيد، بهدف المساهمة في تقوية القدرة على مقاومة فيروس أوميكرون المتحوّل من سلالة فيروس كورونا. ساهم ذلك الإعلان في تهدئة المخاوف المتعلقة بأنَّ سلالة الفيروس الجديدة ستكون لديها تماماً القدرة على مقاومة اللقاحات المستخدمة في الوقت الحالي، برغم تأثيرها المحدود في سوق الأسهم، التي هبطت بنسبة جاءت أقل من 1%.

اقرأ أيضاً: ارتفاع أسهم "فايزر" إلى مستوى قياسي مع ظهور فيروس "أوميكرون"

صعدت أسهم الشركة بعد تفشي الجائحة داخل الولايات المتحدة، والشروع في عملية البحث عن لقاح مضاد للفيروس. ومنذ تراجعها في شهر مارس 2020؛ بلغت قيمة أسهم شركة إنتاج الأدوية للضعف تقريباً.

علاوة على الحملة التي تدفع باتجاه جرعة معززة، ربما يأتي الاعتراف بوجود حاجة إلى الحصول على جرعة لقاح ثالثة ليزيد من إمكانية أن تكون الجرعة المستهدفة لفيروس "أوميكرون" ضرورية في نهاية الأمر. أعلنت شركة "فايزر" أنَّ تلك الجرعة ستكون جاهزة للاستخدام بحلول شهر مارس المقبل.

اقرأ المزيد: كيف يتجنب العالم صدمة مماثلة لـ"أوميكرون" في المستقبل؟

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ "تثبت النقاط المستخلصة من خلال تحديث المعلومات الخاصة بشركة (فايزر) صحة ما نعتقده حول أنَّ استقرار مبيعات لقاح الشركة المضاد لمرض كوفيد-19 لا تحظى بالتقدير الكافي من قبل وول ستريت"، بحسب ما ذكرت لويز تشين التي تعمل محللة في شركة "كانتور فيتزجيرالد" (Cantor Fitzgerald). وأدت نتائج اللقاح القوية في مواجهة فيروس "أوميكرون" المتحول، بالإضافة إلى البيانات المبشرة الخاصة بدواء "باكسلوفيد" (Paxlovid)، دواء الشركة المضاد للفيروسات الحديث المعالج للمرض، إلى تقوية ما تطلق عليه تشين "براءة اختراع يعدُّ الأفضل في فئته الخاصة بمرض كوفيد- 19".

رؤية غير واضحة

لم تأتِ الدعاية من قبل موقع "ريديت" بالدرجة الكافية لاستمرار الزخم الخاص بشركة "غايم ستوب"، فقد أعلنت شركة البيع بالتجزئة المتخصصة في ألعاب الفيديو يوم الأربعاء، عن تحقيقها لخسارة خلال الربع الثالث من العام الجاري، والتي جاءت أسوأ مما كان يتوقَّعه المحللون، وهو ما أسفر عن هبوط سعر السهم بنسبة 10.3% في عمليات التداول التي جرت يوم الخميس الماضي.

علاوة على النتائج المحبطة، شعر المستثمرون بالإحباط جراء غياب رسالة واضحة حول الأسلوب الذي تخطط به الشركة لجذب اللاعبين لكي يعودوا إلى متاجر البيع. قام عضو مجلس الإدارة رايان كوهين برسم استراتيجية ترمي إلى تعديل مسار الشركة في أعقاب أعوام عديدة من تسجيل هبوط في المبيعات، بيد أنَّ الإدارة لم تجب عن أي أسئلة عبر آخر أربعة إفصاحات عن النتائج المالية.

