قطب فحم يربح المليارات في عالم يسعى للحفاظ على البيئة

أكوام من الفحم في منجم في بورنيو، إندونيسيا
أكوام من الفحم في منجم في بورنيو، إندونيسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قبل بدء الوباء، حاول لو توك كونغ بيع حصة في شركة التعدين الإندونيسية التي يملكها وفشل في ذلك. ونظراً إلى عدم قدرته على العثور على المشتري المناسب، قرر مضاعفة الاستثمار وإضافة أسهم بدلاً من تقليصها.

أتى هذا الرهان بثماره، فقد تضاعف سعر سهم شركة "بايان ريسورسز" (Bayan Resources) منذ ذلك الحين، ما جعل من "لو" أحد أغنى الأشخاص في هذه الصناعة، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات. يمتلك "لو" الآن 61% من الشركة، وتبلغ قيمتها 6.1 مليار دولار.

في مقابلة نادرة معه من جاكرتا في مارس-الشهر الذي أضاف فيه 199 مليون سهم أخرى- قال "لو": "الأمر بسيط للغاية: إذا لم أتمكن من بيع جزء من أسهمي فمن الأفضل أن أشتري مزيداً".

كان منتجو الفحم في حالة ضياع مؤخراً، وهو تطور غير متوقع للصناعة ذات المسؤولية الأكبر عن انبعاثات الكربون. في قمة المناخ "COP26" في العام الماضي في غلاسكو، تعهدت أكثر من 40 دولة بالابتعاد عن الوقود. وعززت إندونيسيا، أكبر المصدرين له، لوائح حماية الموارد الطبيعية. ومع ذلك لا يزال حرق الفحم شائعاً، إذ إنه يولد نحو 35% من كهرباء العالم وضِعف هذا الرقم في إندونيسيا.

عوامل داعمة للأسعار

أدى النشاط الاقتصادي بعد الوباء إلى زيادة الطلب، وكذلك فعلت الحرب في أوكرانيا. حظرت دول من بينها اليابان واردات الوقود الروسي، ما زاد ضيق الإمدادات ودفع الأسعار إلى الأعلى.

لكن هذا كان نعمة بالنسبة إلى موارد شركة "بايان"، التي يرأسها "لو". يجري تداول أسهم الشركة بالقرب من مستوى قياسي مرتفع. زادت الإيرادات بأكثر من الضعف إلى 2.9 مليار دولار العام الماضي، وسددت الشركة جميع ديونها. وتعكف شركة التعدين الآن على بناء بنية تحتية جديدة لزيادة قدرتها الإنتاجية إلى ما يصل إلى 60 مليون طن بحلول عام 2026 من 37.6 مليون طن في عام 2021، وفقاً للمدير المالي أليستر ماكليود.

وقال ماكليود في مقابلة في مارس: "لا تزال هناك سوق متوازنة للغاية، إن لم يكن في العرض نقص. من الواضح أننا سنواجه مجموعة متنوعة من التحديات، ولكن من منظور سعر السوق يوجد طلب على الفحم، ونتوقع هوامش ربح جيدة في عام 2022".

اقرأ أيضاً: حرب أوكرانيا تدفع صادرات وواردات إندونيسيا لأرقام قياسية

ارتفعت أسهم شركات استخراج الفحم في كل الأسواق، ما عزز ثروات كبار رجال الأعمال الإندونيسيين الآخرين. حققت شركة "بي تي أدارو مينيرالز إندونيسيا" (PT Adaro Minerals Indonesia)، التي يسيطر عليها الملياردير غاريبالدي ثوهير، ارتفاعاً يقارب 2800% منذ الاكتتاب العامّ الأول في يناير. وأدت القفزة في سعر السهم التي بلغت 175% في شركة "بي تي هاروم إنيرجي" (PT Harum Energy) خلال العام الماضي إلى ارتفاع قيمة حصة مؤسسها إلى مليارَي دولار أمريكي.

قالت شيرلي زانغ، المحللة الرئيسية لسوق الفحم في آسيا والمحيط الهادي في شركة استشارات الطاقة "وود ماكينزي" (Wood Mackenzie)، إنّ المخاوف البيئية لم تكبح بعد الطلب العالمي على الفحم. وقالت إنه حتى لو هدأ الصراع الروسي-الأوكراني "فستبقى هناك حاجة إلى الفحم من جانب معظم الدول الآسيوية بحلول عام 2050، وسيوفر نقص التمويل في مناجم الفحم دعماً للأسعار".

ركبت شركة "بايان ريسورسز" (Bayan Resources) الألواح الشمسية والإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية في مشاريعها، ومنجم تابانغ الذي يساهم بأكثر من 80% من إنتاجها، وتولد مستويات أقل من الكبريت والنيتروجين والرماد عند حرق الفحم، وفقاً لعرض تقديمي للشركة. لكن ماكلويد قال إنّ القيود واضحة، وأضاف: "بطبيعتها هناك أمور معينة فقط يمكننا القيام بها إذا كنا لا نزال سنبيع الفحم".

بداية "لو"

انتقل "لو" إلى إندونيسيا منذ أكثر من خمسة عقود، وهو على استعداد لاستغلال الفرص في أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. في البداية، توجَّه هذا المواطن السنغافوري إلى البناء، وكان أول مشروع له هو بناء منشأة لتخزين المثلجات. لكن الصخب كان مستمراً في هذا القطاع. وقال: "لا يزال علينا البحث عن مشروع آخر ليعمل عليه موظفونا".

بدا التعدين أكثر استقراراً، وفي أواخر ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بنت شركة البناء أعمالها في مجال الفحم. تأسست شركة "بايام ريسورسز" (Bayan Resources) في عام 2004، وأصبح "لو" أيضاً المساهم المسيطر في شركة شحن الفحم السنغافورية "مانهاتن ريسورسز" (Manhattan Resources).

يقول "لو" إنه من محبي الحيوانات، ويقضي وقت فراغه في التنزه في حديقة الحيوانات ومزارع الفاكهة التي أنشأها في جزيرة بورنيو، بالقرب من موقع منجم تابانغ الخاص به. واستثمر نحو 4 ملايين دولار في الحديقة المفتوحة للجمهور مجاناً.