تختار كوريا الجنوبية رئيسها الجديد في 9 مارس القادم، مع تقديم المتنافسين الرئيسيين وجهات نظر متباينة حول كيفية إدارة ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، وتحديد شكل العلاقات مع دولتي الجوار المسلحتين نووياً: الصين وكوريا الشمالية.
من جهته اختار حزب المحافظين في البلاد، المعروف أيضاً باسم حزب سلطة الشعب، المدعي العام السابق، والوافد الجديد لعالم السياسة: يون سوك يول. وذلك في محاولة لاستعادة المنصب الأعلى في الدولة من التقدميين المتمثلين بالحزب الديمقراطي الحاكم. وقد رشّح هؤلاء من جهتهم لي جاي ميونغ، وهو الحاكم السابق للمقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الدولة.
انتقادات لكوريا الجنوبية لتصنيفها الغاز ضمن الأنشطة التي تخفض الانبعاثات
وعادةً ما يُنتخب الرئيس في كوريا الجنوبية لفترة ولاية واحدة تستمر لخمسة أعوام. وسيحل الرئيس الجديد مكان الرئيس الحالي مون جاي إن، الذي يسعى لتسليم الراية إلى زميله في الحزب الديمقراطي ميونغ.
وعلى مدى الانتخابات، أظهرت استطلاعات الرأي تقلبات في مستوى التقدم بين المرشحين الرئيسيين، فيما يبدو أن البلاد تعيش السباق الانتخابي الأكثر انفتاحاً منذ تحولها الكامل للديمقراطية قبل نحو 35 عاماً. ومن المحتمل أن يزيد المرشحان الآخران من صعوبة التنبؤ بالفائز المحتمل للانتخابات، وهما المحافظ آهن تشول سو، والتقدمي سيم سانغ جونغ. إذ بينما تشير الاستطلاعات إلى انعدام فرص فوز أي منهما، إلا أنهما مع ذلك قد يأخذان الكثير من الأصوات لصالحهما، ويفسدان بذلك فرصة الفوز على أي من المرشحين.
وتشمل القضايا الرئيسية في الانتخابات: محاولة كبح أسعار المساكن المرتفعة جداً، وتزايد القروض الشخصية، وفجوات الدخل الكبيرة التي يعتقد العديد من الناخبين أنها أدت إلى اتساع الفجوة في الثروات. وكانت واحدة من أكثر الحملات انتقاداً للانتخابات، سبباً في إبعاد الكثير من الناس عنها، حيث يرى الكثيرون أنه لا يوجد أي مرشح يقدم خططاً واضحة من شأنها مساعدة البلاد.
وفيما يأتي نظرة على أكثر المتنافسين حظاً:
لي جاي ميونغ، 57 عاماً، الحزب الديمقراطي، حاكم مقاطعة غيونغي السابق
كان لي عاملاً سابقاً في أحد المصانع وأصبح فيما بعد محامياً في مجال الحقوق المدنية، وانخرط في السياسة لأكثر من 15 عاماً كعضو في الحزب التقدمي، ثم أصبح حاكماً لمقاطعة غيونغي المحيطة بسيول في عام 2018. وسعى لأن تكون الدولة هي الأولى في آسيا لتقديم الدخل الأساسي الشامل.
من المحتمل أن يسهم فوز لي في الانتخابات الرئاسية في تعزيز السياسة المالية التوسعية لكوريا الجنوبية بشكل أكبر، حيث من المتوقع أن يبذل لي جهداً كبيراً في المطالبة بإصلاح التفاوت في الدخل، ومواصلة سياسة الرئيس الحالي مون في السعي إلى التقارب مع كوريا الشمالية.
وقد خيمت على حملة لي، فضائح في حياته الشخصية، بالإضافة لتحقيق في صفقة أراضٍ في سيونغنام، وهي المدينة التي شغل فيها منصب عمدة المدينة، لكن لي أنكر ارتكاب أي خطأ.
وتعهد المرشح الديمقراطي بالاستثمار في الطاقة المتجددة وتحديث تكنولوجيا الفضاء، وتعزيز استثمارات الحكومة في الثقافة.
صندوق كوريا السيادي يراهن على ناشئات "ميتافيرس" والذكاء الاصطناعي
السياسات:
يون سوك يول، 61 عاماً، حزب سلطة الشعب، المدعي العام السابق
جاء اختيار يون من قبل الرئيس مون في عام 2019، مع تفويضه للوفاء بتعهداته بملاحقة الشخصيات الأكثر نفوذاً في البلاد. لكن سرعان ما توترت العلاقات بينهما بعد أن شملت تحقيقات يون أعضاء في الحكومة الحالية وأدت إلى استقالة اثنين من وزراء العدل في حكومة مون. والجدير بالذكر أن يون أجرى تحقيقات حول الرئيسة السابقة بارك غيون هاي المنتمية إلى حزب سلطة الشعب، وأسهمت هذه التحقيقات في النهاية في عزل غيون هاي من منصبها.
ازدادت شعبية يون عندما حاول مون إقالته من منصبه قبل نحو عام، حيث استقال يون في مارس 2021 بعد أن أقر الرئيس الكوري الجنوبي تجريده من صلاحياته في مجال التحقيق.
ويتعهد يون بالسيطرة على أسعار العقارات، واتخاذ موقف صارم مع كوريا الشمالية، بجانب تنفيذ خطة إنقاذ طارئة لمدة 100 يوم للاقتصاد الذي تضرر من تفشي كوفيد-19، وهي خطة من شأنها تقديم استثمارات مالية سريعة وضخمة. ومثل نظيره المرشح لي، واجه يون أيضاً فضائح خلال حملته الانتخابية، معظمها يتعلق بعائلته.
السياسات: