لماذا لم نرَ سيارات الأجرة الطائرة تحلّق في الأجواء بعد؟

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تمكنت مجموعة الشركات الناشئة التي تعمل على تطوير سيارات الأجرة الطائرة، وتعِد بإحداث ثورة في عالم النقل الحضري، من جمع مليارات الدولارات وجذب المستثمرين لتمويلها.

الآن، تواجه هذه الشركات الجزء الأصعب من مهمتها، ألا وهو الحصول على رخصة الطيران من الجهات التنظيمية مثل إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، التي تُعَدّ مجرد البداية في سلسلة من الموافقات الفنية الصارمة التي يتعين على صانعي سيارات الأجرة الطائرة الحصول عليها قبل دخول عالم النقل الجوي التجاري شديد التنظيم.

اقرأ أيضاً: الطائرات دون طيار.. وحرب البيانات بين واشنطن وبكين

يقول مايكل ريو، كبير مسؤولي التشغيل في شركة "جيه دي إيه أفييشن تكنولوجي سوليوشنز" (JDA Aviation Technology Solutions) الاستشارية: "لديك مجموعة مختلفة تماماً من المتطلبات لترخيص طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL) مقارنة بمتطلبات ترخيص الطائرات التقليدية". متابعاً: "الأمر ليس كما لو أن إدارة الطيران الفيدرالية ستقول لنفسها: حسناً، لقد فعلنا هذا 20 مرة من قبل. بالتأكيد سيكونون حذرين للغاية".

عملية الحصول على التراخيص تلك، التي يمكن أن تستغرق عدة سنوات، شكّلت عثرة في طريق عديد من المصنّعين الذين يتمتعون بالخبرة والتمويل الجيد. على سبيل المثال، كان من المقرر إطلاق طائرة "هوندا جيت"، وهي طائرة تجارية صغيرة من إنتاج شركة "هوندا إيركرافت"، لأول مرة، في عام 2010، غير أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لم ترخص لها بالتحليق حتى عام 2015.

اقرأ أيضاً: لماذا لا نسمح للطائرات الأسرع من الصوت بالتحليق مجدداً؟

وقد تكون صعوبة الحصول على ترخيص الهيئات التنظيمية أكبر بالنسبة لصانعي طائرات "eVTOL"، الذين تتميز تصاميم طائراتهم العاملة بالبطاريات بتقنيات حديثة، لا تتماشى مع معايير السلامة الحالية لإدارة الطيران الفيدرالية بصورة دقيقة.

عملية التصنيع

كذلك يجب علي المنظمين التصديق على عمليات التصنيع في أي شركة طيران، والموافقة عليها كناقل جوي. ثم هناك توجه الطائرات ذاتية القيادة، التي تشكل هدفاً بعيد المدى لمعظم هذه الشركات.

يقول ريو، الذي عمل في عديد من مشاريع طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية: "الجميع يركزون على الطائرات، لكن من وجهة نظرنا، هذا هو أسهل جزء من المعادلة".

من جهة أخرى، جرى إقرار إصلاحات مؤخراً على قواعد ترخيص الطائرات الصغيرة، بشكل يسمح لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بإعطاء الموافقات على التقنيات الاستثنائية في المجال، لكن هذا لا يزال يعتمد على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن ما يجب أن يكون مطلوباً وكيفية إثبات كون الطائرة صالحة للطيران الآمن.

وبينما تضغط شركات مثل "آرتشر" (Archer Aviation)، و"جوبي" (Joby Aviation)، و"ليليوم" (Lilium)، وغيرها للحصول على الموافقات، فإنّ إجراءات إدارة الطيران الفيدرالية لترخيص الطائرات تخضع للتدقيق المشدد بعد الحوادث القاتلة لطائرة بوينغ "737 ماكس".

يضيف ريو: "آخر ما ترغب به إدارة الطيران الفيدرالية حالياً هو منح التراخيص لأي نوع من الطائرات للتحليق، ثم تُفاجأ بسقوطها من السماء بعد ذلك".