بعد تراجع أسهمها 85%.. محللون يتوقعون انتعاش "زووم" مجدداً

"زووم" في وضع جيد لتقديم خدماتها أثناء الدمج الحالي بين العمل من المنزل والمكتب
"زووم" في وضع جيد لتقديم خدماتها أثناء الدمج الحالي بين العمل من المنزل والمكتب المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما يكون هناك مبالغة في موجة بيع أسهم شركة زووم فيديو كوميونيكشنز، هذا هو رأي ماثيو هاريغان وبعض زملائه المحللين في شركة "بينشمارك" (Benchmark)، إذ قال إنَّ الشركة المتخصصة في اجتماعات الفيديو في وضع جيد لتقديم خدماتها أثناء الدمج الحالي بين العمل من المنزل والمكتب (أو ما يُعرف باسم الأنظمة الهجينة)، بعدما قادت الانتعاشة التي صاحبت فترة البقاء في المنزل خلال تفشي الوباء.

"زووم" تفقد 100 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد تلاشي مكاسب كورونا

مع تراجع سعر سهم الشركة 85% تقريباً، مقارنة بذروته خلال الوباء –وهو ما قضى على 135 مليار دولار من قيمة الشركة السوقية- يتوقَّع المحللون أنَّ هناك فرصة لانتعاش الأسهم مجدداً.

كتب هاريغان، في مذكرة للعملاء تركّز على تحليل نتائج أرباح الربع الأول التي أُعلن عنها، يوم الإثنين، بعد إغلاق الأسواق الأمريكية: "التركيز على أسهم (زووم) باعتبارها انحرفت عن مسارها عقب نهاية الإغلاق المرتبط بالوباء مبالغ فيه؛ إذ تستمر شركات التقنية والمالية العالمية في ممارسة دورها أثناء الجمع بين العمل من المنزل والمكتب".

هبوط أسهم "زووم" وسط المخاوف حول مستقبلها ما بعد الوباء

تأجيل العودة

حالياً، تعرض معظم الشركات على موظفيها إمكانية تقسيم وقت العمل بين المكتب والمنزل، برغم أنَّ هذا الخيار واجه تحديات مؤخراً بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في عدة دول.

خلال الشهر الجاري، أرجأت شركة "أبل" خطة تتطلّب من الموظفين العودة للعمل من المكتب 3 أيام في الأسبوع.

قال توماس كوستين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "كريدي سويس" إنَّه لا يعتقد أنَّ البنوك ستعود أبداً للعمل بالكامل من المكتب.

كل هذا يصب في صالح "زووم"، كما أنَّها -على عكس بعض الشركات التي ازدهرت بشدة خلال تفشي الوباء ثم تراجعت- ما تزال تحقق نمواً على بعض المقاييس الرئيسية. وبعد زيادة مبيعاتها بأكثر من 12 ضعفاً في الأعوام الثلاثة المالية الماضية للشركة؛ يتوقَّع المحللون نموها بنسبة 12% في الربع الأول من العام الجاري.

يقارن هذا مع تراجع "نتفلكس"، التي لم تتمكّن من الحفاظ على معدل زيادة العملاء الجدد الذي حقّقته خلال الوباء، وصدمت "وول ستريت" الشهر الماضي بتكبّدها أول انخفاض لها في عدد الاشتراكات منذ أكثر من عقد.

إنفوغراف.. المستثمرون يتخلون عن "زووم" مع العودة إلى المكاتب

نجاح ما بعد كورونا

يعتقد المحللون أمثال هاريغان أنَّ عروض منتجات "زووم" يمكن أن تسمح للشركة بالنجاح في مرحلة ما بعد كورونا، إذ يسعى عدد متزايد من الموظفين للحصول على تدابير عمل مرنة.

يعتقد دانيال مورغان، كبير مديري المحفظة الاستثمارية في شركة "سينوفاس تراست" (Synovus Trust)، أنَّ "العاملين في (وول ستريت) لا يرون الصورة الكاملة في حالة (زووم)؛ فهم يربطون الشركة إلى حد ما بمرحلة البقاء في المنزل أثناء تفشي كوفيد، على غرار "أمازون" أو "نتفليكس"، ولا ينظرون إلى الأساسيات الأكثر أهمية".

فيما ترى ميتا مارشال، المحللة في بنك "مورغان ستانلي" أنَّ تقرير الأرباح الفصلية يجب أن يثبت خطأ التوجهات الهبوطية بوجه عام نحو نمو "زووم".