عندما باتت شركة "غايم ستوب" موضوعاً لتكهنات حول تعرّضها للإفلاس؛ أصبحت الطفل المدلّل لحركة أسهم الـ"ميم"، والتي عمد المتداولون اليوميون في منتديات الإنترنت عن قصد إلى زيادة سعر السهم بما يفوق نسبة 700% حتى الآن خلال عام 2021. برغم ذلك، جاء التعثر في يوم الأربعاء ليعطي دلالة على أنَّ المستثمرين ربما باتوا لا يتمتعون بالصبر والانتظار لكي يتم وضع استراتيجية خاصة بعملية إعادة الشركة إلى مستويات تحقيق الربحية.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ربما يكون افتقار الشركة لوجود رؤية واضحة أمراً مقصوداً من قبل مجلس إدارة شركة "غايم ستوب"، بهدف السعي إلى جذب كل مساهميها، وفقاً لوجهة نظر ستيفاني ويسينك، التي تعمل محللة في شركة "جيفريز" (Jefferies). كتبت في رسالة لها: "تقوم الإدارة بالتحدث إلى كل من قاعدة المستثمرين المؤسسيين المعقدة، والمساهمين الأفراد المتحمسين، وهو ما يعطي رؤية استراتيجية كافية، بيد أنَّها تترك مجالاً لكل من يملك أحلاماً، ولعملية البيع بخصومات".

تشكيل فريق عمل

كانت هناك أخبار سعيدة خاصة بشركات البث المباشر للفيديوهات، بعدما وافقت شركة "روكو" (Roku)، وشركة "غوغل" المملوكة لشركة "ألفابت" على حد سواء، على تمديد عقد لفترة زمنية تصل لسنوات عدة تستمر بمقتضاه في إتاحة موقع

"يوتيوب" على منصة شركة "روكو". حققت أسهم شركة "روكو" قفزة في سعر التداول بنسبة 18% في يوم الأربعاء الماضي.

حظيت شركة البث المباشر بشعبية كبيرة خلال فترة تفشي الوباء، إذ حققت مستوى قياسياً من الإيرادات مع استهلاك ملايين الأشخاص للمحتوى من المنزل في فترات عمليات الإغلاق. وعندما خسرت بعض جاذبيتها؛ هبط سعر سهمها بنسبة 30% تقريباً على مدى عام 2021 في ظل إعادة انفتاح الاقتصادات. وأصدرت شركة "روكو" في الآونة الأخيرة توقُّعات محبطة حول إيرادات الربع الأخير من العام الجاري، وسط وجود مشكلات في سلاسل التوريد على مستوى العالم.

يعتبر الإعلان المتعلق بموقع "يوتيوب"، إلى جانب تجدد المخاوف المرتبطة بفيروس "أوميكرون" المتحول، بمثابة عمليات تدعيم مرحب بها للشركة، التي قامت حسابات عملائها النشطة التي يصل عددها إلى 56 مليوناً، بعملية بث لـ18 مليار ساعة من المحتوى خلال الربع الثالث من العام الجاري.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ قال مانديب سينغ الذي يعمل محللاً في "بلومبرغ إنتليجنس"، إنَّه من المحتمل أن تكون هذه الصفقة رابحة بالنسبة إلى كل من شركة "روكو"، وشركة "يوتيوب". وأضاف أنَّ "وجود إمكانية استحواذهما على حصة في السوق من خلال حشد مئات القنوات والمحتوى المتميز"، يمنح شركة "روكو" الفرصة لتوفير تجربة مستخدم أفضل بالمقارنة مع جهاز التلفزيون التقليدي.

العودة إلى الوطن

شرعت منصة شركة "ويبو" (Weibo) الصينية المماثلة لشركة "تويتر" في عملية تداول أسهمها في بورصة هونغ كونغ خلال الأسبوع الحالي. تأتي عملية الإدراج بالبورصة عقب إعلان شركة "ديدي غلوبال"، وهي عملاق خدمات استدعاء الركاب لسيارات الأجرة، عن خططها لشطب أسهمها المتداولة من البورصة في الولايات المتحدة، والقيام بتقديم ملف خاص بعملية إدراج أسهمها في بورصة هونغ كونغ، في ظل تعرضها لضغوط متنامية من قبل الجهات التنظيمية في الصين.

