الثيران ضخوا 30 مليار دولار أثناء الهبوط.. هل تفلح سياستهم هذه المرة؟

مشاة في وول ستريت قرب تمثال الثور
مشاة في وول ستريت قرب تمثال الثور المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تواجه استراتيجية شراء الأسهم عند ذروة البيع، التي كافأت المتداولين في وول ستريت كل مرة تقريباً خلال 2021، تحدياً كبيراً.

بعد أن هبط بقوة في تعاملات الإثنين للجلسة الثانية على التوالي، سجل "ستاندرد أند بورز 500" الآن جلستين من الهبوط المتتالي بتراجع يزيد عن 1% في كل مرة، وكرر الأمر مرتين الشهر الماضي، وهو أداء اعتاد تجنبه في السابق في أغلب الوقت. وفي هذا تحول عن الماضي القريب عندما كانت التراجعات بنسبة 1% تُقلص أو تُمحى في اليوم التالي في 68% من المرات، ما جعل 2021 واحداً من أفضل الأوقات على الإطلاق لمقتنصي الأسهم في أوقات الهبوط.

ويقلق الفشل في الارتداد هؤلاء الذين اعتادوا على توقعه، ويأتي في وقت تزيد فيه سلسلة من الضغوطات على المراهنين على الصعود. وعندما تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في كل أيام الأسبوع الماضي ماعدا يوم واحد، ضخ المستثمرون 30 مليار دولار في الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على الأسهم الأمريكية، وهي أكبر تدفقات داخلة منذ مارس، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

توقعات متباينة لأداء وول ستريت في 2022.. وهامش الفرق هو الأعلى في 10 سنوات

وازداد استياؤهم مع مرور الأسهم في الأسبوع الجديد ببداية غير سارة بعد رفض السيناتور جو مانشين لحزمة الضرائب والإنفاق الخاصة بالرئيس جو بايدن، لتضاف إلى قائمة طويلة من مخاوف السوق بدءاً من تشدد الفيدرالي إلى تسارع انتشار متحور أوميكرون.

استراحة قصيرة

وعل الرغم من أن قدرة مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على وقف التراجعات عند مستوى مراقب قد تكون قادرة على تهدئة المتفائلين الذين يراهنون على تكرار النمط الموسمي المحبذ تاريخياً في نهاية العام، إلا أن الآفاق الاقتصادية الضبابية تعني أن الكثير من المتداولين ربما يكونون مستعدين لحجز أرباح العام الذي ارتفع فيه المؤشر بنسبة 20%.

خلاف الديمقراطيين يؤجل خطة بايدن الاقتصادية إلى 2022

قال بوب دول، رئيس الاستثمار في "كروسمارك غلوبال إنفستمنتس" (Crossmark Global Investments)، في مقابلة على تلفزيون "بلومبرغ" مع أليكس ستيل، إن السوق تستعد "لأخذ فترة استراحة بعد سلسلة صعود ضخمة.. فهي متعبة وارتفعت بقوة".

وأضاف: "قال الفيدرالي (سنقوم بإزالة المحفزات الضخمة)، ويمكننا جميعًا مناقشة وتيرة ذلك، لكن الفيدرالي يتحول من كونه أفضل أصدقائنا وسيكون في النهاية ألد أعدائنا عندما يتعلق الأمر بالسوق".

رحلة مؤلمة

أنهى مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الجلسة متراجعاً بـ 1.1% رغم أنه نجح في مقاومة نوبة الهبوط التي اقتربت من 2% في أدنى نقطة لها، ويعد الانخفاض هو الخامس في ست جلسات، فيما تعد أسوأ سلسلة تقلبات منذ موجة بيع الوباء في أوائل 2020. وفي ظل تعزيز الفيدرالي لموقفه المتشدد وتسبب متحول أوميكرون في المزيد من قيود السفر حول العالم، تتخذ السوق منحى نحو الهبوط، وبالفعل، تسلل إرهاق الشراء إلى الأجزاء الأكثر خطورة في السوق. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انزلق مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة إلى حركة تصحيح بمقدار 10%، ودخلت الأسهم المطروحة حديثاً إلى منطقة سوق هابطة بنسبة 20%، وفقدت مجموعة من الشركات التكنولوجية غير الرابحة حوالي 30% من قيمتها.

كتب آدم كريسافولي، مؤسس "فيتال نوليدج" (Vital Knowledge): "دعمت موجة من المحفزات عقلية "الشراء في أوقات الهبوط" العنيفة، والتي أثبتت ربحيتها خلال أكثر من عام ونصف العام، خاصة في الأجزاء من السوق ذات مكررات الربحية المرتفعة، وهذه الموجة تنحسر الآن".

ومع ذلك، فيما يخص أسهم الشركات الكبيرة، رفض المشترون في أوقات التراجع الاستسلام الأسبوع الماضي، وجذب صندوق "إس بي دي أر" المتداول في البورصة، والذي يتتبع "ستاندرد أند بورز 500" سيولة للأسبوع الرابع على التوالي، في أطول سلسلة من التدفقات الداخلة منذ سبتمبر العام الماضي، وأضاف صندوق "كيو كيو كيو"، التابع لـ"أنفسكو"، أكبر صندوق متداول في البورصة يتتبع "ناسداك 100"، حوالي 5.5 مليار دولار من السيولة الجديدة الأسبوع الماضي، وهي الأكبر في 15 شهراً.

وليس من الصعب معرفة سبب تفضيل المتفائلين للبقاء، ففي الوقت الحالي، لم تترجم بعد جميع المخاطر الرئيسية إلى أي ضرر حقيقي لأرباح الشركات التي تعد أحد الركائز الأساسية التي تدعم هذه السوق الصاعدة. وفي الواقع، رفع المحللون توقعاتهم للأرباح لعام 2022 خلال الشهر الماضي، وعززوا الدخل المقدر لجميع شركات "ستاندرد أند بورز 500" بأكثر من 1 دولار إلى 221.10 دولار للسهم.

وبقدر ما ينذر هذا التراجع اليومي بالسوء، فقد نجح مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في البقاء فوق متوسط سعره خلال الـ100 يوم الماضية، وهو مستوى لطالما خدم كقاع في كل موجة بيع رئيسية منذ السوق الهابطة أثناء الوباء، وخلال تداولات الاثنين، اقترب المؤشر من هذه العتبة بفارق نقاط - والتي استقرت مؤخراً حول 4523 - قبل أن يرتد مجدداً.

وقالت لوري كالفاسينا، مديرة استراتيجية الأسهم في "أر بي سي كابيتال ماركتس"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "كانت السوق حتى الآن صبورة وغير مبالغة في ردود الأفعال إلى حد كبير.. وهكذا ستظل، وهذا هو التصرف الصحيح خلال الأسابيع القليلة المقبلة".