كتبت مارشال في مذكرة: "العقود الموقَّعة في المراحل الأولى من كوفيد، التي حان ميعاد تجديدها في مارس أو أبريل الماضيين، ستوفر رؤية أفضل حول مدى استمرار العملاء في التعامل مع الشركة". كما توصي المحللة بزيادة الرهان على أسهم "زووم".

"زووم" أصبحت أقل إثارة.. لكن هذا جيد في مسيرة نموها

تنبؤات صعودية

دعماً للتنبؤات الصعودية إلى حد كبير؛ توقَّع المحللون ارتفاع أسهم "زووم" بنسبة 60%، ليصل سعر السهم بذلك إلى 143.30 دولار في الأشهر الـ12 المقبلة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

برغم أنَّ هذا السعر بعيد للغاية عن أعلى مستوى إغلاق في 2020، والبالغ 568.34 دولار؛ لكنَّه يبشر بعوائد محتملة ضخمة لمن يشترون الأسهم عند المستويات المنخفضة الحالية. وأغلق سعر سهم "زووم" عند 89.74 دولار يوم الجمعة.

بالإضافة إلى ذلك، يقترب تقييم "زووم" الآن من المستوى المرتفع الذي كان عليه فيما مضى. حيث تُتداول أسهم الشركة، الواقع مقرها في منطقة سان خوسية بكاليفورنيا، بمكرر ربحية يبلغ أكثر من 25 ضعفاً، انخفاضاً من 225 ضعفاً في سبتمبر 2020.

لكنْ من المؤكّد أنَّ نمو "زووم" يتباطأ مع عودة المدارس للعمل وجهاً لوجه، وإعادة فتح المكاتب، وتزايد المنافسة التي تواجهها الشركة من: برنامج "تيمز" التابع لشركة "مايكروسوفت"، ومنصة "سلاك" (Slack) التابعة لشركة "سيلز فورس" (Salesforce)، وشركة "ويبكس" (Webex) التابعة لـ"كيسكو سيستمز" (Cisco Systems).

"زووم" و"كورونا" و"التضخم".. أمور لن تفتقدها "وول ستريت" من عام 2021

توقعات التقلب

يستعد المستثمرون لبعض التقلب عقب إعلان نتائج الأرباح الفصلية، مع توقعات بتحرك سعر السهم بأكثر من 21% صعوداً أو هبوطاً، وتمثل هذه النسبة أكبر تغير في سعر السهم مقارنة بالفترات التالية لإصدار تقارير الأرباح الفصلية الستة الماضية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

لكنْ مع ذلك، وبوجه عام، هناك توقُّعات تفاؤلية بأنَّ "زووم" مؤهلة للازدهار في عالم ما بعد الوباء.

قال بيدرو بالاندراني، المحلل في شركة "غلوبال إكس" (GlobalX): "حتى مع تحولنا إلى بيئة عمل هجينة أكثر؛ سنظل في حاجة إلى منصة موثوقة للتواصل الافتراضي للتعويض عن الاجتماعات الشخصية، وهناك شعور قوي بأفضلية (زووم) بالفعل من منظور المستخدمين".

أبرز أخبار القطاع التقني

* تجري شركة برودكوم"Broadcom" محادثات للاستحواذ على شركة الحوسبة السحابية "في إم وير" (VMware)، وفقاً لمصادر مُطّلعة، إذ تُعد لصفقة تقنية ضخمة من شأنها رفع مستوى الشركة المُصنّعة للرقائق إلى منطقة متخصصة للغاية من البرمجة. ارتفعت أسهم "في إم وير" 19% خلال الساعات السابقة لافتتاح التداول يوم الإثنين.

* نشر الملياردير بوني ما، المؤسس المشارك في شركة "تينسنت هولدينغز"، مقالَ رأي حظي برواج كبير حول الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تدابير سياسة (صفر – كوفيد) الصارمة في الصين، وهو ما يمثل إعلاناً نادراً عن حالة الإحباط التي يواجهها بعد أن كافحت شركته للنمو خلال الربع الأول.

* من المتوقَّع -على نطاق واسع- حصول شركة "ديدي غلوبال" على موافقة المساهمين، يوم الإثنين، لشطب إدراجها في بورصة نيويورك، لتختتم بذلك محنة استمرت 11 شهراً، وقضت على حوالي 60 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما حوّلت شركة تأجير السيارات العملاقة إلى رمز لحملة الصين الصارمة على شركات التكنولوجيا.

* أعلنت "شاومي"، ثالث أكبر مُصنّعة للهواتف الذكية في العالم بعد "سامسونغ إلكترونيكس" و"أبل" عن شراكة طويلة الأمد مع شركة "لايكا كاميرا"(Leica Camera) للتعاون في تطوير كاميرات الهواتف الذكية.