التجار يبتعدون عن نفط روسيا خوفاً من فرض حظر أمريكي

موظف يضبط صماماً في محطة لمعالجة النفط والغاز تابعة لشركة "سالم بتروليوم ديفلوبمنت" (Salym). روسيا
موظف يضبط صماماً في محطة لمعالجة النفط والغاز تابعة لشركة "سالم بتروليوم ديفلوبمنت" (Salym). روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أصبح النفط الروسي غير مرحب به في سوق النفط العالمية؛ حيث يخشى التجار من احتمال فرض حظر تقوده الولايات المتحدة على إمدادات البلاد، في وقت أثارت عملية شراء قامت بها شركة "رويال داتش شل" يوم الجمعة استنكاراً.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد، إن إدارة بايدن وحلفاءها يناقشون فرض حظر على النفط الروسي رداً على الغزو الأوكراني. قال التجار الذين يتعاملون مع الخام الروسي - في أوروبا وآسيا - إن هذا الاحتمال، بالتزامن مع الصدى الذي لاقته شركة "رويال داتش شل" بسبب شراء للخام الروسي يوم الجمعة، جعل السوق أكثر حذراً من أي برميل روسي.

ارتفع خام برنت إلى 139.13 دولار للبرميل في مرحلة ما من يوم الاثنين بعد تعليقات بلينكن، قبل أن يتراجع إلى حوالي 125 دولاراً. تعد روسيا دولة عملاقة من ناحية إنتاج النفط وتصديره، لكن الإمدادات البترولية كانت تتقلص بالفعل قبل الغزو. وبعد أن اشترت شركة "رويال داتش شل" شحنة من خام الأورال الروسي يوم الجمعة، توجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى "تويتر" ليسأل الشركة عمَّا إذا كانت رائحة النفط مثل "الدم الأوكراني بالنسبة لكم؟"

لكن بالنسبة لسوق النفط في الوقت الحالي، كان التأثير الأكبر هو زيادة احتمال فرض نوع من الحظر على الصادرات الروسية.

في يوم الأحد قال بلينكن على شبكة "سي إن إن" خلال برنامج "حالة الاتحاد" (State of The Union): "نتحدث الآن مع شركائنا الأوروبيين وحلفائنا للنظر بطريقة منسقة في احتمال حظر استيراد النفط الروسي... مع التأكد من أنه لا تزال هناك إمدادات كافية من النفط في الأسواق العالمية... إن نقاشاً نشطاً للغاية يجري الآن".

قال خمسة تجار نفط في أوروبا ينخرطون عادة في الشحنات الروسية، إن التهديد بالعقوبات ورد الفعل على تحرك "رويال داتش شل"، زاد من صعوبة أي عمل متعلق بروسيا.

من جهتها، قالت "رويال داتش شل" في بيان يوم السبت إنها اشترت الخام الروسي بعد "محادثات مكثفة مع الحكومات وتواصل اتباع التوجيهات الحكومية بشأن هذه القضية المتعلقة بأمن الإمدادات".

كما تحركت أكبر شركة نفط في أوروبا لسحب حصتها في مشروع "سخالين الثاني" للغاز الطبيعي المسال، بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا، وقالت إنها ستتبرع بأرباح من أعمالها الروسية لوكالات الإغاثة الإنسانية.

إجهاد السوق الفعلية

في سوق النفط الآسيوية الفعلية، قالت ثلاث مصافي على الأقل في آسيا إنها ستخرج الخام الروسي هذا الشهر من اختياراتها للبضائع الفورية التي سيتم تحميلها في مايو، على الرغم من حقيقة أنه من المتوقع أن تكون البراميل معروضة بخصومات متزايدة، وفقاً للتجار.

تعد معامل التكرير جهات تشتري بانتظام درجات النفط التي يتم شحنها من شرق روسيا مثل "خط أنابيب النفط الشرقي سيبيريا والمحيط الهادئ" (اسبو) و"سوكول"، واشترت اثنتان من المعالجات بالفعل شحنات للتحميل هذا الشهر والشهر القادم.

ارتفعت الأسعار الحالية الفعلية للبراميل أكثر من أسعار عقود النفط الآجلة، وتفكر بعض شركات التكرير الآسيوية بالفعل في خفض معدلات المعالجة في وقت مبكر من الشهر المقبل. من المرجح أن يبحث المشترون عن براميل بديلة من مناطق أخرى - على الأرجح الشرق الأوسط وربما حتى من الولايات المتحدة - للتعويض عن خسارة الخام الروسي.

وفقاً لتجار، تم عرض شحنة تحميل في مايو من (خام سوكول) من أقصى شرق روسيا بخصم حاد بأكثر من 10 دولارات للبرميل دون خام دبي القياسي للشرق الأوسط. الذي هو بالفعل أرخص من معيار برنت الأوروبي.

ستبدأ السوق الفعلية للنفط الخام في آسيا التداول خلال الأيام المقبلة، حيث سيتبع المنتجون في الشرق الأوسط المملكة العربية السعودية ويصدرون أسعار البيع الرسمية الخاصة بهم، بعد إصدار تفاصيل تخصيص النفط من بعض المنتجين.