صدمات التضخم تتردد عبر الأسواق قبل اجتماع "الفيدرالي"

متداول في العملات يراقب أسعار الصرف في غرفة تداول في بنك Hana في سيول
متداول في العملات يراقب أسعار الصرف في غرفة تداول في بنك Hana في سيول المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

انزعج المتداولون حول العالم، الذين يترقبون بالفعل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الجاري، من بيانات التضخم الأسترالية يوم الثلاثاء التي حطمت التوقعات، ومن التشديد النقدي المفاجئ في سنغافورة والمزيد من التقلبات في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.

تسببت دوامة التقلبات في الساعات الأربع والعشرين الماضية في فقدان الأسهم العالمية ما يقرب من 3 تريليونات دولار من قيمتها قبل تحول الاتجاه وإغلاق المؤشرات الأمريكية في المنطقة الخضراء، وقفز عائد السندات الأسترالية لأجل ثلاث سنوات إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2019 بسبب ارتفاع أسعار المستهلك الأساسية، كما صعد الدولار السنغافوري بعد استجابة البنك المركزي للتضخم الذي بلغ أعلى مستوى في 8 سنوات.

"غولدمان ساكس" يتوقع رفع "الفيدرالي" للفائدة في كل اجتماعاته المقبلة

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي يستعد فيه المتداولون لتأثير اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء على التوقعات باحتمالية الإعلان عن بدء دورة رفع لأسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، وتقود التوقعات بالفعل عمليات بيع عنيفة على سندات الخزانة وأسهم التكنولوجيا.

استراتيجيون يحذرون من انخفاضات جديدة في الأسهم الأمريكية

قال جورج بوبوراس، مدير الأبحاث في "كيه 2" (K2) لإدارة الأصول في ملبورن: " تخمن الأسواق موعد ومدى زيادات الفيدرالي لأسعار الفائدة.. وكان المستثمرون بالفعل حساسين للغاية الأسبوع الماضي ولا تساعدهم بالتأكيد التطورات الأخيرة.. ويتوقف كل شيء على الفيدرالي، ولا تزال الفترة الحالية خطيرة جداً بالنسبة للأسواق".

ولا تبدي أعصاب المستثمرين أي علامات على الهدوء في ظل استئناف العقود الآجلة للأسهم الأمريكية التراجع اليوم الثلاثاء بعد تقلبات الاثنين الحادة، وكذلك تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوى في 13 شهراً، وارتفعت سندات الخزانة بجانب الين والدولار مع لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة.

تحرك مفاجئ

جاء أول تحرك غير مخطط له لسلطة النقد في سنغافورة منذ 2015 وقبل اجتماعها المقرر في أبريل على خلفية تصاعد مخاطر توقعات التضخم. سيسمح البنك المركزي، الذي يستخدم سعر الصرف كأداة سياسية رئيسية له، بارتفاع عملته مقابل نظيراتها في الأشهر المقبلة لمواجهة ضغوط تكلفة الاستيراد.

وفي نفس الوقت، عزز التضخم الأكثر سخونة في أستراليا ونيوزيلندا التوقعات بأن يتخلص بنك الاحتياطي الأسترالي من برنامج شراء السندات في اجتماعه المقرر يوم الثلاثاء المقبل، وربما يفتح الباب أيضاً أمام رفع الفائدة العام الجاري، وهو شيء استبعده بشدة المحافظ، فيليب لوي.

انهيار السندات يلاحق المركزي الأسترالي مع ارتفاع معدلات التضخم

تتجه كل الأنظار الآن إلى الفيدرالي، الذي يُتوقع أن يمهد الطريق لأول رفع في الفائدة منذ 2018 في مارس، في الوقت الذي يحاول فيه البنك المركزي الأمريكي القضاء على التضخم المتزايد، وسعّر المتداولون بالفعل أربع زيادات للفائدة ويتطلعون إلى إشارات حول عزم المسئولين خفض حجم المركز المالي للفيدرالي، وهو محفز محتمل آخر للتقلبات في الأسواق المالية.

قالت سو-لين أونغ، كبيرة الاقتصاديين واستراتيجيي الفائدة في "رويال بنك أوف كندا" في سيدني: "الرسالة الواضحة الآتية من آسيا اليوم هي أن الأسواق تحتاج للاستعداد لنشاط البنوك المركزية العالمية في الأسبوعين المقبلين".

وكان البعض، بمن فيهم ويي كون تشونغ من "بنك أوف نيويورك ميلون"، أكثر تفاؤلاً ويرون أن تقلبات السوق يمكن احتواؤها على الأقل في آسيا. قال تشونغ، كبير استراتيجيي السوق في هونغ كونغ: "أعتقد أن التقلبات الأخيرة هي رد فعل نموذجي من السوق على تحول دورة السياسة النقدية.. كما أن التضخم الآسيوي لا يزال منخفضاً من حيث القيمة المطلقة، لكنه يرتفع تدريجيا".

عائدات السندات الحكومية