تعتبر شركة "ويبو"، التي حشدت الملايين من المستخدمين المسجلين منذ إطلاق الخدمة من قبل شركة "سينا كورب" ​​التي تعد رائدة في مجال الإنترنت خلال سنة 2009، أول شركة صينية تعود لتدرج أسهمها في بورصتها المحلية، عقب إعلان شركة "ديدي" الأسبوع الماضي عن خطط لديها على هذا الصعيد.

في أعقاب عملية إدراج أسهم شركة "ويبو" في يوم الأربعاء الماضي؛ وسّع السهم من خسائره، إذ انخفض دون سعر الإدراج، والذي بلغ 272.80 دولار هونغ كونغ (ما يعادل 35 دولاراً). ما يزال الإدراج الرئيسي لأسهم الشركة قائماً في بورصة "ناسداك" الأمريكية.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ "سيبقى قطاع الإنترنت في الصين خاضعاً للتأثير الناجم عن حالة عدم اليقين على الصعيد التنظيمي خلال سنة 2022، في أعقاب الإجراءات السريعة والموسعة المتخذة من قبل المسؤولين خلال سنة 2021، والتي شملت مجموعة كبيرة من الشركات"، بحسب رسالة كتبها ماثيو كانترمان، الذي يعمل محللاً في "بلومبرغ إنتليجنس".

أزمة "إيفرغراند"

جرى وضع مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب" (China Evergrande Group) بصفة رسمية تحت تصنيف متخلفة عن السداد للمرة الأولى. وأعلنت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية عن التصنيف الجديد بعد أن فشلت شركة التطوير العقاري صاحبة أكبر مديونية على مستوى العالم، في سداد دفعتي مستحقات عائدات سندات خلال الأسبوع الحالي.

في إطار جهود منع حدوث أزمة ديون في القطاع العقاري الصيني؛ يعتزم البنك المركزي في البلاد تقليص معدل متطلبات الاحتياطي النقدي لغالبية البنوك بنحو 0.5 نقطة مئوية خلال هذا الأسبوع، إلى جانب ضخ 1.2 تريليون يوان (188 مليار دولار) من السيولة المالية. برغم ذلك، أبدت بكين تردداً على صعيد القيام بإنقاذ شركة "إيفرغراند"، نظراً لأنَّ تكدّس الديون الضخمة من الممكن أن يهدد الاستقرار المالي على نطاق أوسع. كان محافظ بنك الصين الشعبي، يي غانغ، قد أدلى بتصريحات تفيد أنَّه سيجري تناول أزمة شركة "إيفرغراند" بأسلوب موجّه للتعامل مع السوق بأكملها.

في الوقت ذاته، قامت "فيتش" بخفض التصنيف الائتماني لشركة أخرى للتطوير العقاري مثقلة بأعباء الديون، وهي "كايسا غروب هولدينغز" (Kaisa Group Holdings)، بسبب تخلف محدود عن السداد في أعقاب فشلها في تسديد قيمة سندات تصل إلى 400 مليون دولار، إثر حلول موعد استحقاقها في وقت سابق من الأسبوع الماضي.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ قال ديفيد كو، الخبير الاقتصادي الذي يقوم بتغطية الصين في "بلومبرغ إيكونوميكس"، إنَّه من المستبعد أن تسفر أزمة نقص السيولة في شركة "إيفرغراند" نفسها عن حدوث أزمة مالية، إذ يعتبر تعرض القطاع للاستثمار في الشركة وشركات التطوير العقاري الآخرى محدوداً إلى حد ما. وأضاف أنَّ هذه الأزمة تبقى مصدراً لإثارة المشكلات على صعيد الاستثمار في هذا القطاع على مدى الأعوام العديدة القادمة، وسيتوجب على الحكومة ملء الفراغ الناجم عن ذلك من خلال الاعتماد على الإنفاق العام.