شركة تكرير نفط إسبانية مملوكة لأبوظبي تأمل التحول إلى عملاقة هيدروجين عالمية

"سيبسا" الإسبانية تخطط للتوسع في إنتاج الهيدروجين لتطوير الطاقة المطلوبة للنقل الثقيل والصناعات
"سيبسا" الإسبانية تخطط للتوسع في إنتاج الهيدروجين لتطوير الطاقة المطلوبة للنقل الثقيل والصناعات المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت شركة تكرير النفط الإسبانية "سيبسا" (Cepsa)، المملوكة لصندوق أبوظبي السيادي للثروة، عن استراتيجية واسعة النطاق للطاقة النظيفة، في الوقت الذي تتسابق فيه شركات النفط الأوروبية للعثور على مصادر وقود جديدة.

قالت "سيبسا"، ومقرها مدريد، إنها ستركز على تطوير الطاقة المطلوبة للنقل الثقيل والصناعات، في محاولة لتمييز نفسها مقارنة بنظيراتها من شركات النفط الأوروبية الأخرى، التي أعلنت عن خطط تحول مشابهة.

اتفاقية بين "دسر" وشركة صينية لتصنيع حافلات تعمل بالهيدروجين في جدة

يشمل هذا توفير الهيدروجين الأخضر وأنواع الوقود الحيوي للشاحنات، وسفن الشحن، وخطوط الطيران، وغيرها من الصناعات، وفقاً لرئيس الشركة التنفيذي مارتن ويتسيلار.

التخلص من الكربون

قال ويتسيلار، خلال عرض للاستراتيجية، يوم الأربعاء، في مدريد: "قررنا خوض التحدي الأصعب للتخلص من الكربون. فالحلول ليست واضحة بنفس الدرجة في الصناعات ووسائل النقل الثقيلة".

وحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لـ"سيبسا" فإن الشركة تستهدف إنتاج 2 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، بالإضافة إلى 2.5 مليون طن من أنواع الوقود الحيوي غير القائمة على المنتجات الغذائية.

السعودية تبدأ بناء مصنع للهيدروجين الأخضر في "نيوم" الشهر الجاري

يُعَدّ الرهان على الهيدروجين وأنواع الوقود الحيوي الأخرى محفوفاً بالمخاطر، فكلتا فئتي الوقود لم ينتشر استخدامهما على نطاق واسع.

رغم ذلك فإن الحرب الأوكرانية التي قلبت سياسة الطاقة في جميع أنحاء أوروبا رأساً على عقب تدفع الحكومات والشركات نحو تطوير مصادر جديدة، وتسرع وتيرة تحول الطاقة. كما يفتح التركيز المتزايد على أمن الطاقة الباب أمام إطلاق مبادرات جديدة، مثل تلك التي حددتها "سيبسا".

تركيز على إسبانيا

انضم ويتسيلار (هولندي ويبلغ من العمر 35 عاماً) إلى "سيبسا" في مستهل يناير الماضي، قادماً من "شل"، التي ترأس فيها قسم الغاز والطاقات الجديدة، متصدراً توجه الشركة نحو الطاقة النظيفة.

يأمل المدير التنفيذي في بناء أكبر شبكة لمحطات تعبئة الهيدروجين في شبه جزيرة أيبيريا على مدى السنوات الـ8 المقبلة، ويشمل المخطط 100 موقع.

يرى ويتسيلار أيضاً فرصة سانحة في تحول إسبانيا إلى مصدر إلهام عبر احتضانها المركز الأوروبي الرئيسي لصناعة الهيدروجين.

إنفوغراف: 300 مليار دولار استثمارات بالهيدروجين النظيف حتى 2030

أحد الأسباب التي تدفع "سيبسا" للرهان على إسبانيا هو أن المنطقة الجنوبية من الأندلس تضم أرخص إنتاج للطاقة الشمسية في أوروبا، من الممكن استخدامه لصناعة الهيدروجين الأخضر، وفقاً لويتسيلار. كما ستطور الشركة محطات لإنتاج الطاقة المتجددة، لدعم استهلاكها الخاص بصفة رئيسية.

لبلوغ أهدافها في 2030، تسعى "سيبسا" لاستثمار ما يتراوح بين 7 و8 مليارات يورو (نحو 7.8 إلى 8.9 مليارات دولار).

وقالت الشركة إنّ الطاقة المستدامة ستشكل أغلب أرباحها بحلول نهاية العقد الجاري، في حين يمثل الوقود الأحفوري النسبة الأكبر حالياً.

كجزء من استراتيجيتها، تستهدف الشركة تقليص بصمتها الكربونية. كما ستحتفظ بوحدتها الكيميائية، التي ستتحول إلى نهج أكثر نظافة، في حين أن قسم التنقيب والإنتاج فيها سيسعى إلى النمو وتمويل نفسه ذاتياً.

جدير بالذكر أن "سيبسا" مملوكة لشركة "مبادلة للاستثمار" ومجموعة "كارلايل" (Carlyle).