عمليات بيع موسعة تضرب الأسواق العالمية مع تراجع الأسهم والسندات والين

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت الأسهم الآسيوية وزادت عائدات السندات بعد ارتفاع جديد للتضخم في الولايات المتحدة، ما زاد الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لتكثيف التشديد النقدي. وسجّل الين الياباني أدنى مستوى له في 24 عاماً أمام الدولار.

فقدت الأسهم عبر الأسواق الأسيوية اليوم نحو 2.7% من قيمتها، إذ هبطت أسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ 4% تقريباً، الأمر الذي ألقى بظلاله على مؤشر "هانغ سينغ" الأوسع نطاقاً، كما شهدت الأسهم اليابانية خسائر فادحة.

العقود الآجلة في الولايات المتحدة انخفضت بقيادة عقود "ناسداك 100" بنسبة 2%، وتراجع مؤشر "S&P 500" بنسبة 1.5%، مما جعل العقود الآجلة قرب انخفاض نسبته 20% عن أعلى مستوى في يناير. وتأتي التراجعات في أعقاب خسائر فادحة في "وول ستريت" ساهمت في أسوأ انخفاض في الأسهم العالمية الأسبوع الماضي منذ أكتوبر 2020.

هبط الين إلى أدنى مستوى منذ عام 1998 إلى 135.19 مقابل الدولار، إذ أصبحت السياسة النقدية السهلة لليابان تتعارض بشكل متزايد مع نظرائها في الأسواق المتقدمة الذين يرفعون معدلات الفائدة. وارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات فوق 0.25%، مخترقًا الحد الأعلى من نطاق سياسة بنك اليابان.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة من مختلف آجال الاستحقاق، بقيادة السندات قصيرة الأجل، مع زيادة العائد على السندات لأجل عامين 10 نقاط أساس إلى أعلى مستوى منذ أواخر عام 2007. أما عائد السندات بأجل 30 عاماً فقد سجّل مستوى أقل من العائد على السندات بأجل 5 سنوات، في إشارة إلى المخاوف من أن تؤدي زيادة الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة زيادة حادة إلى بداية هبوط عنيف للنشاط الاقتصادي. وتجاوز العائد على سندات نيوزيلندا بأجل 10 سنوات مستوى 4% لأول مرة منذ عام 2014 مواكباً لتيار الحركة في سندات الخزانة.

الدولار القوي

زادت قوة الدولار الأميركي بسبب ارتفاع الطلب بحثاً عن ملاذ آمن وسط مزيج مسموم من ارتفاع التكاليف وتباطؤ نمو الاقتصاد. وضعفت قيمة العملات ذات الحساسية الخاصة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي. وتراجعت أسعار النفط إلى نحو 118 دولاراً للبرميل، وهو واحد من السلع التي تشعل موجة الزيادة في الأسعار.

تصارع الأسواق أيضاً آثار موجات انتشار فيروس كوفيد في الصين، إذ عاودت بكين وشنغهاي إجراء الاختبارات الخاصة بالفيروس. وما زال الخوف قائماً من أن استراتيجية "صفر كوفيد" التي تنتهجها الصين ستؤدي إلى تكرار أعمال إغلاق الاقتصاد التي تضر باقتصادها وسلاسل التوريد العالمية، التي تتأثر سلباً أيضاً بسبب الحرب في أوكرانيا.

في مذكرة بحثية، كتب استراتيجيو "غولدمان ساكس غروب" ومن بينهم زاك باندل: "عند نقطة معينة ستتقشف الأوضاع المالية بدرجة كافية، و/أو سوف يضعف النمو بدرجة كافية، حتى إن الاحتياطي الفيدرالي يستطيع أن يتوقف عن زيادة أسعار الفائدة، غير أننا ما زلنا نبعد عن هذه النقطة، مما يشير إلى مخاطر زيادة عوائد السندات، واستمرار الضغوط على الأصول الخطرة، واحتمال زيادة قوة الدولار الأميركي في الوقت الراهن".

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 8.6% في شهر مايو عن مستوى نفس الشهر في العام الماضي –وهو رقم قياسي مرتفع جديد منذ 40 عاماً– وجاءت الزيادة على نطاق واسع، معززة بذلك مجموعة كبيرة من أرقام التضخم المزعجة على مستوى العالم. ويتوقع كثير من المستثمرين أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا الأسبوع، ومرة أخرى في شهر يوليو، وثالثة في سبتمبر. وتحدّث بنكا "باركليز" و"جيفريز" عن احتمال زيادة الفائدة بنسبة أكبر تصل إلى 75 نقطة أساس في اجتماع الشهر الجاري.

آسيا والمحيط الهادئ

مسار صعب

قالت سونال ديساي، رئيسة شؤون الاستثمار في أوراق الدخل الثابت لدى شركة "فرانكلين تيمبتيشن" (Franklin Templeton): "إنّ تقلّب أسعار سندات الخزانة ليس ظاهرة يرحب بها أي بنك مركزي". وأضافت في لقاء على تليفزيون "بلومبرغ": "سوف نرى مزيداً من نفس هذه المشكلة، فلن نشهد صعوداً سلساً ولطيفاً، وسوف يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يفعل أكثر من ذلك".

يعكس هبوط العملة اليابانية أمام الورقة الخضراء ذلك التناقض الصارخ بين موقف الصقور الذي يتبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي وموقف الحمائم الذي يلتزمه بنك اليابان. وكرر كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو الإعراب عن "مخاوفه" بسبب سرعة وتيرة ضعف الين الياباني مؤخراً، وقال إنّ أسعار صرف العملات الأجنبية ينبغي أن تتحرك بوتيرة مستقرة وأن تتماشى مع أساسيات الأداء الاقتصادي.

رغم ذلك، سوف تتعرض العملة اليابانية لـ"ضغوط بيعية جديدة" إذا لم يغير بنك اليابان المركزي سياسته التيسيرية، وفق تصريحات روب كارنل، كبير الاقتصاديين ورئيس بحوث منطقة آسيا والباسيفيك لدى شركة "آي إن جي غروب" (ING Groep) في سنغافورة، على تليفزيون "بلومبرغ" اليوم الاثنين. وأضاف كارنل: "أعتقد أن المسألة تتعلق تحديداً بمتى سيُحدِثون بالضبط نوعاً من الفارق البسيط للسيطرة على حركة منحنى العائد، وليس إذا ما كانوا سيفعلون ذلك أم لا".

تدهوُر مستوى الثقة كان واضحاً خلال عطلة نهاية الأسبوع وسط انهيار العملات المشفرة الذي دفع "بتكوين" إلى الهبوط دون مستوى 25 ألف دولار إلى أدنى سعر لها منذ 18 شهراً.

أسواق المال في أستراليا مغلقة بسبب العطلة الرسمية.